تعددت أمس، المواقف من زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى لبنان ومن السعي لإقالة رئيس الجمهورية اميل لحود ومن الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الثاني من الشهر المقبل، كاشفة عن الانقسام الذي تعيشه الساحة السياسية. وفي حين باشرت قوى 14 آذار التوقيع على"عريضة المليون"لإقالة لحود في"خيمة الحرية"، حددت قيادتا"الحزب الشيوعي اللبناني"وپ"حركة الشعب"تاريخ بدء الحوار النيابي 2 آذار/مارس لاطلاق اعتصام في ساحة رياض الصلح"ضد مغامري الداخل ومتآمري الخارج". وشدد رئيس الحكومة السابق عمر كرامي على"ان سلاح المقاومة هو من اجل حماية لبنان، وان الضغط الأميركي والدولي من اجل نزع سلاح"حزب الله"انما يهدف الى ازالة ما نسميه توازن الرعب وهي ورقة اساسية من اجل حماية لبنان". ورأى في مؤتمر صحافي ان"بالحوار يمكن ان نتوصل الى قواسم مشتركة ترضي جميع اللبنانيين وتحفظ استقلالهم وحريتهم وسيادتهم واطمئنانهم الى المستقبل". وأكد تمسكه بالدستور في مسألة إقالة رئيس الجمهورية. وهاجم وزير الطاقة محمد فنيش"التحريض الأميركي بين اللبنانيين"، ورأى"ان الاستهتار بالمؤسسات الدستورية يجب ان يوضع له حد ويجب ان تكون هناك ارادة وطنية قادرة على بلورة سياسة من خلال حساباتنا الداخلية فقط بعيداً من الضغوط والاملاءات الاميركية". وقال فنيش:"ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس جاءت الى لبنان للضغط ولحساب الاجندة الاميركية في المنطقة بدءاً من لبنان، وتريد ان تجعل لبنان منطلقاً لتنفيذ سياساتها في المنطقة وتصفية حسابات مع دول الممانعة". وأكد ان"لا سبيل امام اللبنانيين سوى الجلوس الى طاولة الحوار". في المقابل، اعتبر النائب روبير غانم في حديث الى اذاعة"صوت لبنان"ان موضوع رئاسة الجمهورية"أمر شبه منتهٍ". وقال:"نحن قادرون على ان نكون على قدر من المسؤولية التي يحملنا اياها الناس خصوصاً في 8 و14 آذار. والمفروض والمطلوب من المسؤولين الا يسمحوا من خلال خلافاتهم ومواقفهم الا النظر الى موضوع واحد هو مصلحة لبنان". ونقل الزميل يوسف الحويك عن وزير الإعلام غازي العريضي بعد زيارته على رأس وفد"نادي الصحافة"أمس، أن"مناخ مناسبة 14 شباط فبراير فرض واقعاً جديداً حول واقع رئاسة الجمهورية ورئيس الجمهورية الذي لا يمكن تجاوزه منذ الآن، وسيكون بنداً رئيساً في كل المناسبات". وفي الإطار نفسه، اكد النائب أنور الخليل في حديث إلى"صوت لبنان"امس،"أننا لم نسمع من أحد على الإطلاق أنه لن يحضر الحوار"، وقال:"التأجيل في ظل الأجواء المتصاعدة يومياً لا ينفع". وانتقد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان الطريقة التي تم فيها استقبال الوزيرة رايس"وكأنها نازلة من السماء أو حورية من حور الجنة". وكشف وفد من كوادر شبابية من الحزب التقدمي الاشتراكي زار أمس رئيس تكتل"التغيير والاصلاح"اللبناني ميشال عون عن ان رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط سيلتقي الاسبوع المقبل وفداً من كوادر"التيار الوطني الحر".