عرفت بريدجت مويناهان الشهرة فور توليها البطولة النسائية في فيلم"المجند"إلى جوار النجم كولين فاريل، ثم العملاق آل باتشينو حيث تقمصت شخصية إمرأة سورية الجنسية تجد نفسها وسط عملية تجسس خطرة إلى أبعد الحدود. وكانت ملامحها السمراء وأنوثتها الجذابة ذات الطابع الحوض متوسطي وصوتها الدافئ عناصر ساهمت في فوزها بدور عربي على رغم كونها أميركية بحتة من مواليد مدينة نيويورك. وسرعان ما بدأت الأوساط السينمائية والإعلامية تبدي اهتمامها بهذه الفنانة الناشئة وتترقب أفلامها بلهفة مثل الجمهور الذي راح يتابع أخبار صعودها. وهناك عنصر اضافي في شعبية مويناهان هو ظهورها في بعض حلقات المسلسل الناجح"الجنس والمدينة"حيث أدت شخصية زوجة الرجل الذي تعشقه بطلة الحلقات سارا جسيكا باركر وتعيش معه علاقة حميمة ومتوترة في آن واحد. وفي"سيد الحرب"تؤدي بريدجت شخصية المرأة التي تعشق نيكولاس كيج تاجر الأسلحة الروسي الأصل الذي هاجر إلى الولاياتالمتحدة واختار التجارة بالموت بدلاً من خلافة والده في مطعم روسي ناجح وذلك لأسباب مادية بحتة بطبيعة الحال. ويصور الفيلم الحياة العادية جداً التي يعيشها مثل هذا الشخص على رغم نشاطة المريب، بمعنى أنه حنون وعاشق وطيب القلب ولا يحلم بأن يلحق الأذى ولو بذبابة أو نملة على رغم كسبه لقمته من طريق بيع أسلحة للإبادة البشرية. وها هو"سيد الحرب"ينزل إلى الصالات الأوروبية بعد الصالات الأميركية ما دفع ببطليه نيكولاس كيج وبريدجت مويناهان إلى القيام بجولة خاصة لتقديم العمل لأجهزة الإعلام في العواصم الأوروبية. وفي باريس أقيم الاحتفال الإفتتاحي للفيلم في دار سينما"بوبليسيس"في جادة الشانزليزيه فحضرته"الحياة"قبل أن تلتقي مويناهان وتجري معها هذا الحديث. ما هي معرفتك للعرب وللمنطقة العربية في شكل عام؟ - ترددت على مصر وأعجبت بها إلى أبعد حد فهي سحرتني جداً وشعرت وأنا أمام اهراماتها ومعابدها الفرعونية وأثارها بأنني أتأمل عظمة تاريخ البشرية. وترددت مرة إلى المغرب لكن في زيارة قصيرة لم تسمح لي باكتشاف معالم هذا البلد إلا أن أهله بدوا لي بدورهم مثل أهل مصر في غاية اللطف والكرم. ما الذي جعلك تفوزين بدور امرأة سورية في فيلم"المجند"؟ - أجريتُ الإختبار التقليدي أمام الكاميرا، وأعتقد شخصياً بأن مظهري الأسمر لعب دوره في الحكاية، ثم ربما انني أحسنت الأداء في يوم الإختبار ولا أعرف أكثر من ذلك. حدثينا عن بدايتك الفنية؟ - بدأتُ عارضة أزياء بفضل طولي الفارع قبل أن أتجه إلى التمثيل في مسلسلات تلفزيونية ثم المشاركة في بعض أفلام الفيديو الغنائية الإستعراضية وجاءتني السينما في العام 2000 من خلال فيلمين متوسطي الأهمية والجودة، إلى أن فزت بأحد الأدوار الرئيسة في"كويوتي أغلي"وهو عمل استعراضي سمح لي بإبراز طاقتي الفنية كراقصة وممثلة في آن واحد. هل توقفت عن عرض الأزياء؟ - نعم لأنني مارست هذه المهنة أصلاً بهدف الإنتقال من خلالها إلى السينما وبالتالي اعتزلتها فور تحقيق أمنيتي. ما الذي منعك من ممارسة التمثيل منذ البداية من دون اللجوء إلى وساطة عرض الأزياء؟ - سهولة الحصول على عروض مغرية للعمل كعارضة بفضل مظهري، بينما التمثيل له متطلبات لا تتوقف عند الجمال الخارجي وحسب. أنت تحبذين العمل السهل إذن؟ - نعم إلى حد ما، بمعنى إنني مستعدة للعمل الشاق من أجل التطور في ميدان يكون قد فتح لي بابه أساساً وليس لمجرد محاولة اقتحام الأبواب المغلقة كلياً. من النادر أن تنجح عارضة أزياء كممثلة، والأدلة كثيرة على ذلك فما الذي جعلك تؤمنين بعكس ذلك بالنسبة إليك؟ - طموحي واستعدادي الكلي لاعتزال عرض الأزياء فور دخول عالم السينما والتلفزيون، على عكس العارضات النجمات اللاتي يرغبن في الدمج بين المهنتين ما يجعل الشركات المنتجة تعين عارضة في دور سينمائي وتبني دعاية الفيلم حول شهرتها في الموضة. والجمهور إذن يتردد على صالة السينما ليرى عارضة مشهورة وجميلة تستعرض مفاتنها فوق الشاشة من دون أي مبالاة بالدور ولا بطريقة تمثيله، وغالباً ما تفشل هذه الأفلام كلياً أو على الأقل لا تساعد العارضة في فرض شخصيتها كممثلة. وهناك عارضات نجحن في السينما مثل أندي ماكدويل ولورين باكال في زمانها، وأعتقد بأنه من الخطأ أن نتخذ كمثال كلوديا شيفر وسيندي كروفورد وناومي كامبل وحسب، فهن لسن العارضات الوحيدات في العالم وإن كن من أشهرهن. كيف كانت علاقتك بنيكولاس كيج أثناء تصوير"سيد الحرب"؟ - علاقة معلم بتلميذته، فأنا لم أطلب منه أي شيء بطبيعة الحال لكنه اعتبر من واجبه أن ينصحني قبل تصوير المشاهد التي أظهر فيها وراح يحذرني من تصرفات بعض الممثلين الآخرين في الفيلم الذين ينتمون، بحسب قوله، إلى النوع الطموح الذي لا يتردد في محاولة"خطف"البطولة من زملائه أمام الكاميرا. لقد كان هذا الكلام غير صحيح بالمرة إلا أنه دفع بي إلى تحسين مستوى أدائي وإلى إظهار طاقتي كاملة في كل لقطة سواء مثلت فيها مع كيج شخصياً أو مع غيره من ابطال الفيلم. ممثل رديء ماذا عن ويل سميث شريكك في بطولة"أنا الروبوت"؟ - ويل من النوع المرح وهو يهوى المزاح حتى في أثناء العمل وأقصد بين لقطتين طبعاً وليس أمام الكاميرا، فهو بحسب قوله الشخصي إذا امتنع عن ترك العنان لروحه المرحة فقد قدرته على التركيز وتحول في غمضة عين إلى ممثل رديء. أنا أتذكر إنني ضحكت معه كثيراً وسمعته يروي النكات للفريق التقني في الأوقات التي لم يكن يتحدث فيها إلى زوجته جادا بينكيت بواسطة الهاتف الخليوي، فهو عاشق وكأنه لا يزال في الجامعة على رغم كونه رب أسرة، وهذا ما يعجبني فيه. ساهم مسلسل"الجنس والمدينة"في شعبيتك فما رأيك في نجاحه الدولي؟ - لقد نجح كونه روى وجهات نظر نسائية بحتة في موضوع مخصص عادة للرجال وهو الجنس، وأنا كنت أحب متابعة حلقاته، إذ عثرت في بطلاته على سمات تخص الكثير من النساء حالياً، وفي مواقفه على تفاصيل تخصنا جميعاً في المجتمعات، خصوصاً الغربية، وأقصد سواء كنا نساء أو رجالاً. وأنا سعدت جداً حينما تلقيت العرض بالمشاركة فيه، وخصوصاً لأنني كنت سألتقي سارا جسيكا باركر في الحقيقة بعدما شاهدتها عشرات المرات فوق الشاشة الصغيرة في بيتي ووجدتها ذكية ومهنية وإمرأة أعمال ماهرة وفنانة كبيرة. صحيح أن ظهوري في بعض الحلقات فتح أمامي أبواباً جديدة في هوليوود وسمح لي بالعثور على أدوار أكبر لقاء أجر مضاعف، فأنا أشكر سارا جسيكا التي ساهمت في إختياري ولو جزئياً بصفتها شريكة في الإنتاج. ما هي هواياتك؟ - أصبحت الأناقة من أهم هواياتي منذ أن مارست عرض الأزياء، أما قبل ذلك فلم أتحمل سماع كلمة"فستان"أو كلمة"تنورة"وكنت أقضي وقتي كله مرتدية الزي الرياضي العريض من دون أن أضع أي ماكياج فوق بشرتي أو أهتم بتسريحة شعري مثلاً وغير ذلك مما تفعله الفتيات عامة في العالم كله. من الصعب تخيلك هكذا؟ - أنا مثلما قلت لك تغيرت كلياً وأصبحت مولعة بالأناقة ولا أتحمل نفسي الآن بثياب مهملة أو بتسريحة لا تليق بي حتى إذا بقيت وحدي في بيتي. وما الذي كان يمنعك من ترك العنان لأنوثتك؟ - حبي لممارسة رياضة كرة القدم واحتكاكي منذ صغري بعالم الصبيان كي ألعب الكرة معهم، فكنت أخاف من أنهم يرفضونني إذا بدوت"أنثى"بشكل ما أو إذا شعروا بأنني أولي إهتمامي الأساسي لجاذبيتي على حساب كرة القدم. وهل ما زلت تلعبين الكرة في أوقات فراغك؟ - لا أبداً فقد تغيرت اهتماماتي، لكنني في وقت ما كنت أحلم فعلاً باحتراف هذه اللعبة في فريق نسائي، فهل تتخيل لاعبة كرة تتحول عارضة أزياء علماً أن هذا ما حدث لي في الحقيقة.