اجتمع أول من أمس عدد من الفنانين العرب في العاصمة الأردنية عمّان لمتابعة تنفيذ ما تبقى من مغناة"كلنا نحب الحياة"، التي بدأ تنفيذها قبل نحو شهر ونصف الشهر، بمبادرة من الفنان المصري أحمد بدير إثر التفجيرات الإرهابية التي ضربت عمان في شهر تشرين ثاني نوفمبر الماضي وراح ضحيتها العشرات بين قتلى وجرحى. المغناة التي كتب كلماتها د. مدحت العدل ولحنها عمرو مصطفى ووزعها موسيقياً الأردني أيمن عبدالله يشارك فيها عدد كبير من الفنانين، بين مطربين وممثلين، عرب، وتدعو الى نبذ الإرهاب والتطرف، وإعلان براءة العرب منه. واختير المخرج التلفزيوني جمال عبدالحميد لإخراج الفيديو كليب المزمع توزيعه على الفضائيات العربية مجاناً حال إتمامه، مترجماً إلى الإنكليزية والفرنسية، وهو من إنتاج شركة الأمل للإنتاج الفني. في المؤتمر الصحافي الذي عقده الفنانون في الباحة الأمامية للمركز الأردني للإعلام في الهواء الطلق أمام العشرات من الإعلاميين والمواطنين المارين من أمام الباحة، تحدث كل فنان قليلا عن المغناة وعن هدف مشاركته فيها. وكان طبيعياً أن تتشابه الكلمات القصيرة الملقاة ومعانيها، طالما كان الهدف واحداً ومشتركاً في النهاية. فتحدث الفنان فاروق عن"الفنان ضمير الأمة"، وزاد مدحت العدل على هذا أن العمل"صرخة نطلقها ضد التطرف"مهدياً إياه إلى روح المخرج السوري مصطفى العقاد، الذي توفي في عمّان إثر أحد التفجيرات. الفنانة هالة صدقي تحدثت أيضاً عن دور الفنان في مثل هذه الظروف، فكل ما يستطيع عمله هنا"هو إذابة الكراهية في النفوس". والأمر كان هكذا عند الأردنية ديانا كرزون التي تمنت"أن ينتهي هذا الموضوع"الإرهاب، والعراقي ماجد المهندس الذي اعتبر"المشاركة في العمل واجباً وطنياً". وتوالت الكلمات القصيرة من الفنانين تحمل معاني متشابهة، بين الإماراتي سعود أبو سلطان والسعودية وعد والسورية رويدا عطية والجزائري الشاب جيلاني واللبناني إيوان، والمخرج جمال عبد الحميد. أما كلمة الفنان رياض الخولي فحملت بعداً ثقافياً وركزت على"حب العمل ورفض الإرهاب". وإن كان لوحظ تصدّر الفنانين الشباب لواجهة العمل، فإنه بحسب العدل أمر مقصود، وهدفه واحد:"لأن هؤلاء وجدان سبعين في المئة من الشعب العربي"أي شبابه. لكن هذا لا يعني أن الفنانين الذين حضروا المؤتمر الصحافي هم كل من سيشارك في العمل. إذ أكد مدير الشركة المنتجة للمغناة، محمد المجالي، أن هناك فنانين آخرين سيصلون إلى عمان تباعاً للمشاركة في العمل، مثل المطرب محمد الحلو الذي اعتزل أخيراً وليلى علوي وإلهام شاهين ومحمود قابيل وحنان ترك وسمية خشاب ومنى زكي وأحمد بدير من مصر، ومن سورية سلاف فواخرجي وسوزان نجم الدين وسواهم. يذكر أن الممثلين المشاركين في العمل، سيسهمون ككورس للأوبريت. ولم يذكر المجالي كم بلغت تكلفة العمل لغاية الآن، موضحاً أن أياً من الفنانين المشاركين لم يتقاض أجراً لقاء المشاركة. وكان العمل شهد تجاذباً حوله منذ أعلن عن انطلاقته نهاية العام الفائت. فقد أعلن أكثر من فنان ممن ذكرت أسماؤهم كمشاركين في العمل أنه لن يشارك فيه، ومن بينهم المخرج الأردني حسين دعيبس الذي تردد في البداية أنه سيكون مخرج العمل، لكنه نفى ذلك في ما بعد. لكن الأهم من كل هذه"الإعلانات"والضجة الإعلامية التي رافقت العمل من لحظة إبصار فكرته للنور هو كيفية وصوله إلى الشاشة وكيف سيتقبلها الجمهور. فالعمل يبدو، بفكرته"التجميعية"، شبيها بمغناة"الحلم العربي"التي كتب كلماتها الكاتب نفسه، مدحت العدل، وشارك فيها عدد كبير من الفنانين العرب، ولاقت نجاحاً جماهيرياً واسعاً... ونقداً أيضاً. العمل يبدو، قبل الاطلاع عليه متكاملاً، حاملاً فكرة تكررت كثيراً على الفضائيات العربية، حتى قبل موجة الكليبات الوطنية الأخيرة التي"اندلعت"عقب انتفاضة الأقصى: كلها يدعو الى الصمود والتوحّد والتصدي ومواجهة العدو - وكل ما يمكن الوصول إليه من كلام فضفاض يعني ذات المعنى. ولا بأس من معنى"مبطن"بين كلمة وأخرى في سبيل"كسر شوكة الرقابة"!