وقف رئيس لجنة الحكام العليا في"فيفا"الإسباني خوسيه مانويل غارسيا أمام أكثر من 200 صحافي في مقر الاتحاد الدولي، ووجّه إليهم أولاً التحية، وبدأ كلامه على الفور قائلاً:"التحكيم في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 سيشهد صرامة وجدية غير مسبوقة. نضع في اعتباراتنا أولاً سلامة اللاعبين، ونحرص على النجوم والمواهب، وندرك أهمية استمرار المباراة وارتفاع مستواها الفني وازدياد سرعة وإيقاع اللعب، ونعرف الأثر السلبي للتوقف المتكرر والطويل خلال المباريات، وهو ما يدفعنا للتصدي بسرعة وحزم لأي عنف يؤثر في سلامة اللاعبين وأي محاولات لتعطيل اللعب أو إضاعة الوقت أو خداع الحكم أو الحصول على حقوق غير مشروعة". ولم يترك رئيس"فيفا"السويسري سيب بلاتر - بعد أيام من احتفاله بذكرى ميلاده السبعين - الأمر من دون تدخل، وتحدث إلى الصحافيين قائلاً:"أؤكد لكم أن التحكيم في كأس العالم 2006 سيكون أفضل جداً منه في نهائيات 2002 في كوريا الجنوبية واليابان". وكانت الهيئة التشريعية العليا التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم - وهي تضم أربعة أعضاء من"فيفا"وأربعة أعضاء من الجزر البريطانية - حريصة في اجتماعها الأخير على وضع الأمور في نصابها، وأرسلت توصيات بالغة الوضوح إلى الحكام المختارين لإدارة نهائيات كأس العالم لتنفيذها بصرامة وحزم. وشم لت التوصيات ضرورة إشهار البطاقات الملونة للاعبين المخطئين في ثماني حالات خلال المباراة، ولا يهتم الحكم عند تطبيق القانون بتوقيت المخالفة أو نتيجة اللقاء أو أسماء اللاعبين والمنتخبات أو نسبة الحضور الجماهيري وتاريخ الدول في المونديال. ويشهر الحكم البطاقة الحمراء معلناً طرد اللاعب المخالف حال ثبوت اعتدائه بالضرب بالكوع ضد أحد منافسيه، ولا ترتبط العقوبة بحجم الإيذاء الذي وقع على المعتدى عليه، والمخالفة، سواء كانت عنيفة أو خفيفة، تستحق الطرد مباشرة من دون إنذار. وكانت المخالفات السابقة من هذا النوع تمرّ من دون عقاب إذا لم يلمس المعتدي بالكوع اللاعب المنافس، وتعاقب بالإنذار إذا كانت الإصابة خفيفة. والمهاجمة بإهمال ولا مبالاة بهدف إيقاف اللاعب المنافس سيعاقب عليها بالطرد المباشر حتى لو هرب المعتدى عليه من الإصابة بالقفز أو عدم الاشتراك في الكرة، وهو الأمر الذي يقلل لاحقاً من العنف والإيذاء وإصابة النجوم والموهوبين. وتعمّد الإيذاء في أي مكان في الملعب ينتهي أيضاً عند البطاقة الحمراء، وتشدّد التوصيات على التطبيق الحازم لهذا النص، حتى لو رافقه إحراز هدف أو احتساب ركلة جزاء. ويبادر الحكم إلى إنذار اللاعب في خمس حالات أخرى لمخالفة القوانين، أولاها جذب المنافس من قميصه، سواء أثناء توقف اللاعب - خلال الركلات الحرة المحيطة بمنطقة الجزاء أو الركلات الركنية - أو أثناء سير اللعب، ولا يمنع نجاح اللاعب في الإفلات من الجذب والاحتفاظ بالكرة، التغاضي عن إنذار المخطئ عند أول توقف. والإنذار حتمي وسريع في محاولات إضاعة الوقت، سواء بإبعاد الكرة أو ادعاء الإصابة أو تعمد تأجيل استمرار أو بدء اللعب. وينضم إليها تحت طائلة البطاقة الصفراء أيضاً بند جدي، وهو لمس الكرة عمداً بعد أي قرار للحكم باحتساب مخالفة لمصلحة الفريق الآخر، واللاعب الذي يلمس الكرة سيتعرض على الفور للإنذار، وهو الأمر الذي يشابه قانون كرة اليد الذي يحظر اللاعب الذي يحتسب ضده الخطأ من لمس الكرة نهائياً بعد صافرة الحكم. ويتشدد الحكام جداً في استعمال البطاقة الصفراء ضد اللاعبين الذين لا يلتزمون الوقوف على المسافة القانونية من الكرة عند تنفيذ الركلات الحرة لمصلحة الفريق المنافس، وهو ما ينطبق أيضاً على اللاعب الذي يتقدم من الحائط البشري صوب الكرة قبل تنفيذ الركلات الحرة. والحال الرابعة للإنذار ليست جديدة، وهي القفز داخل منطقة الجزاء للحصول على ركلة جزاء، ولكن التعديل شمل انتشارها في أي مكان في الملعب، والتمثيل بادعاء الإصابة أو الإعاقة من طريق القفز سيعاقب عليه بالإنذار حتى لو كان من مدافع داخل منطقة جزائه. وأخيراً... أوصت الهيئة التشريعية حكام المونديال بعدم التقاعس عن الإنذار الفوري للاعبين الذين يعترضون على قراراتهم في شكل غير لائق، سواء في مواجهتهم أو بعيداً منهم، وهي محاولة لإعادة الانضباط السلوكي إلى اللاعبين في مباريات كأس العالم. واختارت لجنة الحكام العليا في"فيفا"44 حكماً بصفة مبدئية لاختصار عددهم إلى 30 حكماً لإدارة النهائيات، وهم موزعون على كل قارات العالم مع غالبية - كالعادة - للأوروبيين. وشملت القائمة المبدئية أربعة من الحكام العرب هم: المغربي محمد جزاز، والتونسي مراد الدعمي، وكلاهما كان في مونديال 2002، والمصري عصام عبدالفتاح والسعودي خليل جلال اللذان يبحثان عن فرصتهما الأولى في المونديال على خطى المصري جمال الغندور والسعودي عبدالرحمن الزيد. ويجتمع الحكام المختارون في دورة تدريبية ينظمها"فيفا"في فرانكفورت من 21 إلى 25 آذار مارس الجاري لتلقي التعليمات والمحاضرات حول التعديلات الجديدة والتطبيق الصارم للقانون، ويدخلون جميعاً في اختبار قوي للياقة البدنية. وأبرز الحكام العالميين المرشحين للمونديال هم: الألماني ماركوس ميرك، والإنكليزي غراهام بول، واليوناني فاسارس، والنروجي هاوغي، والإيطالي ميسينا، والسلوفاكي لوبوس ميشيل، والإسباني ميخوتو، والروسي إيفانوف، والفرنسي آلان سار.