قال المبعوث الاميركي للجنة الرباعية الدولية ديفيد ولش امس ان"حركة المقاومة الاسلامية"حماس لم تبد بعد أي اشارة على استعدادها لتغيير سياستها والسعي الى السلام مع اسرائيل. وقال مسؤولون ان الرباعية التي اجتمعت في بروكسيل اول من امس أكدت مجددا موقفها بأن أي حكومة تشكلها"حماس"يجب أن تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل الاتفاقات السابقة والا خسرت المساعدات الدولية. وفي حين شعر بعض المسؤولين من الاتحاد الاوروبي بالتفاؤل ازاء تأكيدات الرئيس محمود عباس بأن"حماس"ستغير سياستها بالتدريج اذا اتيح لها الوقت، قال ولش لوكالة"رويترز"انه لم ير اي مؤشرات الى ان الحركة مستعدة لتبني التزامات فلسطينية سابقة في شأن السعي للسلام. واضاف:"حتى الآن لم أر رد فعل ايجابيا من جانب حماس في ما يتعلق بأي من هذه المبادئ"، مشيرا الى انه ليس على اتصال مباشر مع زعماء الحركة، لكنه قرأ بياناتهم وتحدث مع موسكو بعد محادثاتها مع وفدهم الشهر الجاري. وتحدث ولش قبل ورود انباء عن أن حركة"فتح"التي يتزعمها عباس قررت عدم الانضمام لحكومة تقودها"حماس"، محذرا أي أطراف فلسطينية من أنها ستغامر بأن تعتبرها واشنطن منظمات ارهابية اذا شاركت في ائتلاف من هذا النوع. وقال:"بالنسبة الينا، فان أي حكومة تقودها حماس هي حكومة تقودها حماس. الوزارات سيسيطر عليها حزب الغالبية في المجلس التشريعي الفلسطيني وهو حماس... صراحة لا أرى مجالا للتفرقة". وردا على سؤال محدد عما اذا كان انضمام حزب آخر لحكومة مع"حماس"سينظر اليه ايضا كجماعة ارهابية، قال ولش:"أعتقد انه سيكون من الصعب علينا الاستمرار في هذه التفرقة". وقلل ولش من شأن ما تردد عن ان الاضطرابات التي شهدتها الاراضي الفلسطينية الاسبوع الجاري قد أضعفت صدقية عباس، قائلا ان التوترات تسود قطاع غزة والضفة الغربية منذ بعض الوقت. كما رفض ضم صوته لانتقادات من جانب بعض مسؤولي الاتحاد الاوروبي لاقتحام سجن أريحا واعتقال زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات وناشطين آخرين كانوا محتجزين به بعد أن سحبت الولاياتالمتحدةوبريطانيا مراقبين لهما في السجن متهمتين الفلسطينيين بعدم تنفيذ اتفاقات بشأن تحسين اجراءات الامن. وقال ولش:"لن أقول اننا توقعنا ان تقوم اسرائيل بذلك. لكن من اسباب ابرام هذا الاتفاق في المقام الاول هو ان هؤلاء الناس خطيرون واسرائيل قلقة في شأنهم". وأضاف:"بعد قول ذلك اقول ان أيا من ذلك لم يكن منسقا سلفا مع أي طرف"، رافضا اشتباهات في أن تكون بريطانياوواشنطن تآمرتا في سحب المراقبين مع اسرائيل. وقال ولش ان الرباعية واصلت محادثاتها في شأن سبل ايصال المساعدات الضرورية للفلسطينيين واعادة النظر في المساعدات الاميركية قد تؤدي الى اتخاذ قرارات في الايام القليلة المقبلة. وأضاف انه على ثقة من أن الولاياتالمتحدة التي ارسلت مساعدات قدرها نحو 1.5 مليار دولار للفلسطينيين في السنوات العشر الماضية ستتمكن من مواصلة تقديم المساعدات الانسانية مع ضمان عدم وصول أي من هذه الاموال لحكومة تقودها"حماس". وقال:"لن يعطل أي من ذلك قدرتنا على التعامل مع الوضع الانساني في الاراضي الفلسطينية". وتوجه غالبية المساعدات الاميركية عبر منظمات غير حكومية أو هيئات خاصة.