قالت ايران امس ان موافقتها على اجراء حوار مع الولاياتالمتحدة بشأن العراق تهدف الى المساعدة في عملية البناء السياسي والحكومي فيه، في حين شككت واشنطن في"مناورة"ايرانية تهدف الى تخفيف الضغط على طهران في الملف النووي. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان"الحوار الذي طلب من ايران الدخول فيه، يتعلق بالموضوع العراقي وظروفه، ويهدف الى المساعدة في عملية البناء السياسي"، مشيرا الى ان بلاده"تعتبر من الدول الاساسية في المنطقة وجارة للعراق ولها وزنها في المسائل الدولية وتمتلك مواقف واضحة في الموضوع العراقي ستطرحها في المحادثات"، معتبرا ان المشكلة العراقية تكمن في"التناقض بين القول والفعل الاميركيين". من جانبه شدد الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام على ان ايران"لم تتنازل عن مواقفها المبدئية تجاه اميركا التي تمتلك اخلاقا سلطوية واستكبارية، وان ما طرح حول المفاوضات المباشرة سيكون فقط حول العراق ولن يتطرق الى اقامة علاقات ثنائية". واعتبر ان"الهدف الايراني من المفاوضات هو التسريع في خروج هذه القوات من العراق، لان امن المنطقة لن يتحقق بوجود المحتلين". وشدد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجوردي على رغبة ايران في استمرار المفاوضات ضمن الاطر الدولية المتعارف عليها، خصوصا ان معظم الدول الاعضاء في مجلس الامن باستثناء الولاياتالمتحدة ترتبط مع ايران اقتصادياً بعشرات ملايين الدولارات، وهم يسعون كي لا تؤثر القرارات التي تتخذ بايجاد أزمة في الخليج واعادة الملف الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبرت اوساط سياسية ايرانية ان الموافقة على الدخول في حوار مباشر مع اميركا حول الموضوع العراقي يمهد الطريق امام توجيه اتهام مباشر لايران بالتدخل في الشؤون العراقية، وبانها تعمل على استغلال الوضع العراقي للتأثير على مسار السياسات الدولية، وبالتالي ابعاد الخطر عنها من خلال المساعدة في تدهور الاوضاع في العراق. وتوقعت هذه الاوساط ان يصل الحوار الى نقاط ايجابية، قد تكون اولاها التوافق على استبعاد ابراهيم الجعفري عن منصب رئيس الوزراء والاتيان بمرشح آخر يشكل نقطة توافق بين الطرفين ويحظى برضا الدول العربية والقوى السنية في العراق. وفي واشنطن، قال مستشار الامن القومي ستيفن هادلي ان استعداد طهران لبحث الاوضاع في العراق يحمل على الاشتباه بوجود مناورة للتخفيف من الضغوط الدولية عليها بسبب انشطتها النووية. وكشف ان ايران انتظرت احالة ملفها على مجلس الامن للموافقة على البدء بمناقشات حول العراق، قائلا"ما يقلقنا هو ان يكون ذلك استراتيجية فقط لابعاد الضغط عنهم في نيويورك"حيث يحاول مجلس الامن الاتفاق على الرد حيال التحدي النووي الايراني. لكن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس صرحت في سيدني بأن المحادثات مع طهران"قد تكون مفيدة"، مؤكدة ان الامر لا يتعلق بمفاوضات ما ... هذه المحادثات محددة بمسائل مرتبطة بالعراق".