نشرت وزارة الدفاع الأميركية أطول قائمة تصدرها حتى اليوم في شأن مشتبه في تورطهم بالإرهاب، ضمت أسماء 558 شخصاً وجنسياتهم ممن كانوا أو ما زالوا معتقلين في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا. وهذه المرة الأولى التي تنشر فيها الولاياتالمتحدة أي قائمة مفصلة بأسماء المعتقلين وجنسياتهم منذ وصول أول دفعة مؤلفة من 20 معتقلاً من أفغانستان في 11 كانون الثاني يناير 2002. وكانت واشنطن كشفت في وقت سابق عن هويات بعضهم من خلال وثائق قانونية، فيما أعلنت أسماء مئات المعتقلين من جانب أقاربهم أو محاميهم. وتتضمن اللائحة أسماء 558 معتقلاً وأرقام التعريف بهم وجنسياتهم، بحثت محكمة عسكرية استثنائية وضع كل منهم بصفتهم"مقاتلين أعداء"، بحسب ما ورد في اللائحة التي وضعت على موقع على الإنترنت من دون أي تعليق. وأفرج عن عدد من هؤلاء المعتقلين أو نقلوا إلى دولهم الأم بعد مثولهم أمام المحكمة الاستثنائية، لكن حوالى 490 منهم ما زالوا معتقلين في القاعدة البحرية الأميركية جنوب شرقي كوبا. وتؤكد وزارة الدفاع الأميركية أن اللائحة كاملة وما من معتقل آخر في غوانتانامو لم يرد اسمه ضمنها. ولا تشمل اللائحة أسماء حوالى 140 شخصاً نقلوا أولاً إلى قاعدة غوانتانامو ثم افرج عنهم قبل أن تحيلهم وزارة الدفاع إلى المحاكم الاستثنائية. كما لا توضح اللائحة الوضع الحالي للأشخاص الواردة أسماؤهم. فالفرنسيون الثلاثة الذين وردت أسماؤهم فيها، رضوان خالد رقم 173 وخالد بن مصطفى رقم 236 ومشتاق علي باتل رقم 649، نقلوا من غوانتانامو في آذار مارس 2005. وورد على اللائحة أيضاً اسما بلجيكيان افرج عنهما في نيسان أبريل 2005. لكن الفرنسيين الأربعة الآخرين الذين امضوا بضع سنوات في غوانتانامو، نزار ساسي ومراد بنشلالي وإبراهيم يادل وعماد كانوني، لم تدرج أسماؤهم في اللائحة، وكذلك أسماء بضعة معتقلين بريطانيين سابقين. والمعتقلون الذين نشرت أسماؤهم جاءوا من أربعين دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى وأوروبا، ومن بينهم أكثر من 130 سعودياً و125 أفغانياً وأكثر من مئة يمني و25 جزائرياً و22 صينياً و13 باكستانياً، إلى جانب عدد قليل من المعتقلين من تشاد والمالديف وروسيا وأوزبكستان. واتهم مسؤول باكستاني كبير واشنطن بإخفاء معلومات في شأن معتقلين في غوانتانامو، مؤكداً أن عدد الباكستانيين المعتقلين في القاعدة العسكرية أكبر مما كان يعتقد. وقال المسؤول الذي يعمل في وزارة الداخلية الباكستانية والمطلع على الجهود التي تبذل للإفراج عن معتقلي باكستان في غوانتانامو، أن بلاده كانت تعتقد حتى الشهر الماضي أن عدد مواطنيها المعتقلين هناك يبلغ 7 أفراد،"لكن آخر المعلومات التي حصلنا عليها من الأميركيين تشير إلى أن 22 باكستانياً ما زالوا معتقلين هناك. ما يعني أنهم كانوا يخفون عنا معلومات". وفي باريس، أعلنت مساعدة مديرة مكتب جرائم الحرب في وزارة الخارجية الأميركية ساندرا هودكينسون أن الإجراءات القانونية استكملت للإفراج عن مئة سجين في غوانتانامو، إلا أن دولهم ليست مستعجلة لاستعادتهم، او يصعب ايجاد بلد لاستضافتهم. وطرحت ساندرا هدكينسون مثال ستة عشر صينياً من الطائفة الاويغورية"الذين نبحث لهم منذ حوالى السنتين عن مكان للإفراج عنهم. قررنا أن في الإمكان الإفراج عنهم، لكن أحداً لا يريد استقبالهم"، مضيفة أن واشنطن لا تريد إرسالهم إلى الصين"لأنهم سيتعرضون للتعذيب فيها". وحضت الصينالولاياتالمتحدة على تسليمها المواطنين الصينيين المحتجزين في غوانتانامو. وأفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن على واشنطن"اعادة المواطنين الصينيين المشتبه في أنهم إرهابيون إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن". وجددت بكين دعوتها لتسلم المعتقلين بعد أن أخفق اثنان منهم وهما ابو بكر قاسم وعادل عبدالحكيم في إقناع المحكمة العليا بنقض حكم أصدرته محكمة أقل درجة يقضي بأنه لا يحق لمحكمة فيديرالية إصدار أحكام في شأنهما. وينتمي الاثنان إلى الاويغور المسلمين الذين يعيشون في إقليم سينكيانغ في غرب الصين. وكشفت صحيفة"ذي غارديان"إن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو وجّه رسالة إلى نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس طالب فيها الإفراج عن بشر الراوي، العراقي المقيم في لندن زعم أنه إحتُجز في غوانتانامو بعد مساعدته جهاز الأمن الداخلي البريطاني أم آي 5 في تعقب متشددين إسلاميين. وفي صنعاء، أعلن مصدر رسمي أن بلاده ستتسلم خلال الأيام المقبلة 14 شخصاً من المعتقلين اليمنيين من أصل 107 تحتجزهم القوات الأميركية في غوانتانامو.