أكدت منظمة الصحة العالمية امس، عدم اكتشاف إصابات بشرية بانفلونزا الطيور في مصر أو الهند أو نيجيريا، لكنها حذرت من أن خطر انتقال الفيروس للبشر سيظل قائماً في ظل استمرار تنقله بين الطيور، علماً أنها أكدت أن تغيرات طرأت على فيروس"أتش5 أن1"، النسخة المميتة من سلالة المرض،"ما يجعلها أكثر فتكاً بالدواجن وأكثر مقاومة للظروف البيئية". وتزامن ذلك مع إيداع الهند ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال الحجر الصحي ليل الاثنين - الثلثاء، بعدما نفذت عمليات بحث عن مصابين بالحمى من منزل الى آخر في منطقة ناندوربار ضمن ولاية مهاراشترا غرب التي ذبح نحو نصف مليون طائر فيها. وفيما دعا مسؤولو الاتحاد الاوروبي الناس الى مواصلة أكل لحوم الدواجن، ارتفع عدد حالات البجع النافق لإصابته بفيروس"اتش5 ان1"إلى 101 في جزيرة روغن شمال شرقي ألمانيا. وأعلن مختبر معهد"فريدريش لوفلر" أن الفحوص ستنتقل من الجزيرة التي أعلنت حال الطوارئ فيها، إلى البر حيث وجدت طيور نافقة في شمال ولاية"مكلنبورغ - فوربومرن"وشرقها. وأرسل الجيش الالماني وحدات الى جزيرة روغن، للمساعدة فى إزالة الدواجن النافقة وكلف طائرة"تورنادو"مهمة تصوير الاماكن الموبوءة. وفي هنغاريا، اكدت السلطات اصابة ثلاث بجعات نافقة في قرية ناجيباراسكا المحاذية للحدود مع صربيا وكرواتيا، لكنها اعلنت عدم ضرورة اتخاذ اجراءات وقاية اضافية، بينما اكدت وزارة الزراعة الكرواتية تسبب فيروس"اتش5 أن1"بنفوق بجعة برية في جزيرة تشيوفو جنوب. وفي سياق التدابير الاحترازية، وضعت الغربان الستة في قلعة برج لندن المطل على ضفاف نهر"تايمز"والتي تحتوي مجوهرات التاج البريطاني، في أقفاص لحمايتها من انفلونزا الطيور. وتقول اسطورة انه ينبغي أن يبقى الغربان في برج لندن والا انهارت القلعة، لذا أصدر الملك تشارلز الثاني مرسوماً ملكياً لحمايتها في القرن السابع عشر. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الزارعة الفرنسية ان القطط يمكن ان تساهم بنقل انفلونزا الطيور، استناداً الى حقائق علمية تقترن بالتركيبة البيولوجية للقطط وتشابهها مع تلك في الطيور. وفي آسيا، عززت ماليزيا اجراءات الوقاية، وارسلت مسؤولين صحيين لتعقب اي اصابات بشرية، بعدما سجلت اول اصابة بالفيروس منذ اكثر من سنة، وشملت ولاية سيلانغور القريبة من سنغافورة. اما الصين فتوقعت وصول مزيد من اوبئة انفلونزا الطيور هذا الربيع عبر الطيور المهاجرة. واعلنت الصين ظهور اكثر من 30 حالة انتشار للفيروس في طيور ضمن 10 اقاليم خلال العام الماضي، اضافة الى 11 اصابة بين البشر في الاشهر الاخيرة. وفي السعودية، نفت جمعية منتجي الدواجن تأثر استثمارات مشاريع القطاع وقدرها 32 بليون ريال بمرض أنفلونزا الطيور،"اذ لم تنخفض المبيعات، في ظل التنسيق المستمر مع وزارة الزراعة ودعمها مكافحة الأوبئة والأمراض التي يمكن ان تنتشر في القطاع الزراعي والحيواني". وقال مهند الخالدي، مدير التسويق في مجموعة شركات"سادكو"، ان"الامراض التي تنتشر في العالم لا تصيب الا الحظائر الخاصة التي تربى في البيوت، او تلك غير الخاضعة لإجراءات صحية ووقائية مناسبة". وتنظم جمعية منتجي الدواجن ندوة علمية عن صناعة الدواجن في الرياض في آذار مارس، وستركز على أربعة محاور هي: مكافحة أمراض الدواجن، واقتصادات صناعة الدواجن، ولوائح ونظم الثروة الحيوانية في المملكة، وتربية الدواجن ورعايتها. وظهرت حال الذعر لدى اصحاب الصقور في امتناع عشاق صيد الصقور عن ممارسة هوايتهم خارج السعودية، حيث تدنت نسبتهم الى 5 في المئة، علماً أن السلطات كانت منعت رحلات الصيد، وحجزت اكثر من ثلاثين صقراً للتأكد من سلامتها أفريقيا تخشى"المؤامرة" وفي أفريقيا، لفت اقتناع مربي الدواجن في النيجر بأن انفلونزا الطيور"مؤامرة من الغرب"لاغراق بلادهم بدواجن مصدرة. وفي مصر، استنفرت السلطات لنفي اشاعة تلوث مياه النيل بفيروس انفلونزا الطيور، بعدما تسببت بتعطيل الهواتف بسبب الاستخدام الكثيف لنقل التحذيرات. وتوجه وزير الإعلام السيد أنس الفقي إلى المواطن بالقول:"تضطلع الأجهزة الرسمية بدورها في مكافحة المرض، ويجب على منظمات المجتمع المدني أن تتعامل مع الأزمة عبر مراعاة الاجراءات الصحية وعدم الانسياق خلف الاشاعات". اما وزير الموارد المائية الدكتور محمود أبو زيد فأكد ان مياه الشرب التي تصل إلى المنازل سليمة وتخضع لفحوص دقيقة وتتطابق مع المواصفات العالمية. و ناشدت وزارة الموارد المائية المواطنين عدم القاء الطيور النافقة في النيل كي لا تنتقل من مكان الى اخر وهي تحمل الفيروس. ووسط القاهرة، ابدى العديد من السكان الذين يربون اسراباً من الحمام والدواجن رفضهم التخلص منها، علماً أن مهلة تنفيذ هذا القرار تحددت في 8 ايام.