عانى لاعبو المنتخب السعودي من وضعهم تحت الضغط طوال شوطي المباراة الودية الدولية أمام وصيف أوروبا المنتخب البرتغالي، الذي اكتفى بتسجيل ثلاثة أهداف من فرص خطرة وصلوا فيها إلى مرمى محمد الدعيع. وكشف هذا اللقاء الكثير من النقاط التي يجب الوقوف عليها وتصحيحها من المدرب باكيتا، الذي زج بتشكيلة يرى أنها مثالية بوجود محمد الدعيع في حراسة المرمى، والخثران وتكر والمنتشري ومحمد مسعد رباعي دفاع، وتمركز ثلاثي محور الارتكاز في شaكل مثلث خالد عزيز وكريري وأمامهما محمد نور، وعلى الطرف الأيمن محمد أمين، ومحمد الشلهوب على الجهة اليسرى، وإعطاء الجابر حرية التنقل في خط الهجوم كمهاجم وحيد. وكان الاندفاع البدني القوي من لاعبي منتخب البرتغال ومحاصرتهم لدفاعات ووسط"الأخضر"ما وضعهم تحت ضغط شديد نتج منه الوقوع في الكثير من الأخطاء، سواء في التمرير أو في التحرك بكرة ومن دون كرة. وإذا كانت الربع الساعة الأولى من المباراة تعتبر مثالية من ناحية التنظيم للاعبي"الأخضر"ووفقوا في الوصول إلى مناطق الخطر البرتغالية، عقب تسديدة محمد أمين 11 التي غالطت مرمى ريكاردو، إلا أن هذه الدقائق دائماً ما تحمل مسمى"جس النبض"الذي سرعان ما انقضى إثر الهجمتين الخطرتين على التوالي، الأولى من المهاجم باوليتا الذي روض واستدار وسدد بجوار القائم 23، وتلتها تسديدة رونالدو 28 التي كادت تغالط الدعيع وتحولت لضربة زاوية. هذه الهيمنة والسيطرة الهجومية للاعبي البرتغال مكنتهم من الوصول لشباك الدعيع 30 برأسية رونالدو غير المراقب، إثر إرسالية فيغو المتقنة من ضربة زاوية، كادت أن تتضاعف النتيجة بتسديدة باوليتا 31 التي اتجهت إلى خارج المرمى السعودي. وأثمر التنوع الواضح في الهجمات البرتغالية تارة من اليمين وتارة من الشمال عن هدف ثان 45، من المتمركز نونو مانيش كترجمة حقيقية للحضور القوي للبرتغاليين. وعلى رغم التغييرات التي شهدها الشوط الثاني من المدرب سكولاري الذي زج ببعض الوجوه الشابة، إلا أن السيطرة ظلت برتغالية، حتى تدخل باكيتا واستعان بالقحطاني والصويلح والتمياط في محاولة منه لتنشيط الهجوم، إلا أنه اصطدم بالفوارق الفنية والبدنية التي تصب في مصلحة البرتغاليين الذين هددوا مرمى الدعيع في كثير من المناسبات، حتى تمكنوا من تعزيز هدفيهم بآخر عن طريق نجمهم رونالدو 84، الذي استغل مهارته وسرعته في التوغل والتسديد في الشباك"الخضراء". واعتمد المنتخب البرتغالي على جماعية الأداء، وتناقل الكرة بسهولة مكنته في النهاية من السيطرة على أجواء اللقاء على رغم استعانة باكيتا بلاعب الارتكاز الغنام والمهاجم سعد الحارثي في الربع الأخير من هذا الشوط.