أدت الازمة بين ايران والثلاثي الاوروبي ببلوغ المشروع النووي الايرانيالاممالمتحدة ومجلس أمنها. وصادقت الدول الخمس، الدائمة العضوية في مجلس الامن على قرار بريطاني. ووضعت استراتيجية الدفاع الوطنية الاميركية ايران في خانة تهديد أمن الولاياتالمتحدة. هذا، ولم يتخل المجتمع الدولي بعد عن الخيار العسكري. وتمسكت ايران بحق تخصيب اليورانيوم، ولم تتراجع أمام الضغوط الأوروبية الأميركية. ولا شك في أن الولاياتالمتحدة مقتنعة بأن ايران تسعى الى امتلاك برنامج نووي عسكري. وهذا البرنامج خطر على الولاياتالمتحدة وحلفائها، وخصوصاً اسرائيل. ولذا ينبغي منع ايران من امتلاك السلاح النووي. أما ايران فترى أن الولاياتالمتحدة تمارس نوعاً من الاستعمار في المنطقة، وتنتهج سياسة أحادية. وهذه السياسة تهدد ايران. وتشعر ايران بالحاجة الى توطيد علاقاتها بدول أخرى لاحتواء الضغوط الاميركية، خصوصاً بعد فشل السياسة الايرانية في إقامة علاقات بأوروبا. فعلى ايران تفادي الصدام مع المجتمع الدولي. وايران تنتهج سياسة مناسبة. فهي حافظت على علاقتها بالهند. وقبلت الوساطة بين الولاياتالمتحدة والمجموعات الشيعية العراقية. وسعت في تأييد الصينوروسيا لها. والتسلح الايراني بدأ في أثناء الحرب مع العراق 1980 - 1988.، وصنعت ايران دبابات وناقلات جند وصواريخ وطائرات مقاتلة، واستعانت بمساعدة روسياوالصين وكوريا الشمالية والهند، وربما باكستان. ولعل زعم الايرانيين أن صاروخ فجر - 3 يحمل رؤوساً متعددة، مثير. فهل هي قادرة على صنع مثل هذا الصاروخ الدقيق؟ فعلى خلاف الزعم الايراني، قالت الولاياتالمتحدة ان هذا الصاروخ ليس سوى قذيفة مدفعية من عيار 240 ملم يصل مداها الى اربعين كلم. فهل اختبرت ايران سلاحاً عادياً ام سلاحاً متطوراً وخطيراً؟ وإذا صحت المزاعم الإيرانية الصاروخية، فعلى أميركا ادراك أن لجوءها الى القوة باهظ الثمن. ولا شك في أن أميركا تدرك ان ايران قد تهاجم الغرب في عقر داره. فإيران تسعى الى نقل المواجهة خارج منطقة الخليج. عن إعجاز حيدر محرر الشؤون السياسية،"فرايدي تايمز"الباكستانية، 7-13/4/2006