اذا كانت هناك عداوة ما بينك وبين الفجل فعليك أن تفكر بالمصالحة، لأنك بهذا ستجعل من الفجل نصيراً لصحتك، والمهم ألا تكون المصالحة مع الفجل نظرية، بل عملية نظراً الى ما يتمتع به من فوائد صحية وغذائية. "أبصر"الفجل النور قبل أكثر من ألف سنة، وله أنواع كثيرة تزرع في شتى أنحاء العالم، وقد استعمل قديماً كعلاج لإذابة الرمال البولية، وايقاف نفث الدم بصاق الدم، ودر البول، ولإبطال مفعول السموم. الأطباء العرب اهتموا بالفجل وذكروا فوائده الكثيرة، ومنها أنه مقو للهضم والنظر، ومزيل للنمش، ومدر للحليب، ومفيد لوجع المفاصل وتحسين اللون ولاستنبات الشعر. أيضاً نصح الأطباء العرب بشرب عصير أغصان الفجل من دون الورق، من أجل تفتيت حصيات المثانة والتخلص منها. في أيامنا هذه يحتل الفجل مكانته على الموائد، فهو يستعمل كمشهٍ وهاضم، وكثيراً ما نلمح وجوده على قوائم أنظمة التخسيس كونه يحتوي على طاقة سعرات حرارية ضئيلة جداً مقارنة بالخضار الأخرى. ويحتوي الفجل على الفتيامين ث الذي يعد الحليف الرئيس، إن لم يكن الأساس للجسم في نضاله ضد الأمراض المتربصة به وما أكثرها. أيضاً نجد في الفجل الفيتامين أ الواقي للعين والمقوي للبصر، والضروري لعمليات النمو والتكاثر والرضاعة. والى جانب الفيتامين ث والفيتامين أ، هناك الفيتامين ب1 المضاد لالتهاب الأعصاب. كما توجد في الفجل مواد مضادة للجراثيم وغليوكوزيدات، اضافة الى زيت طيار يعطي الفجل طعمه اللاذع ورائحته الأخاذة، ويجعله صعب الهضم. لذلك ينصح بمضغه الفجل جيداً لأن اطالة مزجه باللعاب تيسر وتسهل من هضمه. أما من حيث المعادن فالفجل يحتوي على الكالسيوم والفوسفور الضروريين للجسم لبناء الهيكل العظمي والأسنان. كما يحتوي على معدن البوتاسيوم المضاد للإمساك والأرق والعصبية والاضطرابات القلبية الهضمية. عدا ذلك هناك معدن المغنيزيوم المضاد للتشجنات العضلية والواقي من التعب والنزق والهيجان. ويقبل الناس على الفجل لأنه مثير للشهية، لكن الأبحاث الحديثة بينت أن الفجل مفيد في تمييع الدم. ولهذا فهو نافع في إبعاد شبح التعرض لخطر الجلطات الدموية، والفجل مفيد أيضاً في علاج النوبات الربوية عدا عن أنه يقلل من احتمال الاصابة بالسرطان. وقبل سنوات قليلة قالت شركة يابانية ان المركبات الكيماوية الموجودة في الفجل، والتي تعطيه الرائحة المميزة، يمكنها أن تقف حجر عثرة أمام نمو الجراثيم الفموية وتكاثرها، وهذا له أكبر الأثر في الحماية من تسوس الأسنان. يوصى بالفجل لأولئك الذين يعانون كسلاً في افراز الكبد، وللمصابين بالرمال والحصيات البولية، وبأمراض المرارة وداء النقرس والروماتيزم. أيضاً ينصح بالفجل للذين يشكون من فقر الدم لوجود الحديد فيه، وكذلك للمصابين بأمراض جلدية لاحتواء الفجل على الكبريت النافع للجلد والشعر. أخيراً يبقى التذكير ببعض المعلومات عن الفجل: هناك نوع من الفجل يستعمل كثيراً في أوروبا يعرف بالفجل الأسود، أو فجل الحصان، يُحضَّر منه عصير يستعمل للخلاص من حصيات المرارة، كما يضاف الغليسيرين الى العصير لصنع خليط مفيد ضد السعال. ان النكهة الحريفة للفجل الأسود هي أقوى من النكهة في الفجل الأحمر أو الوردي، وهي تزداد كلما مر الزمن على تخزينه. ان الفجل محظر على المصابين بمغص في البطن، وعلى الذين يعانون أمراضاً كبدية. ان لون الفجل سببه أصبغة تعرف باسم"انتوسيانات"تشكل جزءاً من الفيتامين أ، الذي يشد من عضد الفيتامين ث ويساهم في تقوية جدران الأوعية الدموية الشعرية.