توقع السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد"المزيد من الاعتداءات الهادفة الى اشعال حرب أهلية في العراق"، ودعا المسؤولين العراقيين الى الرد على"هذه الاعمال بالتوحد"لمواجهة هذا الخطر. وفيما حضت جهات دولية كثيرة ، بينها مجموعة ادارة الأزمات الدولية، المعنيين بالشان العراقي والمجتمع الدولي الى"التحرك بسرعة لتفادي كارثة تفكيك العراق وانتشار الفوضى في كل المنطقة"، مطالبة الأكراد والشيعة بتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة فاعلة للسنة، أكد رئيس جبهة"التوافق"عدنان الدليمي ان كتلته التي تضم 44 نائباً يمثلون"الحزب الاسلامي"و"مجلس الحوار"و"مؤتمر أهل العراق"مصممة على المشاركة في الحكومة. وطالب رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري بتنفيذ"ما اتفق عليه". ونقلت صحيفة"كريستيان ساينس مونيتور"عن خليل زاد قوله إن"اندلاع العنف الطائفي بعد تفجير مقام الامامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء كان يهدف الى اشعال حرب أهلية". وأوضح أن"هذا الحادث كان اكثر الهجمات استفزازاً، واعتقد انهم سيحاولون تنفيذ المزيد من الاعمال الخسيسة، لأن هذا ما يحسن الارهابيون فعله". واضاف:"ان رد فعل العراقيين يجب ان يكون التوحد". وأكد ان"لحظات الخطر العظيم هذه هي ايضاً لحظات فرصة عظيمة لروح وطنية عراقية جديدة". الى ذلك حذرت مجموعة ادارة الأزمات الدولية أمس من احتمال اندلاع حرب أهلية في العراق"ما لم يتنازل التحالف الشيعي- الكردي الذي فاز في الانتخابات ويعطي العرب السنة دوراً مميزاً ويحل الميليشيات المسلحة". ورأت المجموعة في تقرير أن"هناك قليلاً من الوقت لمنع الانزلاق الى حرب أهلية". وأكد التقرير ان"التفجير الذي استهدف مرقداً شيعياً في سامراء في 22 الجاري ونجم عنه تصاعد في اعمال العنف هو أحدث المؤشرات الدموية الى ان العراق يترنح على عتبة كارثة مدوية". وطالب"المسؤولين العراقيين والمجتمع الدولي بالتحرك فوراً لمنع تحول صراع محدود حرباً اهلية تقود العراق الى التفكك، والمنطقة الى عدم الاستقرار". وطالب ب"اجراء تعديلات جوهرية على الدستور تتضمن مراجعة شاملة للمواضيع الرئيسية المتعلقة بالفيديرالية وتوزيع العائدات النفطية". ودعا الولاياتالمتحدة وحلفاءها الى"توضيح مسألة سحب قواتهم من العراق"موضحاً انه"يجب ان يكون تدريجياً مع الأخذ في الاعتبار ان قوات الأمن العراقية التي ما زالت في مرحلة إعادة التشكيل يجب ان تكون غير طائفية". وتابع التقرير انه"على رغم أن قوات الولاياتالمتحدة والحلفاء جزء من المشكلة اكثر مما هم جزء من الحل، الا انها الآن تمنع العنف الطائفي والعرقي من الخروج عن السيطرة وأي انسحاب مبكر يجب أن يأخذ في الحسبان خطر اندلاع حرب أهلية". كما حضت المجموعة"المجتمع الدولي على التخطيط لكيفية مواجهة احتمال تفكك العراق". وعلى صعيد التحرك السياسي قال رئيس جبهة"التوافق"السنية"نحن مصممون على المشاركة في الحكومة المقبلة لأن العراق لن يهدأ اذا لم نشارك". وأضاف:"نحن لم نعلق مشاركتنا في الحكومة وانما علقنا التفاوض مع لائحة"الائتلاف"الشيعية ويمكن التراجع عن ذلك بعد يوم أو يومين اذا رأينا ان هناك اجراءات صادقة لحل المشكلة"، مشيراً الى انه"سلم رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري قائمة بأسماء المساجد التي احتلها بعض الغوغائيين". وطالب الدليمي الحكومة بالاسراع"في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مقر رئيس الوزراء". واعلن الناطق باسم جبهة"التوافق"ظافر العاني ان"المفاوضات لا تزال معلقة لأن القرارات التي أعلنها رئيس الوزراء لم تظهر بعد على ارض الواقع". واضاف ان"الوضع الأمني لا يزال مضطرباً والعصابات الاجرامية لا تزال تعبث به في وضح النهار". وكان الجعفري اعلن مساء السبت في ختام اجتماع شاركت فيه كل الأحزاب الكبيرة في البلاد ان الطبقة السياسية برمتها عبرت عن رغبتها في تسريع العملية السياسية. وأكد ان القادة السياسيين اتفقوا على ضرورة"حماية الأماكن المقدسة"وفتح"تحقيق في الأحداث الأخيرة". على صعيد آخر نفت الحكومة الألمانية ووكالة الاستخبارات الألمانية بي ان دي تقريراً نشرته صحيفة"نيويورك تايمز"الاميركية يؤكد ان الاستخبارات الألمانية سلمت الاميركيين خطة عراقية للدفاع عن بغداد قبل غزو العراق في 2003. وقال الناطق باسم الحكومة اورليك فيلهالم ان جهاز الاستخبارات"لم يكن على علم"بوجود خطة عسكرية معدلة للدفاع عن بغداد اعتمدت خلال اجتماع بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وقيادته في 18 كانون الاول ديسمبر 2002 وتحدد مواقع الوحدات العسكرية، مشيراً الى ان المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأميركية"خاطئة"، موضحاً ان العميلين الالمانيين"لم يطلعا"على هذا الاجتماع وتلك الخطة ولم يتمكنا من نقل أي شيء.