علمت"الحياة"من مصدر في الوفد اللبناني الذي زار الرياض امس برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقابل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ان الجانب السعودي"نقل الى الجانب اللبناني رغبة سورية بالتفاهم مع لبنان على كل المسائل والقضايا التي أثارها لبنان". وقال المصدر في الوفد اللبناني ل"الحياة"ان الجانب السعودي نقل هذا الموقف السوري الى السنيورة والوفد المرافق له امس، بعد المحادثات التي كان أجراها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في السعودية الجمعة الماضي. وذكر المصدر ان الجانب السعودي"بدا ميالاً الى الاقتناع بأن الجانب السوري صادق في الرغبة في التفاهم مع المسؤولين اللبنانيين". راجع ص 7 وأوضح المصدر ان الجانب اللبناني فَهِمَ قيام كبار المسؤولين السعوديين بنقل الرغبة السورية على أنه نصيحة للرئيس السنيورة بالتعاطي الإيجابي مع الرغبة السورية بالتفاهم، خصوصاً ان المسؤولين السعوديين ذكّروا رئيس الحكومة بأنه كان الذي بادر الى إبداء الاستعداد للذهاب الى دمشق في إحدى جلسات مؤتمر الحوار الوطني"من اجل البحث مع المسؤولين فيها في الحصول على تحديد سوري - لبناني للحدود في منطقة مزارع شبعا المحتلة، يؤدي الى تثبيت لبنانية هذه المزارع لدى الأممالمتحدة من اجل استرجاعها من الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر لبنانية ان السنيورة سيدرس الرغبة السورية التي نقلها الجانب السعودي ناصحاً بالتعاطي الإيجابي معها، مع حلفائه في الأكثرية الحكومية والنيابية، وخصوصاً زعيم كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط اللذين اتصل بهما فور عودته ليل امس. ولم تستبعد المصادر ان يُطرح الأمر على مؤتمر الحوار الوطني الذي يستأنف اعماله اليوم في جولة رابعة. ولم توضح المصادر ما اذا كان تحرك السنيورة في اتجاه دمشق بناء لهذه النصيحة سيتم بطلب منه لزيارتها او انه سيتم خلال قمة الخرطوم التي تُعقد غداً، والتي لم يحسم رئيس الحكومة اللبنانية ما اذا كان سيحضرها ام لا، تاركاً قراره النهائي في صدد الذهاب الى العاصمة السودانية الى قبل ظهر اليوم. وقالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة"ان الملك عبدالله شجع الجانب اللبناني على استمرار الحوار وأبدى سروره لنتائجه بعدما عرض له السنيورة تفاصيل ما تم الاتفاق عليه الى الآن. ونقلت هذه المصادر اللبنانية الرسمية عن الملك عبدالله تأكيده ان منهج الحوار والهدوء والتروي والحوار هو الذي يجب اتباعه في كل القضايا العالقة ويفترض ان يكون متبعاً فيها بما فيها العلاقة اللبنانية - السورية. ولاحظت المصادر اللبنانية الرسمية ان إبداء الجانب السوري رغبته بالتفاهم على كل القضايا، تمت اثناء زيارة الشرع الى الرياض، فيما كان موقف نائب الرئيس السوري اثناء زيارته الى القاهرة حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك، مغايراً، ولم يطرح هذه الرغبة عليه، مثلما فعل مع المسؤولين السعوديين. وصرح السنيورة قبل مغادرته الرياض عصر امس ان"اللقاء وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فرصة طيبة جداً للتداول والتشاور، ومناسبة لإطلاع جلالته على الخطوات الهامة التي قمنا بها في لبنان عبر نتائج الحوار وهي طيبة جداً ولمست من جلالة الملك تثمينه لأهمية ما نتج عن مؤتمر الحوار وأهمية توصل اللبنانيين الى قناعات مشتركة في الكثير من المسائل والقضايا المهمة التي كنا في الماضي نجد حرجاً أو نتلكأ عن التداول فيها للتوصل الى قناعات مشتركة". وحين سئل السنيورة عما اذا كانت الحكومة اللبنانية وقادة المملكة على الموجة نفسها، وخصوصاً في شأن العلاقات اللبنانية - السورية، قال:"هذا امر