لا تحتاج تركيا الى معارضة. فسياسة الحكومة التركية تتولى مهمة دحض نفسها بنفسها. وخير دليل زيارة وفد"حماس"أنقرة. وكان يفترض أن تماشي الزيارة سياسات تركيا الخارجية وتسندها، وإلا فقدت تركيا اعتبارها ووزنها في المجتمع الدولي. ففي هذا المجتمع تكتلات سياسية تراعي تحالفاتها الدولية، ولا تخالفها. وتركيا متحالفة مع الغرب، وسياساتها مبنية على هذا الحلف. ويسع حكومة اردوغان الخروج على هذا الحلف، والتحالف مع الغير. ولكن عليها تسديد ثمن هذا الخروج. فإذا التزمت الحكومة حلفاً ما، وغازلت حلفاً آخر، فقدت صدقيتها، ونبذها الطرفان. واستقبال انقرة، وهي حليفة اميركا الاستراتيجية، على حد قول رئيس الوزراء، وفد"حماس"، مهزلة سياسية. فحكومة اردوغان دعت عناصر الجناح العسكري من"حماس"، ونسقت الدعوة مع الاستخبارات السورية. والحق ان الزيارة أحرجت تركيا، وخيبت آمال"حماس". وهذا عين تخبط سياساتنا الخارجية. عن جونيت أولسافار،"حرييت"التركية، 19/2/2006