اطلق الرئيس بشار الأسد من الجامع الاموي في مدينة حلب شمال البلاد، احتفالية"حلب عاصمة الثقافة الاسلامية"خلال العام الجاري، قبل ان يحضر مع 500 شخصية عربية واسلامية وأجنبية حفلة الافتتاح مساء امس. وتكتسب هذه المناسبة أبعاداً رمزية لأنها تأتي في وقت تسعى واشنطن الى احكام"العزلة السياسية"على سورية. ولم تكن صدفة ان يجري الأسد من حلب مقابلة صحافية مع الناطق السابق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن لشبكة"سكاي نيوز"التلفزيونية. وكان الرئيس السوري دشن أعمال الترميم في جامع بني أمية التي تضمنت اقامة مراكز للابحاث الاسلامية، ثم ادى فيه صلاة الجمعة وفق التقليد التاريخي الذي اتبعه الخلفاء الأمويون والقادة في التاريخ الاسلامي، ذلك في حضور رئيس الوزراء محمد ناجي عطري وكبار مسؤولي حزب"البعث"الحاكم بينهم الأمين القطري المساعد محمد سعيد بخيتان ومفتي سورية الشيخ أحمد حسون. وشكر الشيخ ابراهيم السلقيني الرئيس السوري على"الرعاية الكريمة والاشراف المباشر على تأهيل وترميم المسجد الاموي ودوره في رعاية المعاهد الشرعية ودور حفظ القرآن"، قبل ان يشير الى أهمية هذه المراكز"في نشر التعليم والتراث الحضاري والاسلامي". ويبلغ عدد"مدارس الأسد لتحفيظ القرآن"نحو 120 معهداً في كل المحافظات والمدن، إضافة الى معاهد عالية لتدريس علوم الدين بحيث بلغ عددها اكثر من 22 معهداً، لا تستقطب طلاب الدراسات العليا من سورية وحسب، بل من اكثر من ستين دولة عربية وأجنبية. وهناك ايضا نحو 600 معهد لتحفيظ القرآن موجودة في شكل مستقل أو ملحقة بالمساجد التي يبلغ اجمالي عددها في سورية نحو ثمانية آلاف مسجد. وجرى اختيار حلب عاصمة للثقافة الاسلامية بناء على اقتراح رفع الى وزراء الثقافة في الدوحة العام 2002 قبل ان يقر ذلك في الاجتماع الرابع للوزراء في العام 2004، فكانت الثانية بعد مكةالمكرمة. وضمت حفلة الافتتاح مساء السبت عرضاً مسرحياً لتاريخ مدينة حلب خلال القرون الماضية للمخرج ماهر صليبي في قاعة العرش في قلعة حلب التاريخية، قبل أن يقدم الفنان الحلبي الشهير صباح فخري وصلة من القدود الحلبية، تنتقل بعده الاحتفالات الى ساحة سعد الله الجابري حيث تقام مهرجانات شعبية في هذه المناسبة. ومن المقرر ان تستمر الاحتفالية ب"حلب عاصمة الثقافة الاسلامية"خلال العام الجاري، عبر عقد ندوات ونشاطات ثقافية وفنية تسلط الضوء على الإرث التاريخي والحضاري والاقتصادي لهذه المدينة التي كانت بوابة بين الغرب والشرق وبين الامبراطورية العثمانية والعالم العربي خلال أربعة قرون. وكان مقرراً ان يحضر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وملك اسبانيا خوان كارلوس ب"صفة شخصية"اطلاق الاحتفالات. لكن الحضور اقتصر على ملكة اسبانيا صوفيا وعدد من وزراء الثقافة والمسؤولين في"منظمة المؤتمر الاسلامي"اضافة الى شخصيات عامة. الى ذلك، يرعى الرئيس الاسد الاربعاء المقبل الافتتاح الرسمي لفندق"فور سيزونز"في دمشق، في اشارة تدل الى ثقة مستثمرين عرب بالاقتصاد السوري، رغم العزلة السياسية التي تحاول واشنطن فرضها على سورية.