ضرب العنف الطائفي مدينة الاسكندرية الساحلية المصرية، أمس، ووقعت ثلاثة اعتداءات على كنائس في انحاء متفرقة من المحافظة أفضت الى مقتل مواطن قبطي وجرح نحو 17 آخرين. لكن الهدوء عاد الى المدينة في المساء بعدما اتخذت قوات الأمن اجراءات مشددة حول الكنائس وقربها وانطلق اعضاء في مجلس الشعب البرلمان ودعاة إسلاميين الى تلك الكنائس وحاولوا تهدئة الأقباط الغاضبين فيها. وأعلنت الشرطة انها قبضت على أحد الجناة. لكن في حين أكد البيان الرسمي عن الحادث أن الاعتداءات الثلاثة نفذها شخص واحد يعاني مرضاً عقلياً، تحدث شهود عيان إلى"الحياة"عن أكثر من شخص شاركوا فيها وذكروا أنها وقعت في أوقات متقاربة أو متزامنة وأن الكنائس الثلاث تقع في مناطق مختلفة يصعب لشخص واحد أن ينتقل من واحدة الى الأخرى في دقائق. وتحدث البيان الرسمي عن اصابات وقعت في عدد قليل من الأقباط، لكن الشهود أكدوا أن عددهم يصل الى 17 جريحاً. وأفاد البيان أن ثلاثة مواطنين من الأقباط أصيبوا بجروح مختلفة نتيجة اعتداء نفذه محمود صلاح الدين الذي هاجمهم بآلة حادة في كنيسة"مار جرجس"في منطقة الحضرة في الاسكندرية، وأن صلاح الدين الحاصل على بكالوريوس تجارة ومن مواليد 1981 ومقيم في المنطقة، تسلل الى داخل الكنيسة واعتدى على كل من فادي ميخائيل حنين 42 سنة وناجي بطرس لبيب 17 سنة وحنا ابراهيم عيسى 43 سنة، وألحق بهم اصابات في مناطق مختلفة في الجسم. وتابع البيان أن اعتداءً آخر وقع على كنيسة القديسين أسفر عن مقتل المواطن نصحي عطا جرجس 78 سنة، واصابة مواطنين يدعيان قزمان ومايكل ونقلا الى المستشفى للعلاج. وأشار البيان الى أن اعتداء ثالثاً استهدف كنيسة السيدة العذراء في المنطقة نفسها لم يسفر عن أي إصابات بعدما فر مرتكبه. واشار البيان الى أن المتهم سبق واعتدى بالسب على بعض المواطنين أمام كنيسة مار جرجس بالحضرة والمترددين عليها، كما أنه مشهور عنه عدم الاتزان النفسي وانه تلقى العلاج لدى العديد من الاطباء النفسيين. وعلمت"الحياة"ان لائحة الجرحى تضم كلاً من فادي ميخائيل حنين 46 سنة، عامل وحنا عيسى 35 سنة، عامل وبطرس ناجي نجيب 18 سنة، من دون عمل ومايكل أديب 25 سنة، من دون عمل وفرحان حنا لويس 60 سنة وفايق ابراهيم 65 سنة، حارس الكنيسة. وكان بعض الاهالي في الاسكندرية تحدثوا عن ثلاثة متهمين شاركوا في الهجمات أحدهم صلاح الدين. وتحدثت"الحياة"عبر الهاتف الى مواطنين أقباط في الاسكندرية، فقالت سوزي عادل فؤاد روحي خادمة كنيسة القديسين في منطقة سيدي بشر أنه اثناء خروجها من القداس الأول في الصباح وعندما تجمع عدد من الأقباط عند باب الكنيسة لتحية كاهن الكنيسة اقتحم شخص في الثلاثين من عمره يحمل سيفين وبدأ بتوجيه ضربات متوالية في اتجاه المتجمعين فأصاب المواطن القبطي نصحي عطا بضربة في الرقبة أدت الى وفاته في الحال. وأشارت الى أن ثلاثة آخرين جرحوا وهم في حال خطرة وان سبعة آخرين اصيبوا بجروح طفيفة تم اسعافهم في الكنيسة. وأوضحت أن الجاني فر بعدما خلف حال فزع داخل الكنيسة التي كانت مكتظة بالاقباط حيث كانت مناسبة ختام الصوم الكبير استعداداً لأسبوع الآلام. وقال ملاك فؤاد وهو أحد الاقباط من الاسكندرية انه وأولاده كانوا في كنيسة مار جرجس في حي الحضرة وان شخصاً حمل سيفين اقتحم الفناء الداخلي للكنيسة قرب بابها الرئيسي وهاجم المصلين وأصاب عدداً منهم بجروح. أما في كنيسة العذراء وماري في منطقة فليمنغ، فإن الأمر كان مختلفاً إذ قال أقباط ان أكثر من شخص حاولوا حرق الكنيسة باستخدام مواد ملتهبة لكن تم القبض عليهم بواسطة رجال الأمن الذين كانوا يتولون الحراسة ولم يصب أحد من الاقباط. وقالت مصادر كاتدرائية الاقباط في القاهرة ل"الحياة"إن البابا شنودة معتكف في دير الانبا بشوي في وادي النطرون استعداداً لاسبوع الآلام الذي يبدأ غداً الاحد، وانه التقى أمس الأسقف العام للكنيسة القبطية الانبا بولس وكذلك الانبا روفائيل وتوقعت المصادر صدور بيان عن الكنيسة حول الأحداث. واستمع اعضاء النيابة بإشراف المحامي العام لنيابات شرق الاسكندرية المستشار سامي بريك لأقوال المصابين في حادث الكنائس. وأفادت والدة المتهم محمود صلاح الدين بأن ابنها كان طالباً بكلية ضباط الاحتياط وتم فصله لاصابته بمرض نفسي انفصام في الشخصية كما سبق دخوله مستشفى المعمورة للأمراض النفسية.