دعت"جمعية المحامين الأميركيين"الرئيس جورج بوش إلى وقف برنامج التنصت السري من دون تفويض قضائي أو موافقة الكونغرس. وبعدما اتخذت الجمعية قراراً تدعو فيه الرئيس الى الالتزام بالدستور، قال رئيس الاتحاد مايكل غريكو:"نأمل في أن يستمع إلينا الرئيس". واعتبرت الجمعية أن بوش تجاوز صلاحياته الرئاسية حين سمح لوكالة الأمن القومي بتطبيق برنامج تنصت على المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني لآلاف الأميركيين اثر اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وأضاف غريكو إن"جمعية المحامين الأميركيين لا تقول إن الرئيس لا يمكنه إجراء عمليات تنصت سرية. نقول إن قرار إجراء عمليات مراقبة سرية لا يجوز أن يكون أحادى الجانب"، معتبراً ان هذا الموقف عبرت عنها غالبية الرأي العام الأميركي. وفي قرارها، دعت الجمعية الرئيس الأميركي إلى"إجراء تعديلات مناسبة أو وضع قانون جديد بدل التصرف من دون إذن صريح". كما طلبت من الكونغرس إجراء تحقيق معمق حول برنامج التنصت. وقال نيل سونيت، وهو محام من ميامي يترأس لجنة عمل شكلت لبحث المسألة بعد فترة وجيزة من الكشف عن برنامج التنصت في كانون الأول ديسمبر الماضي:"لا نقول أنه يتعين وقف المراقبة بل جعلها متوافقة مع القانون". ويتخطى هذا البرنامج المحاكم السرية التي شكلت بمقتضى قانون عام 1978 الخاص بالاستخبارات الأجنبية والمختصة بمنح إذن المراقبة. فوائد البرنامج في المقابل، وجد خبراء أن برنامج التنصت مفيد في مكافحة تنظيم"القاعدة"الذي يعتمد على تسهيلات الإنترنت والهواتف النقالة لتنفيذ عملياته. ورأى الخبير جيمس لويس من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن وكالة الأمن القومي"توفر امتيازات فريدة في نزاع مع خصم مثل القاعدة"، واصفاً التنظيم الإرهابي بأنه"تجمع غير رسمي ومفكك لخلايا جهادية موزعة على القارات". وقال جيمس وولسي المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون انه"ينبغي الإقرار بأن عالم اليوم لم يعد يمت بصلة إلى عهد الحرب الباردة حين كان الاتحاد السوفياتي العدو". وأوضح خلال محاضرة في معهد"هيريتاج فاونديشن"، أن السوفيات"كانوا أعداء يمكن التكهن بسلوكهم من وجهات نظر عدة، وكانوا يجندون جواسيس بأسلوب تقليدي عموماً، ولم يكن هناك إنترنت ولا بريد إلكترونياً ولا منتديات حوار على الإنترنت، ولا حاجة إلى تبادل عناوين إلكترونية للتواصل". ورأى ان"من الجوهري فهم ساحة المعركة الإلكترونية"لمكافحة القاعدة اليوم. وقال وولسي، وهو حالياً نائب رئيس شركة"بوز آلن هاميلتون"للاستشارات الاستراتيجية:"ساحة المعركة الإلكترونية ليست في الخارج فقط، ومحاولة فهم كيفية عمل اتصالات العدو في زمن الحرب ليست أمراً يمكن أن يتم فرداً بعد فرد، حالة بعد حالة، تفويضاً قضائياً بعد تفويض قضائي". وقال تود غازيانو الخبير في معهد هيريتاج:"من واجب الرئيس في زمن الحرب رصد كل الاتصالات"، ولو تضمن ذلك اتصالات"أطراف ثالثة بريئة". كذلك دافع المسؤول الثاني في الاستخبارات الأميركية الجنرال مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الأمن القومي عن برنامج التنصت، مؤكداً انه لو كان مطبقاً قبل اعتداءات أيلول،"لكان تم التعرف إلى عملاء"القاعدة"في الولاياتالمتحدة". كذلك برّر مدير"سي آي أي"بورتر غوس برنامج التنصت، فاعتبر في مقال نشرته صحيفة"نيويورك تايمز"انه ينبغي ان تتمتع الحكومة ب"إمكان جمع معلومات حول التنظيمات الإرهابية بواسطة مصادر ووسائل سرية". وشدد جيمس لويس على أهمية إزالة التمييز بين الاستخبارات في الخارج والاستخبارات على الأرضي الأميركية، لضمان فاعلية مكافحة الإرهاب. وزاد:"مكافحة الإرهاب تستوجب إعادة النظر في القوانين المطبقة على الاستخبارات"، رافضاً الاستمرار في القانون الحالي حول عمليات التنصت.