في إطار رده على إعلان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الخميس الماضي قدرة «عشرات أو حتى مئات من الصواريخ الإيرانية على ضرب دول أوروبية»، أكد وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي أن المنظومة الصاروخية لبلاده «ليست موجهة ضد أي دولة لأنها صممت وطورت للدفاع عن إيران إذا تعرضت لهجوم»، معتبراً أن التصريحات الأميركية «تهدف الى السيطرة على أوروبا وإيجاد ذرائع لعدم تفكيك ترسانتها النووية المنتشرة فيها من أجل إبقاء الضغط على روسيا». وقال وحيدي إن «وصف وزير الدفاع الأميركي روسيا بأنها مصابة بانفصام الشخصية إهانة موجهة الى روسيا للتأثير في علاقاتها الإقليمية وإضعاف دورها المؤثر على دول الجوار عبر الإيحاء بأنها «دولة غير مؤهلة للاضطلاع بهذا الدور»، مضيفاً أن «الولاياتالمتحدة استخدمت الأسلوب ذاته خلال حربها على العراق، حين قسّمت الدول الأوروبية الى دول شابة وأخرى عجوزة». ونجحت الولاياتالمتحدة في إقناع كل من روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن بتأييد فرض الحزمة الرابعة من العقوبات على إيران هذا الشهر بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه، لكن موسكو انتقدت لاحقاً الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب فرضهما عقوبات تتجاوز كثيراً تلك التي أقرها مجلس الأمن، ما دفع غيتس الى القول إنها «تبين انفصاماً في موقف روسيا تجاه إيران». وتملك إيران حالياً عشرات الصواريخ المتوسطة المدى (ألفا كيلومتر) وتعمل في شكل نشط على تطوير قدراتها الصاروخية من خلال برنامج فضائي طموح. وكشف تقرير نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في أيار (مايو) الماضي احتمال امتلاك طهران القدرة على اطلاق صواريخ على أوروبا الغربية قرابة عام 2014، لكنها تحتاج الى أكثر من عقد لتطوير صواريخ قادرة على استهداف الولاياتالمتحدة. ووصف وحيدي الذي ورد اسمه على لائحة العقوبات التي أقرها الكونغرس الأميركي، السياسة الأميركية بأنها «ساذجة، وتتسم بعدم الالتزام بالمواثيق وتدعو الى التفرقة والتأزيم، ما سيتسبب في انهيار قدرتها»، داعياً القيادة الروسية الى عدم الخداع بالسياسة الأميركية «لأن الولاياتالمتحدة لا تريد السلام والأمن أو احترام مصالح الدول الأخرى حتى تلك الدول القريبة منها، خدمة لمصالحها وأطماعها»، لافتاً الى سلوك الولاياتالمتحدة «المنافق» مع تركيا والبرازيل اللذين قاما بمجهود للتوقيع على إعلان طهران لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. الى ذلك، أفادت مصادر مطلعة ل «الحياة» بأن معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأوروبية علي أهني نجح في إقناع العواصم الأوروبية التي زارها بإرجاء تنفيذ العقوبات التي أقرها قادة دول الاتحاد الأوروبي وتلحق ضرراً بمصالح القارة في إيران. وأبلغ صحيفة ألمانية أن قرار مجلس الأمن الأخير سيعقّد طريق التفاوض، و «سيكون أكثر تعقيداً إذا انتهج الاتحاد الأوروبي المسار ذاته»، لافتاً الى أن إيران سترد على ذلك في شكل واضح. وأسف أهني الذي أجرى لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الألمانية لوقوف ألمانيا الي جانب القرار الأخير لمجلس الأمن، مشيراً الى أن بلاده تعارض إنتاج الأسلحة النووية في وقت يخضع البرنامج النووي الإيراني لإشراف ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وانتقد أهني السياسة الألمانية التي تعارض البرنامج الإيراني السلمي في حين تزود إسرائيل التي لم تنضم الى معاهدة حظر الانتشار النووية غواصات نووية. وكان أهني أعلن خلال لقاء عقده «أخيراً» مع مسؤولين ألمان في برلين أن القرار الجديد الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي الخاص بتكثيف عقوباته على إيران «مضر، لأنه اتخذ حين كانت طهران تستعد للرد على عرض حوار مع الممثلة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية كاثرين اشتون». وأضاف أهني أن العقوبات الأوروبية «لن يكون لها أي انعكاسات على عزم الحكومة والشعب الإيرانيين في ممارسة حقهما المشروع في استعمال التكنولوجيا النووية تحت إشراف الوكالة الدولية.