رفضت إيران الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا والقاضي بإحالة ملفها النووي على المجلس مع الانتظار حتى آذار مارس المقبل قبل اتخاذ أي موقف، ولوّح سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كبير المفاوضين علي لاريجاني إلى إمكان استخدام إيران أوراقها الإقليمية في مواجهة الضغوط الأوروبية، وأكد أنه"إذا استخدمت هذه الدول كل ما تملكه من وسائل للضغط على طهران، ستعمد إيران إلى استخدام مواقعها وأوراقها في المنطقة". وأعلن لاريجاني أن التوجه إلى مجلس الأمن لإطلاعه على الملف النووي أو أحالته عليه"يعني انتهاء الديبلوماسية، وهذا غير إيجابي إطلاقاً". وأشار إلى أن القرار يرفع درجة"عدم الأمن"في التعاطي مع إيران التي ستكون مجبرة على العودة إلى تطبيق القانون الصادر عن البرلمان، والذي يطالب الحكومة بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية وتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي للتفتيش المفاجئ. وفي إشارة إلى إمكان التخلي عن الطرف الأوروبي في المفاوضات، أعرب لاريجاني عن خيبة أمل بلاده من عجز الدول الكبرى عن اتخاذ قرار حاسم، معتبراً إيران"أخطأت حين اعتقدت بذلك"، ولفت إلى إمكان أن تلجأ بلاده إلى الحوار مع الطرف الذي يتخذ القرارات بدلاً من الدول المفاوضة. وأعرب نائب الرئيس الإيراني مدير الوكالة الإيرانية للطاقة النووية غلام رضا آقازاده عن أمله"بوجود احتمالات ديبلوماسية للخروج من الأزمة". وأوضح أن"الأوروبيين لن يتمكنوا من إيجاد أساس قانوني في إطار نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاحالة الملف الإيراني على مجلس الامن وهذه أكبر صعوبة يواجهونها". وأضاف:"لا يمكن التكهن بالاتجاه الذي قد تسلكه مفاوضات الخميس غداً في فيينا"، مؤكداً أن الأوروبيين لا يمتلكون سبباً لإحالة الملف على مجلس الأمن، ما سيضعهم بحسب رأيه أمام مشكلة حقيقة. وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف جواد واعظي للتلفزيون الرسمي الإيراني أمس ان قرار استئناف نشاطات البحث النووي في مجال تخصيب اليورانيوم"لا رجوع عنه". واعتبرها"حقاً إيرانياً غير قابل للتصرف"وقرار استئنافها"لا رجوع عنه"، مضيفاً أن هذه النشاطات"غير مرتبطة بإنتاج الوقود النووي في ناتانز بكميات صناعية وهي عملية لا تزال معلقة". وعلى رغم ذلك، رأت فرنسا أن الحل التفاوضي لا يزال ممكناً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي:"تهدف المشاورات الجارية بين أعضاء مجلس الأمن إلى تعزيز احتمال التوصل إلى تسوية ديبلوماسية، وهذه الطريق غير مسدودة بالنسبة الينا". وأضاف:"طبعاً تعاني المفاوضات الآن مأزقاً. فالمسار يخضع للأخذ والرد وهو تدرجي وتصاعدي ويمكن بالتاكيد التراجع عنه اذا نفذت ايران المبادرات المنتظرة منها". تصفية أحمدي نجاد في غضون ذلك، وتحت عنوان"هتلر من الشرق"دعا أحد أبرز الصحافيين الإسرائيليين، وان مرغليت الغرب ومن ضمنه اسرائيل الى درس امكان تصفية الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد جسدياً لاعتقاده ان"نظاماً نازياً ينمو في الشرق، معاد للعالم الديموقراطي وعلى رأسه اسرائيل". وكتب مرغليت في صحيفة"معاريف"أمس مشبهاً النظام في ايران بالنظام النازي متسائلاً"ألسنا ازاء نظام أصولي ظلامي وخطير على العالم كله، نظام معاد للسامية ومتطرف يقوده أحمدي نجاد يدعو، كما هتلر الى ابادة دولة اليهود؟"وتابع ان أحمدي نجاد، كما هتلر، ليس وحيداً"انه مزروع في مستنقع أصولي خطر تماماً مثلما كان سلفه الالماني محاطاً بمدرعات نازيين أشرار. ومن هنا يطرح السؤال على الغرب واسرائيل: هل في انصراف نجاد من قصر الرئاسة ما يخفف من ضائقة اليهود والانسانية كلها؟ مضيفاً انه ينبغي أيضاً طرح السؤال الذي لا يزال على ألسنة كثيرين: كم كان سينخفض لهب الشر النازي لو تمت تصفية هتلر قبل سنوات من سقوط نظامه النازي؟".