نفى"الجيش الاسلامي في العراق"أي صلة تربطه بحزب البعث المنحل، معلناً ان منهجه يتعدى اخراج قوات الاحتلال من العراق الى تأسيس دولة اسلامية، في حين ذكرت مصادر مطلعة ان الخلافات التي برزت أخيراً في صفوف الفصائل المسلحة مردها سعي بعض الاطراف الى التفاوض مع الاميركيين الذين حاولوا الايحاء بعقد اتفاقات مع مسلحين عراقيين قللت من نسبة الهجمات ضدهم مقارنة مع تصاعد الهجمات ضد المدنيين. ولفت بيان صدر عن"الجيش الاسلامي"تلقت"الحياة"نسخة منه امس، الى ان"منهج هذا الجيش وعلاقاته مع بقية الفصائل علاقة اعضاء في جسد واحد". وقال"ان تلميحات الاميركيين الى علاقات تربطهم بالمجاهدين ما هي الا اكاذيب اعلامية يحاولون بها تغطية هزائمهم". وأكد انه على رغم ان"الجيش الاسلامي هو احد الفصائل الجهادية الكبرى في العراق، لا يخفى وجود مجموعات صغيرة متناثرة دفعتها الغيرة والحمية للقتال من اجل اخراج العدو من هذا البلد، لكنها الفصائل الصغيرة ستكون تابعة للقيادة الاسلامية بعد اخراج المحتل". ويذهب البيان الى التأكيد بأن"العدو يحاول ايجاد صلة بين الفصائل الجهادية والمجموعات الصغيرة التي تقاتل تحت راية البعث او القومية"فيسعى الى"ابراز صورة القيادة البعثية ليوهم الاغبياء بأن القتال على ارض الرافدين مع البعثيين". ويلفت الى"من يقلد صوت نائب الرئيس العراقي عزة الدوري وهو يوجه خطاباً منمقاً للشارع العراقي الذي لم يكن يوماً ليستمع الى مثل هذا الشخص". ويخلص البيان:"نقول بصراحة ووضوح ان لا علاقة صغيرة او كبيرة تربطنا ببقايا افراد البعث ... وان الجماعة منهجها المعلن هو اقامة دولة الاسلام". وحذر من"محاولة تسلق البعثيين لقطف ثمار الجهاد واعادة العفلقية من جديد". وكانت التصنيفات الاعلامية ل"الجيش الاسلامي"، الذي تأسس أولاً من ضباط محترفين في الجيش العراقي السابق ثم توسع ليشمل متطوعين معظمهم من العراقيين، تضعه في خانة التحالف مع البعثيين في العراق. لكن حذيفة عزام، نجل عبد الله عزام المرشد الروحي لأسامة بن لادن، ذكر في تصريحات صحافية ان اتفاقات تمت بين فصائل مسلحة عراقية بينها"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"مع تنظيم"القاعدة"خلصت الى تحالف الطرفين بشرط تنحي الاردني ابو مصعب الزرقاوي عن قيادة تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين، وهو ما نفاه مقربون من"الجيش الاسلامي"الذي سبقه للبراءة من"البعثيين"فصيل آخر هو"كتائب ثورة العشرين"في بيان تلقت"الحياة"نسخة منه قبل ايام. ويشير مقربون من الفصائل المسلحة العراقية الى ان اتجاه الاخيرة لاعلان براءتها تباعاً من بعثيي العراق مرده خلافات نشبت مؤخراً وقادت الى انقسامات داخلية والى عزل البعثيين المنضوين في تلك المجموعات والذين شكلوا بدورهم مجموعات اخرى وحاولوا اضفاء"ابعاد بعثية"للعمليات المسلحة في العراق. واكدت المصادر ايضاً في اتصال مع"الحياة"ان لجوء بعض المجموعات المسلحة الى فتح قنوات حوار مع الولاياتالمتحدة ادى الى انشقاقات، مشيرة الى ان تغير لهجة خطاب المجموعات العراقية المسلحة الكبيرة من التركيز على"مقاومة الاحتلال"الى"بحث مرحلة ما بعد الاحتلال"مرده تضمين الرسائل الاميركية السرية او المعلنة رغبة في الخروج من العراق، في حين يؤكد السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد فتح قنوات حوار مع مجموعات مسلحة عراقية مستثنياً من سماهم"التكفيريين والصداميين". وينفي قياديون في"حزب البعث"المنحل وجود خلافات بين"البعث"والفصائل المسلحة العراقية، مشيرين الى ان"الهدف المركزي مقاومة الاحتلال لا يترك مجالاً لخلافات جانبية في هذه المرحلة"، فيما تؤكد بيانات الحزب ان قادته هم الذين يقودون"المقاومة"في العراق، كما جاء في بيان نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري. من جهتها اصدرت مجموعة تطلق على نفسها"القيادة العامة للقوات المسلحة"بياناً تلقت"الحياة"نسخة منه أعلنت فيه مسؤولية هذا الفصيل عن عدد من العمليات المسلحة معلنة"شجبها لأي عمل يستهدف المدنيين بأي شكل من الاشكال". ولخص البيان اهداف المجموعة ب"تحرير البلاد من الاحتلال وتأكيد سيادته ووحدته واعادة الجيش العراقي وفق اسس الوطنية والكفاءة واطلاق سراح جميع الاسرى والمحتجزين ومحاربة المظاهر الطائفية والعرقية التي روج لها الاحتلال"والمطالبة بتعويض العراق عن الاضرار التي لحقت به نتيجة الحصار والاحتلال". ولوحظ خلو البيان من اية اشارة الى الرئيس العراقي السابق صدام حسين او الى"حزب البعث"ما"يرجح تبلور اتجاه عام نحو هوية خارج نطاق الفكر البعثي"على حد وصف مقربين من تلك الفصائل.