حسبان الروس أن إيران دولة صديقة، وشريك أساس في المنطقة. واقترحت روسيا على إيران إنشاء مشروع تخصيب يورانيوم الكهرباء الإيرانية حتى لا يشتبه أحد في أن إيران تصنع السلاح النووي. وفي الوقت نفسه، نشأ في أوساط الخبراء والسياسيين، في الغرب أولاً ثم في أوساط العلماء والخبراء في روسيا، انطباع بأن ما تريده طهران من مناوراتها الديبلوماسية هو كسب الوقت الكافي لصنع السلاح النووي. ووهنت حجج الخبراء الذين اعتبروا ان إيران لا تحتاج إلى البرنامج النووي، إلاّ لأجل مقايضته بفك عزلتها، وتحصين سمعتها الدولية. وأرى لزاماً علي أن أقول إن من حق الإيرانيين ان يرغبوا في امتلاك السلاح النووي، ما داموا يواجهون باكستان النووية جنوباً، وعراقاً مضطرباً ترابط فيه قوات أميركية، وإسرائيل النووية، غرباً. ويأخذ الإيرانيون على المجتمع الدولي، محقين، أن موقفه منها فيه قدر كبير من الجور والإجحاف. ويذكّرون بأن الدول كلها، وفيها الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي، ساعدت العراق في الحرب الإيرانية - العراقية. ولكن المشكلة هي ان حصول إيران على السلاح النووي أمر لا يسع روسيا قبوله. فهي تقع على مقربة من إيران، وضمن مدى وسائلها المحتملة لإطلاق السلاح النووي. وحصول إيران على السلاح النووي من شأنه ان يدفع بلداناً عربية مثل مصر، إلى امتلاك قنبلة نووية"عربية". والحال هذه، لا يبقى لمفهوم الاستقرار الاستراتيجي أثر. وتوارى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية الثرى، ويزداد احتمال اندلاع حرب نووية غير محمودة العواقب. وليس في مقدور احد التكهن بسلوك طهران النووية. وإزاء ذلك، لم يسع روسيا التمسك برفض الدعوات إلى إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي. فوافقت الدول الكبرى على ان تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بياناً عن الملف إلى مجلس الأمن. ويبدأ مجلس الأمن بحث الملف الإيراني بعد شهر من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذه فرصة هيأتها موسكولطهران. ومن مصلحتنا جميعاً ان تنتهز إيران الفرصة. عن سيرغي كاراغانوف،"روسيسكايا غازيتا"الروسية، 4/2/2006