يبدو أن"تفجيرات عمّان"التي أوقعت المئات بين قتلى وجرحى مطلع الشهر الفائت لم تستنفد بعد"طاقاتها الفنية". فبعد أن حرّكت الوسط الفني الأردني لدى وقوعها، ما أطلق عشرات الأغاني المنددة بالإرهاب وقتل المدنيين والأبرياء، ها هي تجمّع عدداً من الفنانين العرب والأردنيين في مغناة أشعلت فكرتها تلك الهجمات الإرهابية، تحمل عنوان"رسالة عمان". هذه المغناة التي تنتجها"شركة الأمل للإنتاج الفني"، ويشارك بها حشد من الفنانين العرب، بحسب ما ذكره محمد المجالي مدير الشركة، تكتسب طابعاً مصرياً. فمؤلفها هو الشاعر المصري د. مدحت العدل وملحنها مصري آخر هو عمرو مصطفى. أما التوزيع الموسيقي فللموسيقي الأردني أيمن عبدالله. على أن صاحب الفكرة الأساسية هو الفنان المصري أحمد بدير. كما أن العمل على الأغنية سيبدأ في القاهرة خلال أيام قليلة. أما أبرز المشاركين الأردنيين في هذه المغناة فهو الفنان عمر العبداللات، والمخرج حسين دعيبس. بدأت فكرة المغناة عند بدير عند قدومه إلى عمان عقب وقوع التفجيرات وعيادته للمصابين في المستشفيات. في تلك اللحظات فكر في شيء يقدمه لهؤلاء الضحايا، فجاءت المغناة. وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن البدء بمشروع المغناة قال بدير:"آلمني ما أصاب الأردن، كما آلمني ما أصاب الدول العربية كلها، واقترحت على محمد المجالي مدير شركة الإنتاج أن نقدم عملاً نبين فيه أن الإرهاب عُملة مستوردة... الإرهاب ليس من الإسلام، ونحن نرفضه، ولا بد من أن نكون حذرين ومتيقظين". وأضاف أن"هنالك نية في ترجمة الأغنية إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، لتصل رسالة الإسلام الحق لكل شعوب العالم وليعرف الآخرون موقفنا الواضح والصريح وليدركوا ما نتعرض له كشعوب عربية من عدوان منظم". وستصور المغناة داخل أستوديو، وسيتم إدخال لقطات أرشيفية من تفجيرات عمان وشرم الشيخ ولبنان والعراق. وإهداء العمل إلى 45 محطة تلفزيونية فضائية عربية مجاناً يعني أن تضاف هذه الأغنية إلى ركام الأغنيات الوطنية"الموسمية"التي تظهر كلما حلت مصيبة ووقعت كارثة. وهذا يطرح سؤالاً: ما الجديد الذي يمكن أن تطرحه هذه المغناة، سواء في فكرتها أو تنفيذها أو أدائها؟ وهل ستتمكن من الخروج من عباءة الأغاني الموسمية التي تندد بالإرهاب، والتي انتشرت منذ وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر؟ على ماذا تراهن الأغنية الآن، وهي تحمل الفكرة نفسها التي تقولها كل الأغاني؟ وكيف ستتمكن من التغلب على تكرار رد الفعل الذي يدوي في الساحة الفنية العربية؟ لا بد من أن الجواب سيظهر على الشاشات والإذاعات العربية قريباً، عندما ترى"رسالة عمان"النور.