علمت"الحياة"ان"بنك عودة"، أكبر المصارف اللبنانية من حيث إجمالي الأصول، التي تمثل نحو 54 في المئة من الناتج المحلي، يضع مسألة دخوله إلى السوق المصرفية المصرية، على رأس مخططاته للتوسع الإقليمي، في إطار استراتيجيته، التي ستواكب عملية زيادة رأسماله نحو 600 مليون دولار. وتؤكد مصادر مقربة من"عودة"في القاهرة، أن المصرف اللبناني ما زال يتابع عن كثب السوق المصرفية المصرية، حيث يوجد مصرفان سبق أن ابدى اهتماماً بهما، وهما المصرف المصري المتحد، الذي لا يزال مصيره متأرجحاً حتى الآن بين"بيرايوس"اليوناني، و"قناة السويس"، إلى جانب"عودة"نفسه، وبنك القاهرة - الشرق الأقصى، وهو من المصارف الصغيرة ذات الفروع القليلة، لكنه لا يبدو بعيداً من اهتمام المصرف اللبناني في هذه المرحلة. ولم يخف المصدر اهتمام"عودة"بالمصارف الأخرى، التي تنتظر الدمج أو الشراء، بسبب عدم تمكنها من مواكبة الزيادة في رأس المال التي اقرها البنك المركزي المصري من بينها بنك الإسكندرية التجاري والبحري، وبنك النيل، وإن كان الأخير سيحتاج إلى محادثات"شاقة"مع"المركزي"للحصول على"علاوة شراء"، نظراً الى تحمل المصرف العجز في إجمالي المخصصات المطلوب وجودها لمواجهة الأصول الخطرة، الذي يزيد على 800 مليون جنيه نحو 140 مليون دولار. وعزز من هذه التوجهات الشراكة الجديدة، التي ظهرت مع الإعلان عن دخول"المجموعة المالية - هيرميس القابضة"في عملية زيادة رأس مال"عودة"بتمويل يبلغ 450 مليون دولار، تمنح المجموعة المصرية 20 في المئة من رأس مال المصرف اللبناني، وتمثل 75 في المئة من إجمالي الزيادة المطلوبة، وهي مساهمة مرتفعة ما كانت لتقدمها المجموعة المصرية بصورة مجانية، ما يرجح تحضير الجانبين المصري واللبناني، عدداً من العمليات المهمة التي يمكن ان تمثل مفاجأة للسوق، بينها التقدم بعرض لشراء بنك الإسكندرية، عند طرحه رسمياً للبيع الشهر المقبل. وعلى رغم ان العلاقة الناشئة بين"عودة"و"المجموعة المالية هيرميس"تغذي هذه التوقعات، إلا أن الثابت هو أن المصرف اللبناني أكثر اهتماماً بدخول السوق المصرفية المصرية من ذي قبل.