حقق رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل انجازاً كبيراً في زيارته لطهران بحصوله على اعلان رسمي وواضح بتقديم دعم مالي اضافي لحركته لمساعدتها في ادارة الحكومة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاق اوسلو. والقت ايران التي تعتبر نفسها المنتصر الاول بعد"حماس"في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، بثقلها لمساعدة الحركة الاسلامية، ودعا مرشد الثورة آية الله السيد علي خامنئي الدول الاسلامية الى مساعدة"حماس"على الخروج من المأزق الذي سببته القرارات الغربية بوقف المساعدات المالية للسلطة ما لم تغير الحركة مواقفها تجاه اسرائيل. وردت"حماس"على الجميل الايراني باطلاق وعد على لسان مشعل بزيارة مرتقبة سيقوم بها رئيس الوزراء"الحمساوي"المكلف اسماعيل هنية لطهران في اول فرصة بعد انتهائه من تشكيل الوزارة، بعد ان وعد مشعل الايرانيين بالتصعيد العسكري ضد اسرائيل اذا ما تعرضت ايران لهجوم عسكري، ما أوحى بامتلاك ايران أوراقاً قوية على الساحة الفلسطينية قد تلجأ لاستخدامها في الشرق الاوسط لعرقلة المشروع الاميركي. واعلن سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي علي لاريجاني بعد لقائه مشعل ان زيارة الاخير لايران"فرصة مهمة في خضم تأسيس الحكومة الفلسطينية"، معتبراً ان اميركا اظهرت انها على عكس ما تعلنه من دعم للديموقراطية في مقولة الشرق الاوسط الكبير، وذلك من خلال قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني، متمنياً ان تتمكن الحكومة الفلسطينية من التغلب على مشكلاتها من خلال المساعدات الحكومية للدول الاسلامية، من جملتها ايران، للوقوف في وجه الظلم الاميركي. من جانبه، اعلن مشعل ان الحكومة الفلسطينية المقبلة ستعمد الى اعادة درس التوافقات التي تمت في عهد الحكومات السابقة وستعلن موقفها منها بناء على مدى تحقيقها لمصالح الشعب الفلسطيني. وكان مشعل التقى في وقت سابق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام اكبر هاشمي رفسنجاني الذي وصف المقاومة بأنها روح القضية الفلسطينية، وقال ان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة لن تتحقق من خلال التسوية والاستسلام امام مطالب المحتلين وحماتهم الذين اثبتوا أنهم لا يلتزمون تعهداتهم. واعتبر جمع"حماس"بين المقاومة والادارة دليل"العقلانية"، مضيفا ان هذا الانتصار"وضع على عاتق حماس والمقاومة مسؤولية كبيرة"في اتباع ادارة صحيحة. واكد ان الشعوب والدول الاسلامية والعربية هي الداعم الحقيقي للشعب الفلسطيني ولن تسمح للاعداء بأن يستغلوا مساعداتهم المالية الضئيلة كأداة سياسية. وشرح مشعل برامج"حماس"المستقبلية لادارة الحكومة، وقال ان ابناء الشعب الفلسطيني والحركة لن يرغبوا ابدا بالفصل بين ادارة الحكومة والمقاومة. واعتبر توصل الفلسطينيين الى حقوقهم المشروعة بأنه يعود الى اعتماد المقاومة، وقال ان الدعم في ادارة الحكم يحتاج الى الاستفادة من تجارب الدول الاسلامية الاخرى ودعمها. واعتبر انتصار"حماس"في الانتخابات ناتجاً عن مكانة المقاومة عند الشعب الفلسطيني، وقال ان الحركة لن تتراجع ابدا عن مبادئها.