ودعت الرياض مساء أول من أمس، المربي والمعلم عثمان بن ناصر الصالح، الذي ارتبط اسمه بتعليم أمراء الأسرة الحاكمة السعودية، واستمر اسمه لعقود في مجال التربية والتعليم، وكانت وفاته إثر معاناة مع المرض خلال العامين الأخيرين. ولم يكن المربي عثمان الصالح مجرد معلم لحروف الهجاء، بل تجاوز إلى ارتباطه التربوي بعدد من الأمراء الذين تسلموا مناصب قيادية في الدولة، عندما بدأ تعليمه أول انتقاله إلى الرياض من قريته المجمعة وسط السعودية لأبناء الأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود، أخ الملك عبد العزيز مؤسس المملكة، ثم انتقل بعدها ليكون معلماً لأنجال ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز، في المدرسة التي بدأت ب15 طالباً، ثم انتهت إلى بضعة آلاف. وكان مديراً لمعهد العاصمة النموذجي الذي ينتظم فيه عدد من أبناء الأسرة المالكة، وكان وزير المعارف آنذاك الراحل الملك فهد بن عبد العزيز يتفقد المعهد بشكل منتظم، ولم ينس عثمان الصالح تلك الحفلة التي قال فيها وزير المعارف"إن هذه الحفلة تأديب مؤدب لمن تهاون، أو لم يسعده الحظ ليكون بارزاً في ما بعد"، في كلمة له أثناء تخريج دفعة من الطلاب كان من بينها أحد أبنائه. "المربي"، و"معلم الجيل"، و"راعي الأدب"ألقاب يهوى محبو عثمان الصالح إسباغها عليه، كما كان صالونه الثقافي"الإثنينية"عنواناً بارزاً للمثقفين، يتطارحون فيه المواضيع الأدبية والاجتماعية والوطنية. ولم يكن لدى الصالح أي رغبة في التأليف، واقتصر على كتابة المقالات والمشاركة في السجالات الدينية والتربوية والقضايا الوطنية، في الوقت الذي ارتبط فيه بعضوية عدد من الجهات الحكومية والأهلية، إذ كان عضواً في المجلس الأعلى للأوقاف، ورئيساً لمجلس الأوقاف الفرعي في الرياض، وعضواً في مجلس إدارة"مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر"، ونشر عدداً من المقالات في مجلات"المنهل"، و"الفيصل"، و"المجلة العربية"، و"الحرس الوطني"، و"الدفاع"، و"المعرفة"، إلى جانب مشاركته في الصحف المحلية والخليجية. ولد الراحل عثمان الصالح عام 1335ه 1915، في محافظة المجمعة، وقرأ القرآن الكريم، ودرس العلوم الشرعية والأدب العربي وبعض العلوم الحديثة، وكان من أبرز العلماء الذين درس عليهم الأديب صالح الصالح، وإمام الحرم المدني عبد العزيز الصالح، والشيخ محمد الخيال، ومفتي الديار السعودية الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.