في غيلز نكيرشين كرة القدم في بيتها، وملعبها"بارك شتاديون"لا يعرف مقعداً فارغاً في أي مباراة لفريق المدينة"اف سي شالكه فير"وتصبغه الأعلام الزرق. ولكن كرة القدم التي جمعت سكان المدينة حول هدف واحد لا تمثل كل شيء، والملايين من الزوار الى غيلز نكيرشين يقصدون اليها باحثين عن عناصر اخرى على مدار العام، والمساحة العملاقة لقصر شلوس - 73 هكتاراً من الحدائق - تجذب يومياً عشرات الآلاف من العشاق من كل مدن المانيا وبلاد العالم، والبناء الفاخر لمنزل لوتينغوف - من عام 1308 - يمثل تحفة للمشاهد، وعلى رغم الشهرة الطاغية للمدينة عبر قرون عدة بمناجم وصناعة الفحم في وادي الرور، الا ان النظرة الحضارية نحو بيئة نظيفة طغت تماماً على الثروة الضخمة التي يجلبها استخراج الفحم وتصديره وتحولت غيلزنكيرشين عبر السنوات الپ50 الماضية الى"المدينة الشمسية"وهي المركز الأول لمصانع وابحاث الطاقة الشمسية النظيفة في اوروبا وباتت مصدراً رئيسياً للاقتصاد في المانيا. ولم يقف الأمر عند اغلاق المناجم والاتجاه الى الطاقة النظيفة، ولكن المناطق الشاسعة التي استخدمت يوماً للمناجم والمصانع تحولت الى مساحات خضراء مفتوحة على مرمى البصر وتناثرت فوقها المسارح والملاهي ودور السينما والمكتبات وواحدة من كبرى حدائق الحيوان في أوروبا وبها عدد وفير من أندر الحيوانات الافريقية والآسيوية والاميركية. والمساحات الخضراء تمثل أكثر من الثلث في المساحة الكلية للمدينة. غيلز نكيرشين تقع في مقاطعة نوردهاين فيست فالين على الحدود الغربية الملاصقة لفرنسا ويقطنها أكثر من 275 ألف نسمة، بينهم 48 ألفاً يحملون بطاقات العضوية الدائمة لمباريات شالكه في الملعب، وتمثل المنطقة المحيطة بالمدينة في وادي الرور بين دويسبورغ وهام المركز الأكبر للمسارح ودور السينما والمتاحف في أي بقعة في قارة اوروبا، وعشاق الموسيقى يتجهون اسبوعياً الى المسرح الكبير"موزيك ثياتر ايم ريفيير"في غيلزنكيرشن لمشاهدة عروض الموسيقى والباليه والاوبرا وعند قناة راين - هيرنه يوجد المسرح الروماني العريق في المكان نفسه الذي اعتاد جلب مئات الألوف في القرون السابقة لأكبر موانئ تحميل السفن بالفحم، وزوار المدينة الشمسية الكروية الخضراء لديهم الفرصة لمشاهدة أول متحف في المانيا للطاقة الشمسية في حديقة العلوم، ويحمل لوحات ونماذج لاستخدامات خيالية للطاقة الشمسية في المستقبل، وعشاق الماضي والتاريخ يمكنهم الذهاب الى متنزه شلوس الفسيح لإلقاء نظرة على عصر النشأة الأولى للمدينة، والتي تعود الى عام 1150، والقصر القديم لا يزال على حاله كما تأسس منذ مئات السنين. كأس العالم لكرة القدم 2006 تفتح المجال للملايين للذهاب إلى المدينة، التي جمعت بين استضافة مونديال 1974ويورو 1988، والألعاب الاولمبية الشتوية والملعب الفريد الذي يغطيه أجمل وأرقى عشب لأي ملعب كرة قدم في العالم، به سقف قابل للإغلاق عند هطول الأمطار او نزول الثلوج، وبه منصة متحركة في الجانب الجنوبي، وتستخدم عند إقامة الحفلات، وهو أشبه بمسرح عملاق لمباريات كرة القدم وسعته القصوى 53804 مشاهدين، ويحتضن في اليوم الافتتاحي لكأس العالم مساء 9 حزيران يونيو مباراة بولونيا واكوادور في المجموعة الأولى. وبعد ثلاثة أيام يذهب الأميركيون الى المدينة الشمسية لمباراتهم الاولى في المجموعة الخامسة ضد تشيخيا مساء 12 حزيران، ويستمتع عشاق الكرة مساء 16 حزيران بأقوى لقاءات المرحلة الثانية للدور الأول بين الارجنتين وصربيا في المجموعة الثالثة على بارك شتاديون، ويتحول لون الملعب من الازرق الى الأخضر في المباراة الرابعة، بين منتخبي البرتغال والمكسيك المنصفين اول وثانٍ في المجموعة الرابعة، والمنتخبان لهما الشعار واللون الأخضر في القميص والعلم، ويسدل الستار على المباريات في الملعب مساء الاول من تموز يوليو بمباراة في الدور ربع النهائي، والفرصة سانحة للارجنتين وصربيا والمكسيك والبرتغال للعودة الى الملعب نفسه في تلك المباراة، اذا تأهلت أي من تلك الدول الى ربع النهائي. وتضمن كل المنتخبات التي ستذهب الى غيلزنكيرشين دعمًا جماهيريًا كبيرًا من سكان المنطقة العاشقين لكرة القدم، وزوار المدينة لديهم فرصة ذهبية في التجول حولها الى مدينتي دوسلدورف التي تبعد 30 دقيقة بالقطار، وكولن التي تبعد ساعة واحدة، وافتتح في نيسان ابريل الجاري أول شبكة جديدة للقطارات تحت الارض في المدينة الخضراء للقضاء على زحام المرور، ويمكن لأي متفرج أن يتجه من سبع محطات للقطار في المدينة الى الملعب مباشرة. وأتاحت اللجنة المنظمة واحدة من أكبر شاشات العرض في العالم مساحتها 60 متراً مربعاً - في أكبر مدن المدينة"غلو كاوف"ليشاهد 22 ألف شخص معاً المباريات الخمس التي تقام في الملعب، وعندما تتوقف المباراة تتحول الساحة الى منصة للعروض، وستكون تلك المنصة مسرحاً لعروض موسيقية لاكبر الفرق العالمية امثال طوكيو هوتيل وغايبسي كنغز وشتاتوس كوو وسيمبل مايندس خلال المونديال. واختارت اللجنة المنظمة للبطولة نجماً مخضرماً في صفوف غيلزنكيرشين ليكون سفيراً للمدينة في المونديال، ومهمته تمثيل اللجنة في كل المباريات المقامة في المدينة واستقبال ضيوف"الفيفا"والمنتخبات المشاركة وسفير غيلزنكيرشين هو النجم اولاف تون الذي احرز كأس العالم 1990 في ايطاليا، وهو من أحدث اللاعبين اعتزالاً وترك فريقه عام 2003 بعد ان توج بطلاً لكأس الاتحاد الاوروبي مع فريق شالكه فير، ولعب تون لناديي شالكه فير وبايرن ميونيخ بين عامي 1984 و2003 عبر 443 مباراة، وسجل 82 هدفاً، وارتدى قميص المنتخب الالماني في 52 مباراة، واحرز خلالها 3 أهداف بين عامي 1984 و 01998