ما سماه دميريل"الواقع الكردي"، وسماه اردوغان"المشكلة الكردية"، وكلاهما لم يجد حلاً، قد يجلب لنا مشكلات في علاقاتنا بالغرب عما قريب. وفي المقابل فإن قول اردوغان"أترك السلاح ثم تعال لنتفاوض"، وتوجيهه القول الى حزب المجتمع الديموقراطي الكردي، بينما فهم الأتراك انه يوجه القول الى حزب العمال الكردستاني، قد يتسبب في مشكلة اخرى داخلية، فواضح ان الاوساط السياسية في تركيا على اختلافها، لن تقبل هذا التوجه. والغرب يرى ان الامر مقبول، شرط ان ينتهج حزب العمال الكردستاني طريق"ايرا"وپ"ايتا"، ويودع السلاح. فعلى سبيل المثال، قال رئيس الوزراء البريطاني انه مستعد للتفاوض مع الشيطان في حال ترك سلاحه، ان كان ذلك هو السبيل الى تحقيق السلام. ورئيس الوزراء الاسباني، ثاباتيرو، قبل التفاوض مع"ايتا"، بعد اعلانها وقف اطلاق النار، وبعد موافقة البرلمان. وهذه هي اوروبا وهكذا تتعامل مع مشكلاتها، ولذا فانها تتوقع منا ان نسير على نهجها. ولكن أي محاولة تركية لمعاملة حزب العمال الكردستاني بالمثل، تحمل على"تسييس الارهاب"، وعليه، فلن ترضى الاوساط السياسية في تركيا بالتفاوض مع أي حزب كردي، حتى لو ترك حزب العمال الكردستاني السلاح. ولكن هناك ما يدل على ان ازمتنا ستبدأ، في هذا الخصوص، مع أميركا قبل اوروبا. والدليل هو تصريحات السفير الاميركي في أنقرة. فهو قال للصحافيين انه يتابع حوادث جنوب شرقي تركيا عبر تقارير القنصلية الاميركية في اضنة، وقال ان هذا امر مهم، وأن أميركا لن تصرف عينيها عنه، وأن المنطقة تعاني مشكلات اجتماعية. ودعا قوات الأمن وأهالي المنطقة الى الهدوء والاعتدال. وهذه التصريحات قرينة على ان العلاقات بين واشنطن والجيش التركي ليست ممتازة، على خلاف ما تصفها قيادة الاركان التركية. فما تصفه تركيا بالارهاب، يقول السفير الاميركي انه"مشكلات اجتماعية"ويطلب من الطرفين الاعتدال والهدوء. وتصريحات ولسون هذه، والعلاقات المتميزة لأميركا بأكراد العراق، لا بد انها تدعم شريحة داخل تركيا لن يصعب علينا تخمين من هي، خصوصاً بعد التوتر في اثناء مناقشة زيارة"حماس"لأنقرة، بين مستشار اردوغان الذي سافر للقاء قيادات اميركية في واشنطن والمسؤولين الاميركيين. وقال جنيت زاب سو للاميركيين، رداً على استهجانهم استضافة"حماس"،"انكم تتحدثون مع حزب العمال الكردستاني". فسواء كان قائل هذه الجملة مستشاراً لأردوغان، أو قيادياً عسكرياً، فالنتيجة هي ان الاتراك كلهم على يقين من ان واشنطن تساند حزب العمال الكردستاني على شكل من الاشكال. وفي اختصار، يمكن القول ان ازمة جديدة بيننا وبين واشنطن تدق الباب، والسبب هذه المرة هو القضية الكردية. عن سميح ادز، "مللييت" التركية ، 14/4/2006