على رغم أن المطربة ماجدة الرومي لم تقدم طوال السبع سنوات الماضية أي عمل غنائي جديد، فإن اسمها لم يغب عن الساحة الفنية. واللافت أن رصيدها من الألبومات لم يتعد السبعة في أكثر من عقدين، ما يعني أن الموهبة الذكية لا زالت ركيزة الفن الأولى، والمفتاح السري الذي يبقي أعمال صاحب تلك الموهبة راسخة في أذهان الناس. خلال 30 عاماً قدمت الرومي سبع ألبومات واستطاعت من خلالها أن تكون احدى ركائز الفن اللبناني. عندما قررت الرومي العودة إلى الساحة الغنائية، اختارت إطلالة دسمة مع أغنية"الحب والوفاء"التي حملت توقيع عبد الرب إدريس وصوَّرتها على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة المخرج سعيد الماروق. وكانت ماجدة الرومي على علم مسبق بأن هذه الأغنية ليست قريبة من الخط الشبابي، لذا اختارت أن تقدمها ضمن إطار فيلم سينمائي قصير بدت فيه مشرقة ومنطلقة على رغم الصعاب التي كانت مرت فيها أخيراً. أما الأغنية الثانية التي مهّدت بها الرومي لصدور ألبومها، فكانت"اعتزلت الغرام"التي استطاع ملحنها الفنان ملحم بركات اكتشاف قدرات جديدة في صوت الرومي من خلال جمل موسيقية غير مألوفة، أثبتت من خلالها قدرة تلك الحنجرة المطواعة على تأدية كل الألوان الغنائية. وارتأت الرومي تصوير"اعتزلت الغرام"مع المخرجة نادين لبكي، صاحبة الرؤية الإخراجية المتحررة ضمن ضوابط رسمتها لنفسها. ومن خلال هذا التعاون، استطاعت لبكي أن تقدم الرومي في صورة مغايرة عن تلك التي ألفها الجمهور. لبكي أقنعت المطربة اللبنانية بأن تقدم خطوات راقصة مدروسة مع فرقة استعراض أشرفت على تدريبها اليسار كركلا. من اتجاهها نحو كواليس المسرح، واستعداداتها للظهور على خشبة المسرح، ووضعها للماكياج وارتداء الحذاء والصعود على السلالم إلى أن تأخذ مكانها على الخشبة... كل تلك التفاصيل أخرجت الرومي من الكلاسيكية التي وضعت نفسها فيها سابقاً. وجهها المشرق و"اللوك"المتنوعّ رافقا تلك الاستعراضات المستوحاة من الأفلام القديمة، شاركت فيها الرومي بسلالة ورشاقة واضحتين. ولبكي التي حوّلت مضمون الأغنية الحزين إلى سلسلة استعراضات فرحة، استعانت بكادرات مميزة أظهرت الاستعراضات من زوايا مختلفة. الملابس الأنيقة التي صممها اللبناني نيكولا جبران وتسريحات الشعر التي حملت توقيع جو رعد لعبت دوراً في استكمال تلك صورة الجديدة.