الليمون الهندي الكريب فروت فاكهة تنتمي الى الفصيلة البرتقالية، وتسمى باللغة اللاتينية بپ"ليمون الجنة". ان الطعم المر الذي تتمتع به هذه الفاكهة كان سبباً في إحجام العامة عنها، إلا أن المناورات الوراثية التي أجريت عليها سمحت بولادة ليمون هندي أقل مرارة وأطيب نكهة. والليمون الهندي ثمرة مغذية وشافية، وقد استطاع العلماء أن يبينوا ان لها فائدة جمة في الحد من نزيف اللثة. ففي دراسة حديثة نشرت في مجلة طب الأسنان البريطانية، وتمت على أشخاص يشكون من أمراض مزمنة في اللثة، كشف باحثون ألمان من جامعة فريدريك شيلر، ان تناول الليمون الهندي يومياً له أكبر الأثر في تحسين وضع اللثة وفي وقف نزيفها، وأعاد القائمون بالدراسة فائدة الليمون الى غناه بالفيتامين ث الذي يعتبر صديقاً حميماً للثة. والمعروف عن الفيتامين ث انه يسرّع من اندمال الجروح، ويمنع نزف اللثة، ويساعد على ترميم الأنسجة، وهناك دراسات أوضحت ان الفيتامين ث مفيد في تقليص عوارض الرشح من خلال لجمه إفراز مركب الهستامين الذي يقف وراء سيلان الأنف. ان نصف ليمونة هندية تكفي لمد الانسان بثلثي حاجاته من الفيتامين ث، وميزة هذا الفيتامين في ثمرة الليمون الهندي، انه يبقى ثابتاً فيها لأسابيع عدة بعد قطافها من دون أن يتعرض للضياع والدمار بالمقارنة مع أغذية أخرى، نظراً الى سماكة قشرة الليمون التي تلعب دوراً واقياً. ويحتوي الليمون الهندي على صباغ له أهمية كبيرة على الصعيد الصحي، وهذا الصباغ هو الليكوبين الذي يعد من أهم مضادات الأكسدة، إذ يملك باعاً طويلة في رصد الجذور الكيماوية الضارة التي تلعب دوراً في اثارة الكثير من الأمراض، خصوصاً الأمراض القلبية الوعائية والسرطانات. وفي الليمون الهندي مركبات تعرف بپ"الليمونيدات"التي شهدت لها الأبحاث بأنها فعالة في مناهضة السرطانات، وأوضحت البحوث المعملية ان الليمونيدات ترفع من مستوى بعض الأنزيمات التي تتولى مهمة تخليص الجسم من العوامل المسرطنة، ويعتبر الليمون الهندي من أهم مصادر الليمونيدات. والى جانب الفيتامين ث والليكوبين والليمونيدات، يوجد في الليمون الهندي مركب معقد آخر هو النارنجين الذي أفادت الأبحاث أن لا مثيل له في أي فاكهة أخرى. أما عن خاصية هذا المركب فأظهرت الدراسات المخبرية انه يقف حجر عثرة أمام نمو بعض أنواع السرطانات، خصوصاً سرطان الثدي. وفي الليمون الهندي قدرة كبيرة على خفض مستوى الكوليسترول في الدم وبالتالي فهو يسهم في حماية الشخص من خطر الأمراض القلبية الوعائية، ان الأثر الخافض للكوليسترول يعود الى غنى الليمون بمادة البكتين التي تنتمي الى عائلة الألياف الغذائية المنحلة، ففي تجارب أجريت على حيوانات أعطيت مادة البكتين استطاعت هذه الأخيرة ان تخفض مستوى الكوليسترول عندها بنسبة 20 في المئة. اضافة الى ذلك أوضحت التجارب ان البكتين يمنع تكوّن الجلطات الدموية المسؤولة عن الأزمات الدماغية والقلبية، وذلك من خلال منعها تكدس الصفيحات الدموية المتورطة في وقوع الجلطات. ومن الضروري الإلمام بشيئين عن الليمون الهندي: الأول هو أنه فقير بالسعرات الحرارية، فمئة غرام منه لا تعطي سوى 30 سعرة حرارية وهي كمية قليلة تسمح بإضافته الى الأنظمة الغذائية المخسسة من دون خوف ولا وجل. أما الثاني فهو الحذر من الليمون الهندي عند تناول عقاقير معينة، فالأبحاث كشفت ان وجود الاثنين جنباً الى جنب يؤثر سلباً في فعالية الأدوية وهذا ما يعرض الصحة الى الخطر. أما عن العقاقير المحظور أخذها مع الليمون الهندي فمنها: الأدوية النفسية، وأدوية الايدز، وأدوية السرطان، وبعض الأدوية المضادة للالتهاب، وأدوية العجز الجنسي، وأدوية الصرة، وأدوية الكوليسترول والأدوية الكابحة للمناعة...