زارت النجمة الايطالية أورنيلا موتي باريس لحضور عروض الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2005/2006 غير أنها أضاءت بوجودها العديد من سهرات هذه العروض التي غالباً ما يحضرها المشاهير، سواء من المجتمع المخملي أو من أهل الفن عامة. وربما تكون أجمل مناسبة حضرتها موتي تلك التي أقيمت فوق يخت فاخر راسٍ على ضفاف نهر السين بوجود مصمم الأزياء اللبناني إيلي صعب والفنانة إيليسا ونخبة من الإعلاميين ومندوبي دور الأزياء الراقية وبعض الأميرات من جنسيات مختلفة. ومن الواضح أن النجمة الإيطالية الجذابة اصبحت تزين الليالي الراقية أكثر مما تلمع فوق الشاشة الفضية ما يجعلها على رغم كل شيء تحتفظ بشهرتها وتثير الإهتمام أينما ترددت. اما من الناحية الفنية فهي تظهر بين الحين والآخر في حلقات تلفزيونية أوروبية وفي أعمال سينمائية نادرة في بلادها. في أسبوع الموضة التقينا أورنيلا موتي في أكثر من مكان ما سمح بتحديد موعد معها لمحادثتها حول ماضيها وحاضرها وأيضاً تصورها لمستقبلها السينمائي. بدأت موتي، واسمها الحقيقي فرانشسكا رومانا ريفيللي، مشوارها السينمائي وهي بعد في السادسة عشرة من عمرها، بعد سنتين من العمل عارضة أزياء متخصصة في موديلات المراهقات، ولكنها خاضت في الفترة نفسها الكثير من التجارب الأخرى، مثل الحب والأمومة، الامر الذي جعلها خبيرة في أمور الحياة على أكثر من صعيد وهي لا تزال مراهقة. وسرعان ما تحولت أورنيلا بفضل جمالها المتوحش وجاذبيتها الفذة نجمة معروفة عالمياً تمثل الفتاة الأوروبية وتنافس النجمات الهوليوديات في قلوب المتفرجين، خصوصاً إنها كانت تضيف إلى حلاوتها جرأة ملموسة في أدوارها السينمائية، وهو شيء لم تقدر على فعله أي ممثلة أميركية بسبب قوانين الرقابة الأميركية الأكثر صرامة من القوانين الأوروبية، وعوضت به أورنيلا عن النقص في موهبتها الدرامية الذي إتهمها به النقاد في أكثر من مناسبة إذا قارنوا بينها وبين الفنانات الأميركيات. وفي السنوات الثلاث الأخيرة ظهرت موتي في بعض المسلسلات التلفزيونية الأوروبية ومن أبرزها"كونت دي مونتي كريستو"المصور في أربع حلقات والذي تم بيعه إلى شبكات تلفزيونية عالمية بفضل حبكته التي تعتمد على المغامرات التاريخية والعواطف، وأيضاً لأن النجم الفرنسي العالمي جيرار دوباردي لعب الدور الأساسي فيه. وعلى صعيد السينما لمعت النجمة في العام 2004 في الفيلم الفرنسي"ثنائي مدهش"حيث أدت شخصية إمرأة عاشقة تجد نفسها في مآزق بعد تدهور العلاقة التي تجمعها بزوجها منذ سنوات طويلة. وفي كل هذه الأعمال قدمت الفنانة الدليل على قدراتها الدرامية القوية المكتسبة مع الزمن والخبرة، وفي الوقت نفسه أثبتت إنها على رغم إقترابها من الخمسين وعلى رغم كونها جدة أنها أم لثلاثة أولاد لم تفقد بعد ذرة من جاذبيتها. من الواضح أنك منذ بدايتك السينمائية وحتى في أدوراك الحديثة تميلين إلى أداء شخصيات جذابة ذات أنوثة طاغية، مهما كان اللون الفني الذي تشاركين فيه، فكيف تفسرين هذه الظاهرة؟ - تعلمت مع مرور الزمن كيف أحب أن أؤدي دور إمرأة تعرف ما تريده من دون أن تفعل ذلك على حساب أنوثتها ومثلت في أكثر من مرة شخصية امرأة تعاني من مشاكل كبيرة وتحلها في النهاية بطريقة أو أخرى حتى لو كان ذلك في شكل مأسوي. أنا أرفض الأدوار المبنية على قوة الشخصية فقط أو على الجاذبية وحدها، فالمزج بين العنصرين هو الذي يهمني لأن المرأة في الحياة اليومية عبارة عن ذكاء وجمال ولا غنى عن إحدى الصفتين لمصلحة الثانية. ولقد تلقيت الكثير من العروض في حياتي الفنية وكانت في معظمها تخص إبراز أنوثتي ولا شيء غيرها، في البداية وافقت على عدد منها وأديتها لأني كنت صبية بلا أي خبرة وأيضاً كوني آمنت بضرورة فعل كل شيء يتم عرضه عليّ حتى حقق شهرة معينة، فهذا ما كان ينصحني به أهل المهنة. وبعدما تعديت الثلاثين أي بعد قضاء نصف عمري أمام الكاميرات تضحك أدركت حقيقة ما يجب قبوله أو عدم قبوله ورحت أرفض كل الأدوار المبنية على جمالي فقط بلا إستثناء، وإنتابتني رغبة في التفتيش عن كل أفلامي السابقة وتدميرها أو على الأقل منع تداولها في سوق الفيديو حتى ينساها الجمهور، والآن نضجت وغيرت أسلوبي في التفكير فلا أبالي بهذه الأشياء ولا أندم على أي تصرف ارتكبته لأني في النهاية لم أفعل أبداً ما يستحق الخجل ولم أظهر اطلاقاً في فيلم مبتذل. ولكن هل تلقيت عرض تمثيل شخصية إمرأة غير جذابة مثلاًَ وتتميز بصفات إنسانية إخرى؟ - حدث ذلك مرة واحدة لكن الفيلم فشل كلياً فلم يكرر أصحاب القرار في المهنة السينمائية التجربة من جديد. وأعتقد في النهاية إن المخرجين لا يفكرون فيّ عندما يبحثون عن ممثلة لهذا النوع من الأدوار. هل تشبهين بطلات أدوارك في حياتك الخاصة؟ - لا فليست هناك علاقة بين ما أمثله والحقيقة. أنا قوية الآن ولكن هذا لم يكن الحال في شبابي الأول، وأتميز بشخصية تجعلني أسعى فعلاً الى تحقيق أهدافي إلا إني لا أتصرف مثل بطلات أفلامي ولا أدمج بين الخيال والحياة الواقعية، ولست أبداً"قنبلة"في حياتي اليومية فأنا زوجة وأم وأيضاً جدة منذ فترة قصيرة إلى حد ما وهذا ما يطغى على كل شيء آخر. مهنة غدارة إحتجبت فترة ما عن الشاشة فما كان سبب هذا الغياب؟ - انشغلت بأشياء كثيرة، لا سيما بحياتي الشخصية وقررت أن أعطي زوجي وعائلتي كل إهتمامي وأن أعيش حياتي كزوجة من دون أن أنشغل بقراءة السيناريوات وإختيار الأدوار وقضاء أسابيع طويلة منغمسة في تصوير الأفلام من دون أن أقدر على تلبية حاجة عائلتي لي في البيت. إنها مسألة إختيار، وأنا شخصياً أعتقد فعلاً بأن كل إمرأة في حاجة إلى عاطفة محيطها المنزلي والعائلي، وهي إذا إختارت تقليد الرجل وعدم التوقف عن العمل ولو في فترات حساسة مثل الأمومة الحديثة العهد لندمت على تصرفها في ما بعد. لقد خرجت من فترة إعتزالي الموقت وهو دام حوالى أربع سنوات، ثرية للغاية من الناحية النفسية والعاطفية وهذا أجمل ما في الوجود. وعدت إلى مزاولة نشاطي الفني وأنا على دراية تامة باستحالة عثوري من جديد على أدوار جميلة متتالية فالمهنة السينمائية غدارة تنسى أصحابها بسهولة غريبة ولا تعترف بأدنى جميل وأنا محظوظة لأنني ما زلت موجودة في الساحة. مثلتِ في"لو كونت دي مونتي كريستو"مع جيرار دوبارديو، فكيف كان اللقاء بينكما بعد مضي حوالى عشرين سنة على عملكما معاً في فيلم"المرأة الأخيرة"من إخراج الراحل ماركو فيريري؟ - نسينا الماضي وطوينا الصفحة لأننا كبرنا والحياة علمتنا الكثير، وأقصد إن علاقتنا في هذه المرة كانت ممتازة إلى أبعد حد وضحكنا معاً من تصرفاتنا السخيفة في الماضي. أنا لا أحب أن أذم أي شخص، خصوصاً إذا رحل عن دنيانا لكنني أعرف إن سبب خلافاتي المتعددة مع جيرار دوبارديو أثناء تصوير فيلم"المرأة الأخيرة"كان الموقف الذي اتخذه مني ماركو فيريري الرجل القصير والبدين والمعقد الذي إختار السينما وسيلة لتعذيب المرأة وإرضاء كبريائه من الناحية الجنسية. أنا لم أقدر على مقاومته وأقصد على الصعيد العقلي والنفسي لأني كنت شابة وقليلة الخبرة ولأن دوبارديو وقف إلى جواره وضغط عليّ حتى أنفذ تعليماته بحذافيرها. أديتِ عشرات اللقطات الجريئة في أفلامك فما شعورك تجاه هذه الضرورة السينمائية خصوصاً في أوروبا؟ - تضحك هذا آخر همومي وأنا شخصياً فخورة بتكويني الجسماني ولكنني أضع حداً للقطات الجريئة إذا لمست في نظر الغير نية غير سليمة أو إذا بدت لي ملتوية بطريقة أو أخرى مثلما حدث مع فيريري. ولكن غير ذلك فأنا أقبل، بشكل عام، الظهور في لقطات جريئة شرط ألا تكون الشخصية التي أؤديها مجردة أيضاً من العقل. هل فكرت في العودة الى إحتراف عرض الأزياء مثلما كنت تفعلين عندما كنتِ مراهقة؟ - أنا فعلا عملت عارضة أزياء في بداية إحترافي الفن في بلدي إيطاليا وكنت متخصصة في تقديم أزياء المراهقات، وبما أني قصيرة القامة وبالتالي لا أصلح للعرض التقليدي فوق المسرح الذي يتطلب عارضات طويلات وفارعات لم استطع متابعة هذا النشاط ما لا يمنعني مثلما لاحظته بنفسك من التردد إلى العروض ومتابعتها بإهتمام كبير، خصوصاً إنني مولعة بالثياب الحديثة وبالأحذية والحقائب اليدوية والمجوهرات، مثلي مثل أي إمرأة في العالم. ليلة واحدة مثلما تحبين السهرات الفاخرة فوق اليخوت وفي مهرجان"كان"مرتدية أحدث عقود وسوارات وأقراط دار شوبار الراقية أليس كذلك؟ - نعم أنت على حق فأنا مولعة جداً بتلبية الدعوات التي أتلقاها ويحدث أن أسافر من بلد لآخر لمجرد قضاء ليلة واحدة أحضر فيها سهرة مخملية رائعة مرتدية أحلى فستان وأرقى قطع المجوهرات. ولكن إلى أي مدى تتصرفين بهذا الشكل حتى تبقين فوق الساحة مثلما تقولين وكي لا تسقطي في بحر النسيان بما أنك قد قللت من ظهورك فوق الشاشة؟ - دعني أكون صريحة تفكر قليلاً أنا في الحقيقة أعشق السهرات وعروض الموضة ولا علاقة للأمر مع حكاية سقوطي في هاوية النسيان التي تتكلم عنها. وألا يبعدك هذا النشاط عن عائلتك؟ - لا لأن زوجي يصطحبني في أكثر الأوقات إذا سمح له وقته بذلك، وأيضا لأن بناتي يأتين معي إلى عروض الموضة بشكل دوري فأنا لا أتجاهل عائلتي لمصلحة إرضاء نزواتي أبداً. ومن هو مبتكرك المفضل في هذه الأيام؟ - جون غاليانو بلا نقاش فالرجل يتمتع بعبقرية فذة لم أشهدها في دنيا الأزياء منذ عشرين سنة. وفي إيطاليا أنا مخلصة بقلبي لفالنتينو.