تحتاج"حماس"حاجة ماسة الى الهدوء الذي لطالما طالبت به اسرائيل. فالحفاظ على شعبية"حماس"يفترض إصلاح الحكم وتحسينه. ولا شك في أن تجدد العنف يفضي الى ما لا تحمد عقباه، أي الى هجمات اسرائيلية مدمرة تحول دون نجاح إدارة الإسلاميين الشؤون الفلسطينية المحلية. ففوز"حماس"في الانتخابات قوض هامش حريتها. والى الشعور بالنصر، سادت حال من الحيرة والارتباك في أوساط حركة المقاومة الاسلامية. وتتنازع ميول كثيرة"حماس". فهي تترجح بين الانقضاض على السلطة والامساك بزمامها كلياً، وبين تأدية دور باهت وضعيف في السلطة. ويميل بعض"الحماسيين"الى تجاهل نتائج الانتخابات، والتصرف كما لو ان الامور جرت على ما اشتهى قادتها. وبعضهم الآخر، يميل الى الحصول على وزارات ثانوية وزارة الشؤون الاجتماعية، والصحة والتربية، وترك القرارات المصيرية لمحمود عباس. فتظهر"حماس"، تالياً، بمظهر رقيب لا حول له ولا قوة على السلطة. ويفضل"حماسيون"آخرون الخروج من السلطة، ودعم حكومة تكنوقراط تحظى بقبول الغرب ويدعمها المجتمع الدولي. وهذا خيار جذاب يضمن صفاء أيديولوجية الحركة. فهو يجنب"حماس"التجاذب المترتب على مشاركتها في الحكم، والبت في مسألة التعامل مع إسرائيل والاعتراف بها. فمثل هذا الاعتراف يغذي الانقسامات بين جناحي الحركة، الراديكالي المتشدد والبراغماتي العملي. ولكن التخلي عن نتائج الانتخابات والنصر، ترفضه بعض أوساط"حماس". فالتنازل عن وزارات أساسية، على غرار وزارة الداخلية، وعن الحكم بحسب المبادئ الإسلامية، غير وارد في حسابات هؤلاء. ولا يزال طريق آلام"حماس"واضطراباتها طويلاً. فعملية تسوية الخلافات الداخلية بين البراغماتيين والمتشددين من جهة، وبين قادة"حماس"المحليين والمنفيين من جهة أخرى، انطلقت. ولا شك في أن الفوز في الانتخابات حمل في طياته"ويلات"على"حماس". وبات على حركة المقاومة الاسلامية تحديد موقف من هجمات"الجهاد الاسلامي"أو"كتائب شهداء الاقصى"على اسرائيل. ويفترض بپ"حماس"الرد على استئناف اسرائيل عمليات اغتيال قادتها، وبناء مستوطنات في القدسالشرقية، والبحث في سبل تحرير الأسرى من السجون الاسرائيلية، والعلاقة بقوى الأمن الموالية لپ"فتح". عن حسين آغا وروبرت ماليه، "نيويورك ريفيو أوف بوكس" الاميركية، 9/3/2006