وسعت حملة الاغتيالات المنظمة للشخصيات البارزة في محافظة الانبار، غرب العراق الشرخ الحاصل بين الجماعات المسلحة والعشائر وتنظيم ابي مصعب الزرقاوي. واسفر مقتل احد شيوخ الرمادي من الداعمين ل"جبهة تحرير العراق"، التي شكلتها العشائر السنية لمقاومة فلول الزرقاوي، عن انضمام مقاتلين جدد من الفصائل العراقية المسلحة الى الجبهة وتشكيل جبهة ثانية باسم"ثوار الانبار"للغرض نفسه. وفي بغداد، اكد وزير الداخلية العراقي القاء القبض على القيادي الرابع في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وتزامن ذلك مع انفجارين متتاليين اوقعا ضحايا في المدنيين وعناصر الشرطة في منطقة باب الشرقي وسط العاصمة. وتزامن الحادث مع مقتل اربعة جنود اميركيين وسبعة عراقيين وجرح 22 آخرين. اغتيل الشيخ كمال شاكر النزال الدليمي رئيس مجلس الحكم المحلي المجلس البلدي في الفلوجة صباح امس عندما هاجمه مسلحون مجهولون في التاسعة صباحاً امام جامع الراوي في حي الجمهورية وسط الفلوجة. وقال شهود عيان ان 8 مسلحين انقضوا على الشيخ بعدما نزل من سيارته واطلقوا عليه النار ثم لاذوا بالفرار بسيارتين نوع"بي ام دبليو". وتوفي الدليمي متأثرا بجراحه بعد نقله الى المستشفى. واكد جمال رجا مدير الشؤون الادارية في مجلس الحكم ان الشرطة القت القبض على ثلاث من المشتبه فيهم. واكد احد شيوخ الانبار ان النزال من الوجوه العشائرية والدينية النافذة والمؤثرة في الفلوجة وكان داعماً لتطهير الانبار من الارهابيين والمتسللين العرب وساعد في ضم عدد كبير من عناصر المقاومة المسلحة الى اللجنة الامنية العشائرية. وقال الشيخ، بعدما رفض كشف هويته، ل"الحياة"ان"الاغتيال يحمل بصمات الزرقاوي الذي بدأ نفوذه بالانحسار"ولفت الى ان اللجنة العشائرية ستطلب من وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين انتشاراً اوسع في ضواحي الانبار واحيائها لوقف هذه الاغتيالات فيما تتولى هي مراقبة الخط الحدودي. واضاف ان عناصر كثيرة من مجموعات المقاومة المسلحة انضمت الى اللجنة العشائرية على رغم انها المقاومة لم توقف عملياتها ضد القوات الاميركية حتى اليوم. وأكد باقر صولاغ بيان جبر وزير الداخلية العراقي في بيان صحافي وزع امس إلقاء القبض على اكبر الارهابيين في بغداد على يد قوات حفظ النظام وقال ان"اجهزة الوزارة أمسكت المجرم محمد ربيع الدليمي المكنى ب"ابو ذر"وهو الشخص الرابع في تنظيم القاعدة"واوضح بيان ثان للوزارة ان الوية الداخلية القت القبض على ما يقارب ال35 ارهابيا وثمانية متسللين ايرانيين في اطار عملية الرعد لتطهير احياء بغداد ومدن الوسط العراقي. وذكر ان حملة مداهمات في مناطق المدائن والبياع وحي الجهاد والامين والزعفرانية اسفرت عن توقيف عدد من المشتبهين ومصادرة كميات من الاسلحة والمتفجرات بينما القت قيادة قوات الحدود القبض على 8 متسللين يحملون الجنسية الايرانية عند محافظة واسط. وافاد بيان صادر عن مجلس الوزراء العراقي ان قوات الجيش العراقي اعتقلت خلال الساعات ال24 الماضية 36 مشتبهاً فيهم بينهم 12 سورياً كما"صادرت كميات من الاسلحة والعتاد واسلاك لصنع العبوات الناسفة". واضاف ان"قوة من اللواء الاول التابع للفرقة العاشرة اعتقلت 22 ارهابيا في منطقة البراضعية في محافظة البصرة بالاضافة الى مصادرة كميات من الاسلحة والعتاد". وقُتل سبعة عراقيين على الاقل واصيب 23 آخرون امس في انفجارين متعاقبين لعبوتين ناسفتين في الباب الشرقي وسط بغداد وانفجار عبوة ناسفة ثالثة في محافظة بابل جنوببغداد. وقال مصدر في الشرطة العراقية ان الانفجار الاول وقع قرب احد محال لبيع الاقراص المدمجة سي دي لاسيما الاشرطة الدينية المتعلقة بالعشائر الحسينية في المجمع التجاري قرب ساحة التحرير واسفر عن وقوع جرحى. واضاف:"ان الانفجار الثاني وقع لدى وصول دورية للشرطة الى مكان الحادث الاول حينما انفجرت عبوة ناسفة ثانية ما زاد من عدد الضحايا". واشار المصدر ان المصابين قد تم نقلهم الى مستشفى الكندي فيما تم فرض طوق امني حول مكان الانفجارين بشكل كامل خشية وجود قنابل اخرى. وذكرت الشرطة ان القتلى والمصابين من المدنيين ورجال الشرطة. واكد ناطق رسمي، باسم شرطة بابل ان اثنين في المدنيين قتلا في انفجار عبوة ناسفة على الطريق السريع قرب ناحية اليوسفية 25 كلم جنوببغداد اثناء مرور سيارتهما هناك يبدو انها كانت تستهدف عناصر الشرطة العراقية او الجيش الاميركي. وقال الجيش الاميركي في بيان صدر امس ان"جندياً من مشاة البحرية المارينز قتل في انفجار عبوة ناسفة عند مرور عربته خلال مشاركته بعملية عسكرية في محافظة الانبار في الخامس من شباط فبراير الحالي". وفي بيان ثان اكد الجيش الاميركي"مقتل ثلاثة من جنود مشاة البحرية المارينز في انفجار عبوة ناسفة بالقرب من هيت 170 كلم غرب بغداد الاثنين". وبذلك يرتفع الى 2255 على الاقل عدد الجنود الاميركيين والعاملين مع الجيش الاميركي الذين قتلوا في العراق منذ اجتياحه في آذار مارس 2003، بحسب احصاء لوكالة"فرانس برس"يستند الى ارقام صادرة عن وزارة الدفاع الاميركية.