واجه العرض الذي قدمته"ميتال ستيل"للصلب لشراء شركة"ارسيلور"الفرنسية العاملة في القطاع نفسه، رفضاً مزدوجاً من قبل ادارة الشركة المعنية والحكومة الفرنسية، مما يطلق العنان لمواجهة بين الطرفين في سوق الأسهم. وبرر وزير الاقتصاد والمال الفرنسي تييري بروتون عقب اجتماع عقده امس في باريس مع مدير عام"ميتال ستيل"لاكشمي ميتال، رفضه لعرض الشراء بكونه غير مرفق بأي مشروع صناعي، يلقي الضوء على مستقبل المجموعة التي قد تنبثق عن عملية الشراء المقترحة. وأشار بروتون الى ان ليس هناك، من جهة اخرى، ما يشير الى كيفية"تعايش الثقافتين المتباينتين"لكل من الشركتين، وأن غياب هذا النوع من المعلومات"لا يمكن الا ان يثير القلق البالغ من قبلنا". وذكر ان مدير عام"ميتال""تفهم مخاوف الحكومة الفرنسية"وأنه"من دون شك سيأخذها في الاعتبار"، لكنه اعتبر ان اذا اصرت"ميتال"على عرضها،"فإنها ستكون حرة في تصرفاتها". وكان عرض"ميتال"اثار مخاوف السلطات الفرنسية، وأيضاً كثراً من الحكومات الأوروبية، كون"ارسيلور"تركز الجزء الأكبر من نشاطها في اوروبا وتستخدم نحو 30 ألف شخص، وهي في المرتبة الثانية على لائحة الشركات العالمية المنتجة للصلب. وجاء تأكيد الرفض الفرنسي لعرض"ميتال"التي تتخذ من هولندا مقراً لها، بعد رفض مماثل صدر امس الأول عن سلطات لوكسمبورغ التي تملك نحو 5 في المئة من اسهم"ارسيلور". وبررت"ميتال"التي تحتل المرتبة الأولى على لائحة شركات الصلب العالمية، عرضها، بأنه سيؤدي الى انشاء اكبر مجموعة في هذا المجال، اذ انها ستكون قادرة على السيطرة على 12 في المئة من سوق الصلب العالمية. وصرح مدير عام"ميتال"عقب لقائه بروتون، ان اقدامه على شراء"ارسيلور"ومصانعها ليس هدفه"إغلاق هذه المصانع"، وإنما"العمل على توحيد سوق الصلب المبعثرة". لكن هذا الكلام لم يؤد الى طمأنة مدير عام"ارسيلور"غي دوليه، الذي اكد ان شركته مستعدة لمقاومة عرض"ميتال"وأنها عازمة على استخدام الإمكانات التي لديها في هذا الإطار. وقال دوليه، ان"المعركة بدأت وسنكسبها وستكون معركة طويلة"، مشيراً الى ان"ارسيلور"ليست بحاجة الى"ميتال"، وأن مستقبلها سيكون افضل بالنسبة"الى المساهمين والعاملين فيها"مما لو اندمجت مع"ميتال".