يراود الحنين المنتخب الغاني لمعانقة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم عندما يشارك في النسخة ال25 المقررة في مصر من 20 كانون الثاني يناير إلى 10 شباط فبراير المقبل. ويتقاسم المنتخب الغاني الرقم القياسي في عدد الألقاب مع المنتخبين المصري والكاميروني برصيد 4 ألقاب آخرها قبل 24 عاماً. ويشرف على غانا المدرب الصربي راتومير دويكوفيتش وقاده إلى تحقيق حلم راوده طوال 50 عاماً وهو بلوغ نهائيات كأس العالم. واستبعد دويكوفيتش مدافع روما الإيطالي صامويل كوفور من تشكيلة المنتخب لمباراته ضد الكونغو الديموقراطية بسبب الإصابة، بيد أن كوفور اتهمه بالكذب، مؤكداً أنه جاهز لخوض المباراة. وغاب كوفور عن المباريات المتبقية في التصفيات قبل أن يعود إلى صفوف منتخب بلاده للمباراة الودية ضد السعودية، وذلك بعدما قدم اعتذاراً علنياً لدويكوفيتش، وبالتالي سيكون من الركائز الأساسية التي ستعتمد عليها غانا في النهائيات في ظل غياب قائدها لاعب وسط تشلسي الإنكليزي ميكايل إيسيان بسبب الإصابة. ويشكل غياب إيسيان ضربة قاسية لغانا لأنه من الركائز الأساسية في التشكيلة، إضافة إلى أنه كان ثالث أفضل هداف في منتخب بلاده في التصفيات بتسجيله 3 أهداف خلف ستيفن أبياه وغيان. كما يغيب نجم أودينيزي الإيطالي سولي مونتاري بسبب الإصابة أيضا. ويدرك المنتخب الغاني أن المهمة لن تكون سهلة في النهائيات، لأنه جاء في مجموعة الموت وهي الرابعة إلى جانب نيجيرياوالسنغالوزيمبابوي. نيجيريا يدخل المنتخب النيجيري النهائيات تحت شعار واحد هو إحراز اللقب لتعويض خيبة الأمل بعدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة في ألمانيا. وستكون البطولة الفرصة الأخيرة أمام النجمين المتألقين المحترفين في إنكلترا جاي جاي أوغوستين أوكوتشا بولتون ونوانكوو كانو وست بروميتش ألبيون لقيادة منتخب بلادهما الملقب بپ"النسور الممتازة"إلى إحراز اللقب بعد فشله الذريع منذ عام 1994 عندما توجوا في تونس وتحديداً منذ عام 2000 ً. ولم تهضم نيجيريا حتى الآن مرارة الفشل في التأهل إلى المونديال بعد السقوط في فخ التعادل أمام ضيفتها أنغولا 1-1 لأن الأخيرة ضمنت وجودها في المونديال للمرة الأولى في تاريخها. وأدى التعادل مع أنغولا إلى إقالة المدرب كريستيان تشوكوو، وأعلن الاتحاد النيجيري تعاقده مع الفرنسي فيليب تروسييه بيد أن الأخير نفى النبأ ليضطر الاتحاد النيجيري إلى التعاقد مع المحلي أوستين أغوافين. ونجح أغوافين في المباراتين الأخيرتين لنيجيريا في التصفيات بفوزين كبيرين على الجزائر 5-2 في عقر دار الأخيرة وعلى زيمبابوي 5-1 في لاغوس لكن من دون جدوى في التأهل إلى المونديال. وتملك نيجيريا الأسلحة اللازمة لفرض نفسها في مصر، وإذا كان أوكوتشا وكانو من المخضرمين فإن نجم إنتر ميلان الإيطالي أوبافيمي مارتينز يعتبر من الصاعدين الذين ستكون لهم اليد الطولى في البطولة خصوصاً أنه كان هداف المنتخب في التصفيات بتسجيله 8 أهداف. وتعول نيجيريا أيضاً على المخضرم غاربا لاوال إيراكليس اليوناني وويلسون أوروما مرسيليا الفرنسي وهداف شاختار دونيتسك الأوكراني جوليوس أغاهوا والمدافع جوزيف يوبو إيفرتون الإنكليزي وجون أوتاكا رين الفرنسي. السنغال يطمح المنتخب السنغالي إلى استعادة سمعته الجيدة في السنوات الست الأخيرة. وفرض المنتخب السنغالي نفسه على الصعيد القاري منذ عام 2000 عندما بلغ الدور ربع النهائي لبطولة أمم أفريقيا التي أقيمت في غاناونيجيريا معاً وخرج بصعوبة أمام نيجيريا 1-2. ونجحت السنغال بعد عام واحد في حجز بطاقتها إلى المونديال للمرة الأولى في تاريخها على حساب منتخبات المغرب ومصر والجزائر، قبل أن تبلي بلاءً حسناً في النهائيات القارية التي أقيمت في مالي وتبلغ المباراة النهائية التي خسرتها أمام الكاميرون بركلات الترجيح. وتابعت السنغال تألقها عام 2004 ببلوغها الدور ربع النهائي لبطولة أمم أفريقيا في تونس قبل أن تخرج بصعوبة أمام منتخب البلد المضيف صفر-1. ولعب المدرب الألماني المخضرم بيتر شنيتغر دوراً كبيراً في إعادة نهوض الكرة السنغالية وبروزها على الساحة الأفريقية بعد غياب عن نهائيات جنوب أفريقيا 1996 وبوركينا فاسو 1998 بيد أن نتائج المنتخب السنغالي تراجعت كثيراً في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات المونديال وأمم أفريقيا 2006 بعد مغادرة مدربها ميتسو وتعيين مواطنه غي ستيفان خلفاً له فكان الثمن غالياً لأنها فشلت في حجز بطاقتها إلى ألمانيا، واكتفت بالتأهل إلى البطولة القارية إذ تسعى إلى تعويض خيبة الأمل العالمية. ولن تكون مهمة السنغال سهلة لأن القرعة أوقعتها في مجموعة الموت إلى جانب غانا المنتشية بتأهلها إلى المونديال للمرة الأولى في تاريخها، ونيجيريا الجريحة التي لا يختلف وضعها عن السنغال لكنها تبقى متمرسة وصاحبة خبرة كبيرة في النهائيات القارية، وزيمبابوي التي لا يستهان بها. ويخوض المنتخب السنغالي دورة مصر بغالبية العناصر التي أسهمت في إنجازات عام 2002 بينهم ضيوف ومهاجم ويغان الإنكليزي هنري كامارا الذي توج هدافاً لمنتخب بلاده في التصفيات برصيد 7 أهداف في مقابل 4 لضيوف، وباب بوبا ديوب فولهام الإنكليزي ولامين دياتا ليون الفرنسي وفرديناند كولي بارما الإيطالي وعمر داف سوشو الفرنسي والحارس طوني سيلفا ليل الفرنسي. وتكمن القوة الضاربة للسنغال في خط الهجوم الذي يضم لاعبين من الطراز الرفيع، حتى أن المدرب أصبح في حيرة عند اختيار الأساسيين منهم في المنتخب، وهم إضافة إلى ضيوف وهنري كامارا، مامادو نيانغ مرسيليا الفرنسي وسليمان كامارا نيس الفرنسي وفريدريك مندي سانت إتيان الفرنسي وديومانسي كامارا وست بروميتش ألبيون الإنكليزي ورحمن باري لوريان الفرنسي. ويبقى الغائب الكبير عن النهائيات صانع الألعاب خليلو فاديغا.