19 مباراة قاد خلالها المدير الفني لمنتخب إسبانيا لكرة القدم لويس أراغونيس بلاده منذ تولي المسؤولية في صيف 2004 وعبر هذا المشوار الطويل في تصفيات كأس العالم 2006 وفي اللقاءات الودية لم يخسر أراغونيس وشهرته في الصحف الإسبانية آل سابيو أي مباراة على الإطلاق، وحقق الفوز في 12 مباراة كانت الأخيرة منها على وصيف الأمم الأفريقية ساحل العاج 3-2 ودياً في فالادوليد، وتعادل في 7 مباريات، وسجل الإسبان خلالها 40 هدفًا ودخل مرماهم 12 هدفاً، وكلها أرقام تعطيه مؤشرات واضحة إلى قوة المنتخب الأحمر هجومياً وصلابته دفاعياً ووجوده في قائمة الترشيحات لإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه. ويمتد تاريخ"آل سابيو"في عدم الخسارة مطلقاً مع منتخب إسبانيا إلى الزمن القديم عندما كان لاعباً في السبعينات، ونال شرف خوض 11 مباراة مع منتخب بلاده، وحقق الإسبان خلالها 7 انتصارات وتعادلوا في 4، وسجل أراغونيس 3 أهداف في شباك فرنسا واليونان وآيرلندا الشمالية، وهو ما يجعله صاحب لقب"ضد الهزيمة"مع منتخب إسبانيا، ولو سارت الأمور على هذا النحو من النجاح والتفاؤل يمكن لإسبانيا إحراز كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، ولكن نجاح"آل سابيو"الدائم مع المنتخب يواجه حقيقة أخرى مريرة للغاية، هي الفشل الدائم لإسبانيا في نهائيات كأس العالم، فلم يتأهل المنتخب الأحمر مطلقاً إلى المباراة النهائية، وخرج من الدور الثاني عندما نظم النهائيات على ملاعبه عام 1982 بخسارة عجيبة أمام آيرلندا الشمالية صفر-1 وخرج من النهائيات الأخيرة بخسارة مؤلمة بركلات الترجيح أمام أصحاب الملعب كوريا الجنوبية بعدما تعادلوا في الوقتين الأصلي والإضافي في ربع النهائي، ولا يزال الإسبان غاضبين من الحكم الدولي المصري جمال الغندور الذي أدار المباراة، وألغى خلالها هدفين لنجمي إسبانيا هيلغيرا بداعي مخالفة لم يلحظها الكثيرون ومورينتيس بداعي خروج الكرة من الملعب قبل الهدف، وهو الأمر الذي كشفت الصورة عن عدم حدوثه، وأن مساعد الحكم وقع في خطأ جسيم بالإشارة إلى خروج الكرة. الإسبان لديهم أقوى مسابقة للدوري في العالم منذ 50 عاماً، وناديا ريال مدريد وبرشلونة يشكلان حجر الزاوية ضمن أقوى 10 أندية في العالم باستمرار، ولكن المنتخب الإسباني لا يشكل أبداً خطراً في المونديال، وهو ما دفع"آل سابيو"إلى التصريح بأن الفرصة متاحة للاعبيه لقلب تلك النظرية المؤلمة على عقول الإسبان، وأكد أن المنتخب الحالي هو الأفضل جماعياً في تاريخ البلاد على رغم أنه لا يضم أفضل اللاعبين مهارياً مقارنة بنجوم الماضي أمثال دي ستيفانو وبوشكاش وخنتو وسواريز في أوائل الستينات أو كماتشو وبوتراغينو وأركونادا وميشيل في الثمانينات، والتشكيلة الحالية هي الأقوى على الصعيد النفسي أيضاً، وكل منهم يدرك أن لديه فرصة العمر لإحراز اللقب الذي استعصى على إسبانيا طوال التاريخ. ويؤكد أراغونيس أنه لا يوجد حتى الآن أي لاعب يضمن موقعه في النهائيات، والباب مفتوح حتى 8 أيار مايو المقبل، وهو الموعد الأخير لاجتماع لاعبي المنتخب في معسكر مغلق في إسبانيا، لأي لاعب لإثبات جدارته بدخول القائمة النهائية التي تضم 23 لاعباً في المونديال. ويعتمد أراغونيس باستمرار على سياسة التركيز في كل مباراة من دون النظر إلى التالية على الإطلاق، وعلى رغم أن إسبانيا وقعت في المجموعة الثامنة التي يراها البعض سهلة نسبياً مع أوكرانياوتونس والسعودية فإن أراغونيس يرى أن المجموعة الثانية التي تضم إنكلترا والسويد وباراغواي وترينيداد وتوباغو هي الأسهل، إضافة أيضاً إلى المجموعة الرابعة التي تضم البرتغال والمكسيك وإيران وأنغولا. ولا يتفق آل سابيو مع الترشيحات التي وضعت أوكرانيا وإسبانيا في صدارة المجموعة للتأهل إلى الدور التالي، مشيراً إلى أنها"كلام على الورق وسابقة جداً لأوانها". ومباراة أوكرانيا في لينبرغ مساء 14 حزيران يونيو ستكون فاصلة للكشف عن مستوى المنتخبين، ولكن مباراتي تونس ثم السعودية يومي 19 و23 حزيران يونيو في شتوتغارت وكايزر سلاوترن لهما درجة الصعوبة ذاتها، وكلاهما له طموحه وحظوظه بعد أن شاركا باستمرار في النهائيات السابقة عامي 1998 و2002، ولا يستبعد أراغونيس أحداً من حساباته، سواء كان المدافع الأرجنتيني الصلب في صفوف خيتافي الإسباني ماريانو بيرنيا، وهو حصل على الجنسية الإسبانية أخيراً، ورشحته الصحافة للحصول على مكان أساسي في المنتخب الأحمر بعد تألقه في الدوري المحلي، والمنضمان حديثاً إلى صفوف المنتخب، سيسك من أرسنال الإنكليزي وسينا من فياريال، وكلاهما نال الفرصة أخيراً في المباراة الودية ضد ساحل العاج. وينتظر آل سابيو أيضاً عودة نجومه الكبار كابتن إسبانيا راؤول غونزاليز وزافي وفيسنتي إلى مستواهم العالي، وأعلن عن ضمّ الحارس المخضرم سباستيان كانيزاريس إلى صفوف"الأحمر"بعد عام كامل من استبعاده، وتألق كانيزاريس أخيراً مع ناديه فالنسيا في الدوري، وأنقذ ركلة جزاء من البرازيلي رونالدو في مباراة ريال مدريد. وأعلن أراغونيس عن جمع لاعبي منتخب إسبانيا يومي 10 نيسان أبريل و8 أيار مايو المقبلين لدرس عدد من الأمور المعلوماتية والفنية والنفسية والقانونية مع لاعبيه، ويعلن بعدها قائمة 23 لاعباً للمونديال، ويخوض مباراتين وديتين ضد روسيا والمغرب يومي 27 أيار مايو و3 حزيران يونيو في الباسيتي واليتشي.