يترقب الكثير من عشاق رياضة البيسبول الأميركية كرة القاعدة انطلاق الموسم الجديد في نسخته ال123 بفارغ الصبر. وينطلق الموسم الجديد في الأول من نيسان أبريل المقبل، ويكمن هذا الاهتمام في إعلان الضارب المتخصص باري بوندز لاعب فريق سان فرانسيسكو الملقب بالعمالقة جاينتس عن استعداده الكامل لخوض غمار منافسات الاستحقاق المقبل. ويعد بوندز أقرب اللاعبين لتحطيم رقم الأسطورة هانك ارون صاحب ال755 ضربة ساحقة، الذي يتربع على عرش الضاربين منذ ما يزيد على خمسة عقود. واستطاع بوندز خلال عقدين من الزمان، وهي الفترة التي قضاها محترفاً في الملاعب، أن يحقق 708 ضربات ساحقة ما جعله بات قريباً من فعل المعجزة، وهي تحطيم رقم ارون، إذ يفترض على آلة الضربات الساحقة أن يحقق ما مجموعه 47 ضربة كاملة ليعادل رقم ارون و48 لتجاوزه، ويبدو هذا الرقم سهل المنال إذا ما وضع في الاعتبار أن بوندز ضرب 73 ضربة ساحقة في موسم 2001، وهو الرقم الاعلى في تاريخ الميجور ليغ، بعد ان كان مسجلاً باسم ضارب سانت لويس مارك مغواير عام 1999 ب70 ضربة ساحقة"هوم رن". وترتفع ضربات بوندز الساحقة إلى ارتفاع يزيد عن 600 قدم محلقة في السماء. وتمكن النجم الشهير من إخراج الكرة غير مرة خارج حدود ملعب باسيفيك بيل الواقع في المنطقة الساحلية بولاية كاليفورنيا. والطريف أن الكثير من الجماهير يحضرون المباريات وهم على قواربهم ويشاهدون المباراة عبر شاشات الملعب الكبرى، وعند مغادرة الكرة لمضرب بوندز فإنهم يتسابقون بأقصى سرعة للحصول على الكرة بعد سقوطها في البحيرة. وعاش بوندز منتصف الموسم الماضي وقتاً صعباً بعد أن اثبتت التحليلات تعاطيه مادة"ستيرويدز"المنشطة عن طريق الحقن، وكان بوندز خضع لاختبار كشف المنشطات بعد اختياره بشكل عشوائي هو وبعض زملائه في فريق غاينتس عشية احدى مباريات الموسم، وصدم الخبر الرأي العام الأميركي عموماً وعشاق بوندز خصوصاً، بيد ان المتحدث الرسمي باسم النجم الأميركي خرج غير مرة عبر وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية منها، ليؤكد أن بوندز كان يجهل محتويات العقاقير التي حقن بها، وان جل مايعرفه أنها مخففة للآلام. وبعد شد وجذب بين محامي بوندز ومسؤولي اتحاد اللعبة تنحى بوندز عن إكمال الموسم معللاً ذلك بإصابته، وانه غير قادر على لعب المباريات المتبقية، وجاء ثبوت تعاطي ضارب بالتيمور واريلز رافيل بالميرو للمادة ذاتها وقيام محامي الدفاع عن بالميرو بتأكيد أن اللاعب لم يكن يعرف أن الحقن التي أعطيت له تحمل مادة"الستيرويدز"، وعززت واقعة بالميرو من موقف بوندز الذي كان ذكياً بعدم إكمال الموسم. ولفت الضارب الشهير إلى أنه لا ينفك عن التفكير بالوصول إلى رقم هانك أرون"عندما أجلس إلى جوار أبنائي فإنهم يحدثوني عن تحطيم الرقم، وعندما أكون وحيداً أفكر في الأمر ذاته، لقد تغيرت حياتي في الآونة الأخيرة، وعدم وصولي لهذا الرقم سيكون نهاية سيئة لي شخصياً، لأنه في اعتقادي إذا لم يحطم باري بونز رقم أرون فإن هذا الرقم سيظل صامداً لعقود طويلة". ونفى بوندز أن يكون لديه علم بمحتويات الحقن التي تعاطاها"كنت أعاني من آلام شديدة في عضلات الظهر، الأمر الذي جعلني ألجأ إلى الاستشارة الطبية، والشيء الذي أعرفه أن هذه الحقن مخففة للآلام وفوجئت مثل غيري بوجود عينة إيجابية لمادة"ستيرويد"في جسمي، ولكني أؤكد على رغم كبر سني إلا أن موهبتي لم تجعلني أحتاج يوماً لسلوك الطرق غير الشرعية لتحقيق مرادي". وسيكون الموسم المقبل استثنائياً، إذ سيتركز اهتمام الجماهير على باري بوندز ورحلة تحطيم رقم هانك ارون الشهير، وعلى رغم أن رقم ارون كان قبل سنوات قليلة رقماً لا يمكن الوصول إليه لدرجة أن البعض وصف تجاوز هذا الرقم بأنه اقرب إلى المعجزة، ولكن بوندز حول هذه المعجزة إلى مجد، جعل سكان أميركا الشمالية ينتظرون اللحظة التي سيعانق فيها بوندز المجد.