الحياة مَسرَحٌ واسع تطأ أرضه قدّم كل واحِد مِنّا, إنمّا من ينال شرف الحياة هو من يَترك بصمَة عطاء على وجه الإنسانيّة, لكّن حتى تلك البَصمّة قد تبقى قسوة تجلد ذكرياتنا ويَصعب علينا أن ننساها بقدر ما نحاول أن نتجاهلها. وحين يَهطل المَطر المُفعم بالحياة الخالِدَة من عطاء أناس ماتوا لنحيا فيحيا فيهم الخلود فنتنفس من ذِكرهِم ويَشدو فينا الأمل من شّدو بذلهم, حينها تمثل أمام أعيننا صورة القدوة من العظماء حيث في ذكرهم يَحلو الخلود ومن البصمات, بصمة دّم لا تغفو بين سطور التاريخ, إنها بصمة الشهيد، فالحّق يستهويه أبداً ذاك الشهيد الشاهِد, الرامِق لنا بأعين الاستنكار لما يَجري, كالنجم في السماء يُراقب الكون ببريقه الهادئ"بأي ذنبٍ أوأدُ"لكن من خلف سِتر الظلام يحيا فيه عُمق البُركان وعند الإنفجار تأتي عَظمة القرار. هكذا هو الشهيد يرى ما لا نراه, يرى أبعد من تلك السُحُب الرمادِيّة التي يَختزن مَطرها ألمَنا, فهو يبذل النفس لهدف خاص أو عام، وقد يكبر عِنده نطاق العَطاء ليشمُل الوطن لأنّ مفهوم الشهادة يَكبر عند اقتران روح الشهيد بروح الله ليغدو استشهادَ ولاء وتبعية للكمال المُطلق ويظل عظيماً يتمثل على الأرض ليَفك أسرَ الأرض. الأرض التي ترتوي بغيث الخلود لتبزغ شمس الحرِيّة ويَنبثق الأمل من جديد إحياءً لكل انتفاضة تراب وصرخة أرض. فيا أيّها الشهيد كم نعي بأنّ قدركَ لا تحويه ورقة بيضاء ولكن لك منّا الشكر على هديتك الحمراء المَغروسة في كل واحِد مِنّا لتحيا من خلالها فينا و لنحيا نحن فيها حالمين بالانتصار. ورد هايل هاني - بريد الكتروني