واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولته الخليجية بلقاء مع نائب أمير قطر ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس، وتصدرت الأوضاع الفلسطينية والدعم القطري للقضايا الفلسطينية أبرز الموضوعات التي تداولها الجانبان. وكان عباس التقى قبل ذلك كبار المسؤولين في ابو ظبي حيث قال في مقابلة مع"الحياة"ان الانتخابات التشريعية لن تؤجل الا في حال منعت اسرائيل اجراءها في القدس. وبدا واضحا أن عباس حصل على وعود وتطمينات خليجية باستمرار الدعم، واتضح ذلك من تأكيدات أطلقها مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل ابوردينة الذي قال للصحافيين عقب المحادثات القطرية - الفلسطينية إن"الدعم الخليجي والعربي للشعب الفلسطيني، سياسياً ومالياً، لم يتوقف وقد سمع الرئيس في جولته الخليجية كلاما مطمئنا ووعودا ايجابية وطيبة من قادة دول مجلس التعاون". لكن أبوردينة لفت الى حاجة السلطة الوطنية الفلسطينية الى المزيد من المساعدات لمواجهة الظروف الناتجة عن استمرار سياسة الحصار والاغلاق الاسرائيلي التي ادت الى تفاقم العجز فى الموازنة الفلسطينية الذي بلغ 900 مليون دولار. وقال إن"الاشقاء العرب لن يتخلوا عن الشعب الفلسطيني في ظل هذه الظروف". وبشأن اعلان بعض الفصائل الفلسطينية عدم تجديد التهدئة مع اسرائيل التي كانت اقرت في آذار مارس الماضي قال ابوردينة ان من يصر على اجراء الانتخابات لا يجوز له اختراق التهدئة، مشدداً على انه لا يمكن اجراء هذه الانتخابات بدون وجود تهدئة. وكان عباس أكد ان الخروج من حالة التأزم الراهنة بين الفلسطينيين واسرائيل هو"العودة الى طاولة المفاوضات". وقال:"اننا نرفض سياسة الأمر الواقع التي تفرضها اسرائيل على الفلسطينيين ونطالب بتطبيق خريطة الطريق وبالذات مبادئ الرئيس جورج بوش بوجود دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب دولة اسرائيل". وقال الرئيس عباس في مقابلة مع"الحياة"في أبوظبي التي زارها في اطار جولته الخليجية الراهنة ان المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين"يجب ان تعود فور الانتهاء من انتخاباتنا وانتخاباتهم". وغادر عباس ابوظبي أمس بعد زيارة لدولة الامارات التقى خلالها الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء وكبار المسؤولين الاماراتيين. وأكد ولي عهد أبوظبي دعم الامارات لصمود الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه المشروعة وفي مقدمها اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، ولفت الى ضرورة التقيد بالشرعية الدولية والعمل على تفعيل خريطة الطريق. وأكد الرئيس الفلسطيني في لقائه مع"الحياة"انه لن يوقع قراراً بتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 25 من الشهر الجاري"الا في حالة واحدة هي منع اسرائيل اجراء الانتخابات في القدس"كما حدث عامي 1996 و2005. وأكد عباس انه سيقبل بنتائج الانتخابات سواء كانت نتائجها لصالح"حماس"أو"فتح"، وقال:"أنا كمسؤول أقول نعم لنتائج الانتخابات ويجب أن تكون شفافة وعلى الشعب الفلسطيني أن يحترم صندوق الانتخابات". وأكد أن التهدئة والأمن في الأراضي الفلسطينية ضرورة حتمية لاجراء الانتخابات التشريعية وكشف عن تشكيل لجنة للتنسيق بين الفصائل الفلسطينية لضمان التهدئة بالتعاون مع وزارة الداخلية. وأكد أن الأجهزة الأمنية مستنفرة بالكامل لقمع أي تدخل لتخريب الانتخابات وبكل الوسائل. وعن رفض المنظمات الفلسطينية تمديد التهدئة مع اسرائيل قال الرئيس الفلسطيني:"ان قراءتي لاتفاق القاهرة لا تعني ان التهدئة انتهت في عام 2005 ومخطئ في تفسيره من يعتقد انها انتهت".