يتفق خبراء الاقتصاد في المانيا على أن النمو الاقتصادي في البلد هذه السنة سيكون استثنائياً لسببين مهمين: الأول لأن سوق الاستهلاك الداخلية ستنشط على خلفية دوافع تكتيكية من جانب قسم كبير من المواطنين الذين سيقومون بمشتريات كبيرة استباقاً لقرار الحكومة رفع ضريبة القيمة المضافة من 16 الى 19 في المئة ابتداء من مطلع عام 2007، والثاني لأن بطولة العالم في كرة القدم التي ستجرى في المانيا خلال الصيف المقبل، ستدر دخلاً كبيراً يتراوح بين 2.5 وپ3 بلايين يورو على الأقل. وفي الوقت الذي تتوقع الحكومة أن تسمح زيادة ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات بخفض العجز المالي في موازنة عام 2007، والالتزام بمعيار ماستريشت الأوروبي الذي حدد نسبة العجز في الموازنة المالية السنوية بپ3 في المئة فقط، فهي تنتظر في الوقت ذاته أن تساهم بطولة العالم في كرة القدم في تنشيط الاقتصاد الألماني ورفع نسبة النمو المتوقعة. وأفادت النشرة الاقتصادية الشهرية التي تصدرها"غرفة التجارة العربية ? الألمانية"في برلين أن خبراء الاقتصاد الألمان والشركات الألمانية المختلفة يؤيدون توقعات الحكومة ويشيرون في عدد من الدراسات والبحوث، الى أن البطولة ستنعش قطاعات عدة مثل السياحة والبناء والاستهلاك والإعلام والرياضة في الدرجة الأولى. ويتوقع الخبير في مصرف"بوست بنك"ماركو بارغل أن تبلغ مساهمة الحدث الرياضي العالمي في الناتج القومي السنوي نسبة 0.5 في المئة، لكن خبراء آخرين لا ينتظرون أن تتجاوز النسبة 0.1 في المئة. ومع ذلك يتبين من بعض الدراسات أن تبلغ النسبة الواقعية 0.2 في المئة. ونشرت مجلة"كابيتال"دراسة أعدها خبراء في مصر"فرأينس بنك"تضمنت توقعاتهم التالية عن الدخل الاضافي الذي ستجلبه البطولة الى الاقتصاد الألماني: القطاع الدخل باليورو السياحة بليون الاستهلاك الشخصي نصف بليون مصاريف أمنية نصف بليون الاعلانات نصف بليون أي ما مجموعه 2.5 بليون يورو أو نسبة 0.1 في المئة. ويشير عدد من الخبراء الى أن الدخل يشكل الحد الأدنى المتوقع. وواضح ان المستفيد المباشر من الحدث العالمي المقبل هي الشركات الاعلامية والاعلانية، وشركات الطيران وسكك الحديد والباصات ومكاتب السفر، وشركات صناعة الألبسة الرياضية وكل ما يتعلق برياضة كرة القدم، وكذلك مصانع الأغذية والمشروبات والصناعات الحرفية التذكارية. وتبعاً لتوقعات المصرف المذكور من المنتظر قدوم مليون شخص الى المانيا من محبي كرة القدم ومشجعيها. أما قطاع البناء الألماني فاستفاد كثيراً حتى الآن من الحدث المنتظر؟ وقدّر مصرف"بوست بنك"الاستثمارات التي صرفت فيه لإنشاء الملاعب الجديدة أو تحديث القديمة، واقامة البنى التحتية والمرافق المرتبطة بها من طرق ومواصلات بنحو 3.5 بليون يورو، علماً أن هذا المبلغ لن ينعكس على نسبة النمو الاقتصادي لهذا العام الا جزئياً، على اعتبار ان القسم الأكبر منه صرف خلال العامين المنصرمين. وفي المقابل يتوقع مسؤولو القطاع السياحي أن تجلب السياحة الرياضية المنتظرة دخلاً يقدر بپ3 بلايين يورو. حقوق البث وستصل كلفة ما ستدفعه القنوات التلفزيونية لشراء حقوق بث المباريات الى 1.11 بليون دولار متجاوزة بصورة خيالية الكلفة التي سجلت عام 2002 وبلغت 154 مليون دولار. ولأخذ فكرة أوضح عن تعاظم كلفة حقوق البث على خلفية المنافسة الشرسة بين وسائل الإعلام المتلفزة الدولية لشراء هذه الحقوق، يكفي مقارنة المبلغ الذي سيدفع بالمبالغ المتواضعة جداً التي دفعت عام 1990 50 مليون دولار، وعام 1994 85 مليون دولار، وعام 1988 105 ملايين دولار. الى ذلك ينتظر اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية أن تؤمن بطولة العالم في كرة القدم 60 ألف فرصة عمل جديدة خلال العام الجاري يبقى منها نحو 20 ألفاً عام 2007 وفي ما يخص العام المقبل يعتقد قسم كبير من المسؤولين والاقتصاديين أن غياب الدافعين الاستثنائيين المذكورين أعلاه سيخفض نسبة النمو المنتظرة الى واحد في المئة تقريباً كما صرح وزير الاقتصاد ميشائيل غلوز ومجموعة من الخبراء الأسبوع الفائت.