علمت"الحياة"أن القمة العربية المقبلة التاسعة عشرة ستُعقد في العاصمة السعودية الرياض، وقال مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف ل"الحياة"إن الاتفاق بهذا الشأن تم بالفعل. ويختتم وزراء الخارجية العرب اجتماعهم التحضيري للقمة العربية الثامنة عشرة في الخرطوم اليوم ويرفعون مشاريع القرارات التي تمت مناقشتها الى القادة العرب. واتفق الوزراء على تقديم اسم عمرو موسى الى القمة بعد غد الثلثاء كمرشح وحيد لمنصب الأمين العام للجامعة العربية للسنوات الخمس المقبلة. وعرض موسى على الوزراء تقريراً شاملاً عن عمل الأمانة العامة للجامعة خلال ولايته الأولى في السنوات الخمس الماضية. وكانت اللجنة الوزارية الخاصة بالعراق انتهت إلى قرار بالتأكيد مجدداً على ضرورة التزام الدول العربية بوضع قرار قمة الجزائر الخاص بتطورات الوضع في العراق موضع التنفيذ الكامل بما يعبر عن التضامن العربي مع العراق، والترحيب بالانتخابات التي جرت في منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي واعتبارها خطوة أساسية على طريق توفير الأمن والاستقرار وبناء العراق وإعماره، والتأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تحفظ وحدة العراق وتمهد الطريق لخروج القوات الأجنبية من أراضيه. وهذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها العرب عن خروج القوات الاجنبية من العراق منذ الغزو الذي اطاح بالنظام العراقي السابق. وشدد موسى في تصريحات صحافية أ ف ب بعد اجتماع للجنة الوزارية العربية الخاصة بالعراق ان"تغييب الدور العربي في العراق لن يكون مقبولا"موضحاً ان القمة ستطالب كذلك ب"الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق". واشار موسى الى قلق العرب من الحوار الاميركي- الايراني حول العراق، وما قد يعنيه من تزايد لنفوذ ايران على حساب الدول العربية التي تسعى الى عدم تهميش السنة في العراق. ورداً على سؤال حول امكانية نجاح الحوار الاميركي - الايراني من دون تشاور مع الدول العربية، قال موسى"لا اعتقد ان أي حوار من خلف ظهر العراقيين والعرب يمكن ان يثمر نتيجة فاعلة". العراق ويدعو مشروع القرار المتعلق بالعراق الى حضور ديبلوماسي عربي في بغداد على مستوى السفراء هذا العام على أن تقوم الحكومة العراقية بتوفير مستلزمات الحماية الكاملة لذلك، والتنفيذ الفوري لقرار المجلس الوزاري الخاص بفتح بعثة لجامعة الدول العربية في بغداد واعتماد مبلغ مليوني دولار لتغطية نفقات فتح هذه البعثة، والترحيب باستضافة الاردن لمؤتمر القيادات العراقية بالتنسيق مع الحكومة العراقية وجامعة الدول العربية ومواصلة التنسيق مع الأممالمتحدة في سبيل الإعداد لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي المقرر عقده في حزيران يونيو المقبل في بغداد. كما يدعو أبناء الشعب العراقي بمختلف مكوناته وقياداته السياسية ومرجعياته الدينية إلى التصدي لأعمال العنف والإرهاب وعدم السماح لها للنيل من وحدته الوطنية، ودعوة الدول العربية إلى المساهمة في إعادة بناء المساجد ودور العبادة، وتجديد التأكيد على دعم جهود الحكومة العراقية وكل الأطراف المعنية لتعزيز الاحتياطات الأمنية في العراق وتأمين حماية كل الديبلوماسيين وممثلي الشركات والمؤسسات الإقليمية والدولية ورجال الأعمال وحث الدول العربية على إلغاء ديونها على العراق ودعوة الدول العربية المانحة والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية الى الإيفاء بالتزاماتها المالية والمساهمة في إعادة إعمار العراق. وكانت اللجنة الوزارية الخاصة بمبادرة السلام العربية اختتمت اجتماعها بالدعوة إلى تفعيل مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت. وقالت مصادر حضرت الاجتماع ل"الحياة"إن الامين العام عمرو موسى أبلغ اللجنة أن حركة المقاومة الإسلامية"حماس"ستعلن بعد التصويت بالثقة على الحكومة الجديدة تأييدها لهذه المبادرة. وقال موسى إنه ناقش هذا الأمر مع وفد"حماس"الذي زار الجامعة برئاسة خالد مشعل. فلسطين وبالنسبة الى الموضوع الفلسطيني يعيد مشروع القرار المرفوع الى القمة تأكيد التمسك العربي بالسلام ك"خيار استراتيجي"وبمبادرة السلام العربية التي تنص على تطبيع كامل للعلاقات بين اسرائيل والدول العربية مقابل انسحاب كامل من الاراضي المحتلة عام 1967. كما يناقشون الدعم المالي للسلطة الفلسطينية التي باتت تعاني، وفق الوفد الفلسطيني الى القمة، من عجز وصل الى 100 مليون دولار شهريا منذ توقف اسرائيل عن تحويل عائدات الجمارك اليها الشهر الماضي. وقال وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة ان الزعماء العرب سيتعهدون في قمتهم السنوية في السودان بالابقاء على الدعم المالي للفلسطينيين. وكانت الدول العربية وعدت بمنح الفلسطينيين 50 مليون دولار شهريا لكن كثيرا من الدول العربية لم تف بهذه التعهدات. وتتحمل السلطة الفلسطينية رواتب قدرها 108 ملايين دولار شهريا اضافة الى سبعة ملايين دولار شهريا معونات اجتماعية و25 مليون دولار شهريا مصاريف للادارات الحكومية. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"انه يتوقع من القمة العربية قطع تعهدات محددة لمساعدة الحكومة الفلسطينية الجديدة. لكن ديبلوماسيين عرباً قالوا انه لم يتضح بعد ما اذا كانت الحكومات العربية ستتجاوز تعهداتها المالية السابقة. وينتظر ان يرفع وزراء الخارجية كذلك مشروع قرار الى القمة يدعم الموقف السوداني الرافض ارسال قوات دولية الى اقليم دارفور بدون موافقة الحكومة السودانية. وطالب وزير الخارجية السوداني لام اكول بتمويل عربي لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور"لاجهاض نقل مهامها الى قوات دولية".