نفى الناطق باسم الحكومة الأردنية وزير الإعلام والاتصال سميح المعايطة أن يكون استقبال الملك عبدالله الثاني لقيادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، مقدمة لاعادة فتح مكاتب الحركة في عمان. وقالإ إن زيارة وفد حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل لعمان لا يرتبط بأية تغييرات إقليمية في المنطقة، فيما قوبل تصريح المعايطة باستهجان كبير باعتباره الناطق الرسمي للحكومة التي لا علاقة لها أصلا بزيارة قادة حماس إلى العاصمة الأردنية حيث عزل العاهل الأردني الحكومة تمامًا عن ملف الحركة وبات يرتبط مباشرة بالقصر الملكي ودائرة المخابرات العامة. والتقى وفد حماس بالعاهل الأردني قبل أن ينتقل لجلسة مباحثات أخرى مع مدير المخابرات العامة فيصل الشوبكي ولم يلتق رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة أوأي من وزراء الحكومة بسبب حظر القصر الملكي ملف الحركة عن الحكومة. وبحث وفد الحركة مع العاهل الأردني العلاقات الأردنية الفلسطينية والتطورات الإقليمية بحسب البيان الصادر عن الديوان الملكي الأردني. وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية لمشعل منذ بداية العام الجاري بعد قطيعة استمرت 13 عامًا. الناطق الرسمي باسم الحكومة وضع نفسه في موقف حرج وهو يتحدث باسهاب عن زيارة قادة حركة حماس رغم وجود بيان من القصر الملكي المعني مباشرة بملف الحركة . وانتقدت جهات عدة تصريحات المعايطة الذي أعلن أن فتح مكاتب الحركة غير وارد وغير مطروح الآن وأن ما يجري حديث عن علاقات سياسية. ومن المتوقع أن تتعرض الحكومة لانتقادات مباشرة من القصر الملكي حيث زجها وزير الاتصال والإعلام الناطق الرسمي باسمها بملف يتولاه الملك مباشرة ويحظر على الحكومة التعامل معه. ونقل البيان الصادر عن الديوان الملكي الأردني عن مشعل قوله: «إن الاجتماع ياتي في وقت مهم في إطار إدامة التنسيق والتشاور بين الجانبين» مؤكدًا «الحرص على تنمية العلاقة مع الأردن في جميع المجالات». وأكد الملك خلال اللقاء «أهمية تعزيز وتمتين وحدة الشعب الفلسطيني التي من شأنها المساهمة في مساعدته على تلبية حقوقه المشروعة». غير أن اللافت ظهور إبراهيم غوشة الناطق الرسمي السابق لحركة حماس إلى جانب العاهل الأردني وهو الممنوع من ممارسة أي نشاطات لحركة حماس على الأراضي الأردنية وقد سمحت السلطات الأمنية له بالدخول إلى البلاد بعد عملية إبعاده الشهيرة بعد أن وقّع إقرارًا بتخليه عن حركة حماس متعهدًا ألا يمارس أية أعمال باسم الحركة في الأردن. وكانت عمان وعلى أثر تدهور في العلاقات مع حماس أبعدت خمسة من قاداتها بينهم مشعل من الأردن إلى قطر في 1999 قبل أن يستقر مشعل لسنوات في سوريا. وشهدت علاقة عمان مع حماس مزيدًا من التوتر عام 2006 عندما اتهم الأردن الحركة بتهريب الأسلحة من سوريا إلى أراضيه. وتعرض خالد مشعل عام 1997 في عمان لمحاولة اغتيال بالسم قام بها الموساد الإسرائيلي. وهدد الملك الراحل الحسين بن طلال حينها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية إذا لم توفر الترياق الذي أنقذ حياة مشعل لاحقًا.