على عشرات مؤسسات الدراسات الاوروبية والاميركية - التي تقدم المساعدة لدولها في التخطيط والسياسات الاستراتيجية ? ابداء رأيها في ايران، وخصوصاً في اسباب استماتة الشعب الايراني في الصمود بمواجهة التهديدات والضغوط، وتقديم تقارير الى مسؤوليها. وعند بحث الموضوع النووي الايراني، يتصور الغربيون ان زمن ممارسة تكتيكات التهديد والعقوبات ضد الجمهورية الاسلامية قد عاد. لكننا نطلب اليهم، قبل اتخاذ قرار صبياني، الاجابة عن السؤال: ما الذي جنته اوروبا واميركا طوال 27 سنة من التهديد السياسي والعقوبات الاقتصادية، وفرض الحرب، والدعاية الاعلامية على الشعب الايراني؟ هل كانت النتيجة غير دخول ايران الاسلامية مسار التحول الى قوة عالمية؟ وعودة المتسلطين الى الاساليب القديمة المجربة وغير النافعة بمواجهة ايران الاسلامية، دلالة على الضياع، وأزمة اتخاذ القرار في ادارة العالم الغربي. ولو كانوا يدركون اسرار القوة الايرانية ورموزها، لما كانوا لجأوا الى اساليب مفضوحة ومكشوفة. ويحسب المنظرون والمقررون في الدول الغربية ان الايرانيين، تحت تأثير الضغوط السياسية والدعائية، قد يجبرون قياداتهم على وقف المساعي العلمية للعلماء الايرانيين للتوصل الى تكنولوجيا دورة الوقود النووي. لكن يبدو ان الشعب الايراني يطالب مسؤوليه بتقديم تفسير لتضييع هذه الفرصة طوال سنتين تحت شعار تعزيز الثقة. وقد يكون، في نظر الخبراء السياسيين والديبلوماسيين الاوروبيين والاميركيين، ان أي شعب آخر يواجه الكم الهائل هذا من الحرب النفسية والضغط السياسي والتهديدات المختلفة، لا بد أن تخلى عن شعاراته ومطالبه الوطنية. ولكن الشعب الايراني، على مختلف انتماءاته وتوجهاته، خلط كل المعادلات الغربية. واذا استطاع احد الديبلوماسيين الغربيين كشف هذا السر، فإنه لن يسمح لنفسه بالتعدي على الشعب الايراني الاسطوري. قد يكون مئات من العلماء السياسيين يرغبون في تقديم قراءة لهذا الموضوع الاستراتيجي بلغة اكاديمية. وقبل سنوات مضت، جاء كهل خارق الذكاء وذو ضمير ناصع اسمه السيد روح الله الموسوي الخميني، وقال للعالم بلغة بسيطة:"لا تتورطوا مع الثورة الحسينية والشعب العاشورائي الايراني". عن محمد جعفر بهداد،"كيهان"الايرانية، 6/2/2006