يعد الفنان التشكيلي حسين الهلالي من الفنانين الرواد في مدينته الناصرية في العراق، نظراً لما حقق من انجازات فنية على امتداد ما يقارب نصف قرن. جاءت معظم لوحاته الفنية بما ينسجم مع طبيعة الحياة في مدينتة الجنوبية التي أقام فيها معرضه الأول عام 1964، أما معرضه الثاني فكان عام 1969 في مدينة الخبر في المملكة العربية السعودية حيث مارس مهنة التعليم. واستمر عطاؤه حتى وصل إلى معرضه الجديد في مدينته الذي ضم لوحات تتحدث عن واقع العراق، فضلاً عن تجسيد الموروث الشعبي لحضارة العراق. وقال الهلالي إنه سينقل معرضه الى بغداد قريباً على رغم الظروف التي تعيشها العاصمة. وأعمال الفنان في معرضه هذا، كما قال عنها أحد النقاد، تتحرك بضربات اللون المنفعل، والخطوط المتموجة المتكسرة، معبرة عن حس داخلي يتسم بعمق الإحساس بالألم، لتقول للمشاهد إن الجمال لا يمكن بلوغه إلا بسحر الأفكار الرائعة التي ترتبط بحياة الناس. فهي أعمال محملة بتجارب الإنسان الاجتماعية والروحية، يظهر من خلالها ما يعمل الفنان على تأكيده من أن الفن ليس مجرد معرفة او تجسيد للواقع، وإنما هو تعبير مكثف ومؤثر عن التجارب العاطفية الانسانية، التي تنبع من مصدرين: أولاً موقف الفنان من موضوع الإبداع وعوالمه الواقعية والخيالية وتماثله مع التأمل الحسي للموضوع او الظاهرة الاجتماعية، بحيث يتعذر فصل موقف الفنان عن مجمل الافكار التي تدور حول واقعه الاجتماعي وطموحاته نحو خلق الكمال. اما الثاني فيتعلق بتحقيق العواطف الانسانية المتنوعة التي تبرزه مثل هذه التعبيرية ذات الالوان التي تتقابل بها السطوح لتخلق حركتها الداخلية العنيفة التي تمتلك أسباب نضجها، لأنها وسيلة اتصال بالآخرين ينقل اليهم منتجها مشاعره وأحاسيسه وافكاره من خلال رؤية محددة لعالمه، للحد الذي اصبح معه التعبير بالنسبة له اساس ارادته الخلاقة ومفهومه الفني. استخدم حسين الهلالي الأسلوب الواقعي النقدي من خلال تشديد على التدقيق في التفاصيل والاشارات المثابرة التي تنجذب باتجاه التأثير الجمالي الأقصى. وهو يؤكد أن الخصائص الحسية متأصلة في هذه اللوحات وهي غير منفصلة عن بعضها بعضاً، مترابطة وكأنها مجموعة شاملة ووثيقة الصلة ببعضها. يذكر أن للفنان الهلالي توجهات فنية أخرى غير الفن التشكيلي، إذ كتب العديد من المسرحيات، كما كتب عدداً من المسلسلات للأطفال.