طبيعي وبالنسبة الى هذا الموضوع ليس هناك تلاق فقط. بل كما يقال اننا نرى الأمور بمنظار ومنطلقات واحدة واستنتاجات واحدة. وعما اذا كان موعد زيارته الى سورية قريباً قال:"انا دائماً أحب في تصرفاتي ألا أستعجل الشيء إلا عندما يكون جاهزاً، ولا أعلن عنه إلا عندما يتم. وذكّر السنيورة في تصريحه بتحركه العربي وبزيارته قبل ايام للرئيس المصري حسني مبارك، وقال انه تشاور مع الملك عبدالله"ولمست مقدار حرصه على لبنان والتعاون معه ودعم لبنان وتمكينه من خطوات تعزيز التلاقي والتوحد بين اللبنانيين. وأوضح ان العلاقات مع سورية من ضمن المواضيع التي ستثار غداً في جلسات الحوار لإطلاع الأخوة في مؤتمر الحوار على كل جديد ومن ثم نأخذ الخطوات اللازمة. وأجاب عن سؤال آخر بالقول:"اذا قلت إنني اريد الذهاب الى سورية فمعنى ذلك لقاء المسؤولين وسيادة الرئيس بشار الأسد والتوصل الى تحديد واضح وعلمي ومنطقي وعربي وقومي كوننا بلدين جارين بيننا تاريخ وحاضر ومستقبل ومصالح. وعن القمة بين الرئيسين الأسد واميل لحود قال:"هذا موضوع آخر. الرئيس بشار والرئيس لحود من حقهما ان يلتقيا، وأنا أتكلم عن لقائي بالمسؤولين السوريين. في غضون ذلك، انهى الموفد الدولي لتنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 تيري رود لارسن زيارته لبيروت، مستثنياً من لقاءاته رئيس الجمهورية. وعقد ظهر امس مؤتمراً صحافياً اكد خلاله دعمه الكبير لمبادرة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ولفت الى ضرورة ترسيم الحدود اللبنانية ? السورية وإقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، وقال:"لفتنا في شكل خاص التصريح الأخير للشرع الذي قال علناً ان سورية توافق على ان مزارع شبعا هي اراض لبنانية، وكان مجلس الأمن أكد عام 2000 على اساس عدد كبير من الخرائط التي درسها خبراء من الأممالمتحدة أن هذه المنطقة التي تحتلها اسرائيل سوريّة، ولكن اذا كان كل من لبنان وسورية يقر اليوم بأن الحال ليست كذلك، بإمكانهما ان يوقعا اتفاقاً في هذا الصدد ويقدماه الى الأممالمتحدة ضمن الآلية المرعية الإجراء. وانا واثق بأن المجتمع الدولي سيعترف بذلك وسيدعم هذا الإقرار أيضاً". ووصف المبعوث الدولي اتفاق المؤتمرين في الحوار اللبناني الخاص بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، بأنه"إنجاز كبير وخطوة مهمة جداً باتجاه تطبيق القرار 1559". ورداً على سؤال حول سلاح"حزب الله"قال رود لارسن:"لا نعتقد بأن من الممكن الذهاب الى الجنوب والبقاع لنزع سلاح حزب الله، لكن هو آخر ميليشيا لبنانية مهمة لم يُنزع سلاحها، ولا بد من دمج هذه الميليشيات في الجيش اللبناني، من خلال عملية شفافة تسمح للحكومة المنتخبة ديموقراطياً بأن تبسط سلطتها على كل الأراضي، خصوصاً ان حزب الله حزب لبناني ممثل في الحكومة ولديه نواب في البرلمان". واستعداداً للجولة الرابعة اليوم، علمت"الحياة"ان المشاورات بين رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري والرئيس بري والأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله لم تتوقف. وبحسب المعلومات فإن اجتماعاً مطولاً عقد ليل الخميس الماضي بين السيد نصر الله والحريري في منزل الأخير، وقد مهد له بلقاءين عقدهما الحريري مع المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل. من جهة اخرى، اعتبرت مصادر قصر بعبدا ان"نواب الأكثرية الموقتة يدينون انفسهم عندما يشيرون في رسالتهم الى القادة العرب الى ما وصفوه ب"التمديد القسري"لرئيس الجمهورية لأنهم يدركون قبل غيرهم ويدرك معهم القادة العرب ان التمديد له تم وفق الأصول الدستورية، وهو ليس الأول منذ تطبيق اتفاق الطائف، بعد التمديد سابقاً للرئيس الياس الهراوي".