نقل اكتشاف 35 جثة لشباب من سامراء قتلوا خلال عودتهم من بغداد في منطقة النباعي 50 كلم شمال بغداد التوتر بين جماعات مسلحة محلية وأخرى متطرفة تابعة لتنظيم"القاعدة"، بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، من محافظة الأنبار الى سامراء، وسط توقعات بانفجار الوضع في المدينة التي عرفت باحتضانها جزءاً من المقاومة. على صعيد آخر، علمت"الحياة"من مصادر موثوقة ان قياديين في حزب البعث المحظور يعدون لمؤتمر قطري دعوا اليه مسؤولين سابقين، بعضهم فصل منذ سنين، لتقويم مرحلة حكم الرئيس المخلوع صدام حسين، واعلان"تنظيم بأفكار جديدة"والمطالبة بالعمل العلني. وكانت الشرطة أعلنت أول من أمس العثور على جثث 35 شاباً من سامراء فقدوا في طريقهم الى المدينة قادمين من بغداد بعدما قدموا طلبات للانضمام الى الشرطة. وأكد المقدم عباس السامرائي ل"الحياة"ان الشباب أعدموا خلف احد تلال بلدة النباعي 70 كلم جنوب سامراء بعدما انحرف الباص الذي يقلهم عن الطريق الرئيسي، اثر انفجار عبوة صباح الأربعاء الماضي. وقال مرتضى النيساني الذي قتل أخوه في الحادث ان"تطوع شباب سامراء في صفوف الشرطة تم بناء على اتفاق بين زعماء العشائر في المدينة والقوات الأميركية والعراقية يقضي بتسليم الأهالي الملف الأمني فيها بعد انسحاب القوات الأميركية الى معسكر القلعة". وأعلن زعماء عشائر يعتقد بأنهم يدعمون الجماعات المسلحة في سامراء أمس نيتهم مطاردة"التكفيريين"، وكانت المدينة شهدت حملة مشابهة قبل شهر، إثر اغتيال الشيخ حكمت ممتاز، احد شيوخ عشيرة البوباز، واتهام متطرفين من عشيرة"البو اسود" بالعملية، بعدما بايعت مجموعة من أبنائها الزرقاوي. ويؤكد مطلعون على مسيرة الجماعات المسلحة ان سامراء كانت احتضنت مقاتلين عرباً وأجانب، واتخذها الزرقاوي قاعدة انطلاق، إلا ان وجود تنظيمه انحسر في عهد وزير الداخلية فلاح النقيب وهو من المدينة، بعدما نجح في استقطاب عشائرها للتطوع في الشرطة. وفي سامراء نسبة كبيرة من كبار البعثيين وضباط الشرطة والجيش والاجهزة الخاصة في عهد النظام السابق، وكان من بين الجثث التي عثر عليها عدد من الضباط قرروا العودة الى الخدمة بضمانات قدمها زعماء العشائر وجماعة مسلحة مرتبطة بالبعث. مؤتمر البعث وفي تطور مهم علمت"الحياة"من مصادر وثيقة الصلة بتنظيمات حزب البعث المحظور ان كبار قيادييه يعدون لعقد مؤتمر موسع يخصص لتقويم مرحلة حكم صدام ونشاطات الحزب العسكرية بعد الاحتلال. وأشارت المصادر الى ان دعوات وجهت الى شخصيات قيادية، بعضها ترك التنظيم في الستينات والسبعينات، لحضور المؤتمر الذي قد يعقد قبل مؤتمر الوفاق الوطني لمناقشة الوضع ومزالق الحرب الاهلية. وكشفت المصادر ان البيان سيحمل صدام جزءاً من المسؤولية عن استشراء الطائفية، ويستعرض سياساته التي قادت الى هذا الوضع، مؤكدة ان المؤتمر سيدين"الحملة الايمانية"التي أطلقها صدام بداية التسعينات من القرن الماضي، معتبرة ان تلك الحملة كانت من أهم الخطوات التي حرفت البعث عن مساره باتجاه تكريس الطائفية. واكد قياديون بعثيون سابقون رفضوا الاشارة الى اسمائهم، ان هناك ثلاثة تنظيمات للبعث بعد احتلال العراق سيتم توحيدها وهي:"القيادة الموقتة"التي يرأسها صباح المدني، و"القيادة القطرية"التي يرأسها عبدالباقي السعدون، و"حزب البعث - التنظيم السوري"ويرأسه عضو القيادة القومية فوزي الراوي ومحمد المشهداني، أحد رموز الحزب السابقين في سورية، بالإضافة الى أحزاب قومية واشتراكية. ولفتت المصادر الى ان البعث لن يتنازل عما اسماه"حق المقاومة"، لكنه سيؤشر الى الخلل في مسيرته، ويطالب بالعمل العلني لخوض انتخابات عام 2009، مشيرة الى ان الترتيبات الجارية لخروج القوات الاميركية في نطاق جدول زمني التي قد يتبناها مؤتمر الوفاق المقرر عقده في بغداد نهاية شباط فبراير المقبل ستأخذ في الحسبان دور"المقاومة العراقية المسلحة"التي يشكل البعث أحد أقطابها. ورجحت المصادر ان يعقد المؤتمر في دولة عربية، لكنها لم تؤكد او تنف علم الجانب الاميركي والاحزاب العراقية به. وشددت على ان البعث ما زال يمارس نشاطه داخل العراق وخارجه.