تبلغ مجلس الوزراء ووفق الاصول مساء الخميس الماضي قرار رئيس الجمهورية اميل لحود رد قانون آلية انتخاب اعضاء مجلس القضاء الى مجلس النواب لدرسه ضمن مهلة الخمسة أيام التي حررها القانون. وقالت مصادر في بعبدا ان رد القانون كان معللاً بدراسة قانونية مفصلة"تبين مخالفته للدستور وللقوانين المرعية الاجراء ولمبدأ فصل السلطات كما انه يعتبر سابقة غير قانونية". وأعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه لقرار حركة"أمل"و"حزب الله"عودة وزرائهما الى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء مجدداً التأكيد ان التوافق هو الطريق الوحيد لكل الحلول. وذكّرت مصادر مقربة من لحود بأجواء الجلسة التي أدت الى اعتكاف الوزراء الشيعة وكيف انه ناشد الجميع بالقول:"ان الاتفاق على أي شيء افضل من الخلاف على أهم شيء". وتابعت هذه المصادر قائلة ان رئيس الجمهورية وبحكم موقعه تابع كل الاتصالات التي كانت تجرى وان لم يكن طرفاً فيها وابدى ارتياحه لعودة الوزراء ويأمل في ان يساعد ذلك على اطلاق عملية الحوار حول النقاط المختلف عليها واطلاق مؤسسات الدولة. وأثارت المصادر ذاتها المشكلة التي نتجت من ابلاغ وزيري الاعلام والاتصالات غازي العريضي ومروان حمادة عدم رغبتهما في حضور جلسات مجلس الوزراء في القصر الجمهوري كما كان متفقاً عليه بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقالت ان مواصلة تنفيذ هذا الاتفاق متوقف على الاتصالات التي سيجريها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي أخذ على عاتقة تسوية الامر خصوصاً ان وزراء آخرين أبدوا اصرارهم على ابقاء جلسات مجلس الوزراء مداورة بين القصر الجمهوري والسرايا الحكومية وان للسنيورة هامشاً من الوقت لمعالجة هذه النقطة بسبب الاعياد التي ستحول دون عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل. وأبلغ لحود قبل ظهر امس وفد مجلس المصلحة القومية في الولاياتالمتحدة الاميركية الذي استقبل اعضاءه في قصر بعبدا ان واشنطن قادرة من خلال دورها وتأثيرها في العالم على تحقيق الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط. وأكد لحود للوفد الاميركي"رفض لبنان القاطع للارهاب ووقوفه ضده داعياً الى التمييز بين المقاومة المشروعة التي ضمنتها المواثيق الدولية والاعمال الارهابية لا سيما تلك التي تستهدف الابرياء والآمنين". كما أكد لحود"ان الحوار بين اللبنانيين هو الكفيل بايجاد الحلول للقضايا التي تتباين وجهات النظر حولها، فلبنان لا يمكن ان يقوم على قاعدة الغالب والمغلوب والاكثرية والاقلية. وتوافق ابنائه وتضامنهم يحميان الوحدة الوطنية ويقويان امكان المواجهة والصمود". واعتبر لحود ان من"مصلحة لبنان وسورية اقامة علاقات أخوية بين البلدين تقوم على احترام سيادة واستقلال كل منهما"، لافتاً الى ان الروابط المتينة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين كفيلة بتذليل كل العقبات التي تحول دون عودة هذه العلاقات الى سابق عهدها وازالة الخلل الذي اعتراها نتيجة التطورات التي حصلت السنة الفائتة.