أعلنت هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أنه أوكل اليها الادعاء على الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمام محكمة الجنايات الهولندية بتهمة ارتكاب"جرائم حرب"في بلاده. وسيلقي صدام كلمة أمام المحكمة العراقية، الاحد المقبل، يخصصها للإشادة برئيسها المستقيل رزكار محمد أمين. ووجهت هيئة الدفاع في لائحة الاتهام التي حصلت"الحياة"على نسخة منها الى بوش وبلير ثلاث تهم تتلخص في"ارتكاب جرائم حرب، تمثلت باستخدام أسلحة الدمار الشامل، والأسلحة المحرمة دولياً كاليورانيوم المستنفد، والفسفور الأبيض، والقنابل العنقودية، ضد المدنيين الأبرياء العزّل، ما يشكل جرائم إبادة جماعية في كل من بغداد والفلوجة والرمادي والأنبار والقائم، إضافة الى تعذيب السجناء والمعتقلين في سجن"أبو غريب"وممارسات جنود الاحتلال من اغتصاب للنساء وهتك أعراض أبناء العراق وخطف المدنيين واعتقالهم، خلافاً للمواثيق والعهود الدولية". ويتهم الرئيس المخلوع بوش وبلير ب"تدمير التراث الحضاري والثقافي للشعب العربي العراقي بهدف طمس آثار حضارة امتدت في جذور التاريخ والسعي للقضاء على عقيدته وثقافته وحضارته وتمزيق أوصاله وإحداث الفتن الأهلية بين أبنائه". اضافة الى تهمة"تلويث الماء والهواء والبيئة لعشرات السنين حتى أصابت الأجنة في أرحام الأمهات، وتجريف المزروعات وإبادة الثروة الحيوانية وحرمان السكان المدنيين من الكهرباء باستخدام قذائف خاصة بإتلاف محطات التوليد والتوزيع والنقل". وطلبت هيئة الدفاع من المحكمة الهولندية إحضار الزعيمين الاميركي والبريطاني للمثول أمامها والإجابة على التهم الموجهة إليهما وإيقاع الحكم عليهما بموجب القانون الصادر عام 2003 والتشريعات الهولندية وقواعد القانون الدولي والإنساني والتعويض عن كل عطل وضرر أصاب الشعب العراقي. في بغداد، قال المحامي خليل العبيدي إن صدام كان ينوي إلقاء كلمة يحيي فيها القاضي رزكار على شجاعته. وأضاف ان تأجيل الجلسة الى الأحد"سببه أزمة داخلية تشهدها محكمة الجنايات العراقية نتيجة الصراع بين تيارين فيها: الاول معتدل يرغب بإجراء محاكمة قانونية عادلة وفق القانون الدولي. والثاني متطرف يحاول تسريع اجراءات المحاكمة من دون مراعاة حقوق المتهمين، بالاضافة الى حال الإرباك التي تعيشها عقب استقالة رئيسها ثم قرار تعيين القاضي الشيعي سعيد الهماشي بدلاً منه واستبداله بالقاضي رؤوف عبدالرحمن وهو كردي من بلدة حلبجة". وعن ردود الفعل التي يتوقع ان تصدر عن صدام في قاعة المحكمة، اوضح العبيدي انه"هيأ كلمة لإلقائها في بداية الجلسة لتحية أمين على شجاعته ورفضه الخضوع للضغوط السياسية، لكن تأجيل الجلسة حال دون ذلك، وسيوجه التحية للقاضي المستقيل في الجلسة المقبلة".