اكد الرئيس الاميركي جورج بوش أمس عقب استقباله في البيت الابيض رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، التزام بلاده دعم"ثورة الأرز"وصولاً الى"لبنان حر ومستقل يتمتع بالسيادة". وقال في تصريح قبيل دعوته السنيورة والوفد الوزاري المرافق الى مائدة غداء اقيمت على شرف الوفد الزائر، ان لبنان"يقدم مثالاً لما يمكن ان يكون عليه الشرق الاوسط الأوسع: شعوب متعددة الديانات تتعايش بسلام وتضع جانبا إرثها التاريخي من اجل تحقيق السلام والحصول على فرصتها لحياة أفضل". راجع ص 4 و5 وشدد بوش في لقاء موجز مع الصحافيين لم يكن مقرراً، على ان اميركا"تعمل مع شركائها في المجتمع الدولي لضمان ان يكون هناك تحقيق دولي كامل في جريمة اغتيال الحريري وتحقيق العدالة". ووصف بيروت بأنها"مدينة عالمية"، مؤكداً ثقته بأنها"ستسترجع دورها كمركز مالي وثقافي وفني". من جانبه، شكر السنيورة الرئيس والشعب الاميركي على الدعم الذي قدماه للبنان منذ اغتيال الحريري، مشيراً الى ان لبنان شهد تطورات كبيرة خلال 16 الى 18 شهرا. واكد التزام بلاده"إحداث التغيير ديموقراطياً وسلميا، وان نبقى على المسار لتلبية توقعات وآمال المواطنين في بلد موحد ليبرالي وحر واقتصاد مزدهر". وكان السنيورة عقد في وقت سابق لقاء موسعاً مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بحضور وزراء الخارجية فوزي صلوخ والعدل شارل رزق والمال جهاد ازعور والاقتصاد سامي حداد والمستشارين محمد شطح ورلى نور الدين والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار. واعقب اللقاء خلوة بين رايس والسنيورة دامت عشر دقائق. ووصف مساعد رايس للشؤون العامة شون ماكورماك الاجتماع بأنه كان"مثمراً وناجحا". وأعادت رايس خلاله تأكيد"دعم الولاياتالمتحدة لاستقلال لبنان وسيادته"واستعدادها لتقديم مساعدات اقتصادية وتأييد الخطوات الاصلاحية التي تعتزم الحكومة القيام بها. وأكد ماكورماك أن رايس نقلت للسنيورة دعمها للحوار الوطني اللبناني الذي ترى فيه واشنطن"دوراً مهماً لإشراك جميع اللبنانيين في العملية السياسية". وبحث الطرفان الخطوات الاصلاحية والمساعدات الاقتصادية التي يمكن أن تقدمها واشنطنلبيروت، والتي توازي أهميتها بحسب ماكورماك دعم الخطوات السياسية وحرية واستقلال لبنان. ونقلت رايس التزام المجتمع الدولي بضرورة تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان، خصوصاً قراري مجلس الامن رقم 1559 و1595. وأكدت الخارجية الاميركية ان مسألة مزارع شبعا كانت ضمن مواضيع اللقاء وان واشنطن تدعم بسط لبنان سلطته على كل اراضيه. وسعت الادارة الاميركية من خلال معاملة رئيس الوزراء اللبناني كزعيم دولة، بما في ذلك التصريح المشترك بينه وبين بوش في حديقة البيت الابيض، الى توجيه رسائل متعددة بينها تصنيفه المحاور الرسمي اللبناني الاول مع الادارة الاميركية قياساً الى سياسة المقاطعة والتجاهل التي تعتمدها واشنطن مع الرئيس اللبناني اميل لحود الذي تشكك الاكثرية الحكومية والنيابية بشرعيته وتطالب بتنحيته. كما انها ايضا رسالة الى سورية التي امتنعت حتى الان عن تحديد موعد للسنيورة من اجل زيارتها للبحث في تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني، لا سيما في خصوص تثبيت لبنانية مزارع شبعا واقامة علاقات ديبلوماسية بين بيروتودمشق. من جهة ثانية، يتسلم مجلس الأمن الدولي اليوم تقرير مبعوث الأمين العام المكلف مراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، والذي يتوقع ان يتضمن دعوة الاسرة الدولية والجهات الاقليمية الى احترام ودعم الإجماع اللبناني الناتج عن الحوار الوطني بما في ذلك ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وإقامة علاقات ديبلوماسية بينهما ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وتوقعت الأوساط الديبلوماسية أن يشير التقرير الى ان بنوداً مهمة ورئيسية في القرار 1559 لم تنفذ بعد، ومنها تفكيك الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها. وقالت مصادر مطلعة ان التقرير سيكون"مهماً وقوياً". وحسب مسؤول اميركي اشترط عدم ذكر اسمه فان"العد العكسي لممارسة ضغوط حازمة على سورية يبدأ في 26 الشهر الجاري"، موعد مناقشة مجلس الأمن لتقرير رود لارسن واتخاذ مواقف إزاءه، قد تتمثل في بيان رئاسي أو في مشروع قرار. وقال المسؤول:"القرار 1559 لم ينفذ... وتاريخ 26 الجاري سيكون يوم بدء ازدياد الضغوط على سورية بسبب تعطيلها تنفيذ القرار 1559. انما، لن يكون ذلك التاريخ نهاية المطاف، إذ أن منتصف حزيران يونيو هو موعد آخر"، في اشارة الى موعد تقرير اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق التي يترأسها القاضي البلجيكي سيرج براميرتس. وقال الناطق باسم السفير الأميركي، ريتشارد غرينل، ان الصمت الذي يحيط بمهمة براميرتس عائد الى"احترام مجلس الأمن اسلوب رئيس اللجنة وطلبه"الابتعاد عن التعليقات اليومية. وقال:"لو كنت مكان دمشق لما اسأت تفسير الصمت واعتبرته ضعفاً".