أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، ان بلاده تسعى الى محاكمة الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور، المتهم بارتكاب جرائم حرب، في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي هولندا بدلاً من سيراليون التي نقل الى عاصمتها اول من امس، بعد اعتقاله في منفاه في نيجيريا على اثر محاولته الفرار الى الكاميرون. وأكد بوش ان تحويل المحاكمة الى لاهاي التي يعتقد مسؤولون اميركيون بأنها مكان افضل للنظر في التهم الموجهة الى تايلور، يتطلب قراراً من مجلس الأمن. الا انه اشار الى ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تتوقع صدور القرار"بسرعة"، فيما صرح الناطق باسم الخارجية شون ماكورماك بأن محادثات دولية حول محاكمة تايلور بدأت فعلياً لبحث مكان عقدها. وجاء ذلك غداة مناقشة بوش مسألة تحويل محاكمة تايلور من سيراليون الى هولندا مع الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو خلال محادثات عقدت بينهما في البيت الابيض، علماً انه اشاد بجهود نيجيريا في اعتقال الرئيس السابق، وقال:"إن مثول تايلور أمام العدالة يؤكد رغبة نيجيريا في إحلال السلام في ليبيريا المجاورة". اما أوباسانجو فأكد ان بلاده تعاملت بحزم مع قضية اعتقال تايلور وتسليمه، على رغم الانتقادات التي تعرضت لها، وقال:"لا أوافق على مقولة اننا أهملنا قضية تايلور، خصوصاً بعدما منعنا هروبه". ويعتبر تايلور 58 سنة احد ابرز المسؤولين عن الحروب الأهلية التي اجتاحت بلاده وسيراليون المجاورة خلال عشرة اعوام، وتسببت في مقتل اكثر من 400 الف شخص. واتهم المدعون في محكمة سيراليون تايلور الذي تخلى عن رئاسة نيجيريا في آب اغسطس 2003، بدعم"الجبهة الثورية المتحدة"التي ارتكبت أعمالاً وحشية، من بينها القتل والتشويه والاغتصاب واستبعاد آلاف المدنيين خلال التسعينات من القرن العشرين. وأمس، أعلن ديزموند دا سيلفا مدعي عام محكمة فريتاون ان محاكمة تايلور لن تحصل قبل اشهر عدة، بعد انجاز نقل القرار الاتهامي الى محاميه، وتوقع مثول الرئيس الليبيري السابق أمام قاضٍ قبل نهاية الأسبوع لإبلاغه التهم. ذعر في مونروفيا يذكر ان هبوط طائرة الرئاسة النيجيرية التي نقلت تايلور فترة قصيرة في مطار روبرتس الدولي شرق مونروفيا، قبل ان تتولى طائرة هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة ترحيله الى سيراليون، تسبب في حال من الخوف في العاصمة الليبيرية حيث أغلقت المدارس أبوابها وتراجعت حركة التسوق. وأبدى سكان مدينة جبارنغا وسط ليبيريا حيث معقل"الجبهة الثورية المتحدة"التي تزعمها تايلور سابقاً، خيبتهم من اعتقاله، فيما عمت مظاهر الفرح في زويدرو عاصمة الاقليم الجنوبي الغربي، مسقط رأس الرئيس الراحل صموئيل دو الذي أجبرته الجبهة على التنحي عن السلطة. في المقابل، لم يصدر أي رد فعل عن الحكومة الليبيرية أو بعثة الاممالمتحدة لحفظ السلام فيها، علماً ان الرئيسة الليبيرية آلين جونسون سيرليف كانت طالبت في واشنطن في الخامس من الشهر الجاري بتسليم تايلور، بعدما تحولت هذه القضية الى ازمة عرقلت التنمية في بلادها في الاعوام الاخيرة.