يعتبر لاعب الوسط اوستين جاي جاي اوكوتشا الذي خاض أول من أمس آخر مباراة دولية له مع منتخب بلاده من أفضل النجوم الذين أنجبتهم كرة القدم النيجيرية، ونجحت بواسطتهم في الصعود إلى منصات التتويج. وعلى رغم تقدمه في السن لا يزال اوكوتشا المولود في 14 آب أغسطس 1973 في أوج عطائه، ويبدع في الملاعب، بيد أن الإصابة حرمته من الاسهام في قيادة منتخب بلاده إلى تحقيق مركز أفضل من المركز الثالث في بطولة أمم أفريقيا التي اختتمت مساء أمس في مصر، علماً بأنه قاد نيجيريا إلى إحراز المركز ذاته في البطولتين الأخيرتين في مالي 2002 وتونس 2004، وأدى المستوى الرائع الذي قدمه في تونس إلى اختياره أفضل لاعب في الدورة، التي تقاسم فيها صدارة الهدافين مع المالي فريديريك كانوتيه والكاميروني باتريك مبوما والمغربي يوسف المختاري والتونسي دوس سانتوس برصيد 4 أهداف. وأكد اوكوتشا، حامل مشعل الجيل الذهبي الذي شهدته الكرة النيجيرية خلال العقد الأخير، أن ليس هناك سر في تألقه في الملاعب، وقال:"إنني أعشق كرة القدم، وأستمتع باللعب فوق أرضية الميدان". وتابع"عامل السن لا يؤثر كثيراً، لكن أعتقد بأن الوقت حان لاعتزال اللعب دولياً وترك الفرصة أمام لاعبين شباب يحملون المشعل، ويقودون المنتخب إلى انجازات أفضل من التي تحققت حتى الآن للكرة النيجيرية". وأضاف"كنت أتمنى إحراز اللقب في مصر ليكون الانجاز مسك الختام لمسيرتي الدولية الطويلة، ومثلما بدأتها بلقب قاري"في إشارة إلى إحرازه كأس أمم أفريقيا في تونس عام 1994 في أول مشاركة له مع منتخب بلاده في بطولة قارية، مضيفاً"لكن المركز الثالث يعتبر في حد ذاته انجازاً ولولا الإصابة التي نالت مني لكان لنا كلام آخر في مصر". وغاب اوكوتشا عن المباريات الأربع الأولى لمنتخب بلاده بسبب الإصابة، وأشركه المدرب اوغوستين ايغوافوين في الشوط الثاني من مباراة نصف النهائي ضد ساحل العاج بعدما تخلفت نيجيريا صفر-1 وذلك بهدف تعزيز خط الهجوم وإدراك التعادل لكن ذلك لم يحصل، قبل ان يلعب أساسياً في مباراة تحديد المركز الثالث أمس ضد السنغال، لكنه خرج في الشوط الثاني تاركا مكانه لويلسون اوروما. ويملك اوكوتشا مهارات فنية عالية جعلته يطرق باب المنتخب مبكراً وبالتحديد منذ الثامنة عشرة، اذ شكل إلى جانب لاعبين آخرين أمثال نواكوو كانو وصنداي اوليسيه وفينيدي جورج وتيجاني بابانجيدا جيلاً ذهبياً صنع المعجزات للكرة النيجيرية من خلال إحراز ذهبية الألعاب الاولمبية في اتلانتا 1996 وكأس الأمم الافريقية عام 1994 في تونس. تعلم كرة القدم في الشارع وهو صغير السن، وأبدى رغبته في أن يصبح لاعباً محترفاً واتفق مع والده، لاعب سابق، وشقيقه، لاعب دولي سابق، على ان يحقق حلمه بعد حصوله على شهادة الباكالوريا. ونجح اوكوتشا في الحصول على شهادة الباكالوريا وكانت مكافأته عطلة في ألمانيا عام 1990 وهناك شارك في تدريبات بوروسيا نونكيرخن من الدرجة الثالثة، وابهر المسؤولين بفنياته ليلعب بعد عام واحد مع اينتراخت فرانكفورت، لكن مشكلات مالية كانت عائقاً أمام استمراره مع الفريق الألماني، فانضم إلى فنربغشة التركي بعد قيادته منتخب بلاده إلى إحراز اللقب الاولمبي. وانتقل اوكوتشا إلى باريس سان جيرمان الفرنسي بعد مونديال 1998 وبقي معه 4 مواسم قبل الانتقال إلى بولتون الانكليزي. على صعيد المنتخب يعتبر اوكوتشا النيجيري الوحيد الذي شارك في 3 نهائيات لكأس العالم 1994 و1998 و2002. وأثار انضمام اوكوتشا إلى صفوف المنتخب مشكلة كبيرة، لان المدرب الهولندي كليمنس فيسترهوف لم يوجه إليه الدعوة لمواجهة الجزائر في تصفيات مونديال 1994 على رغم مطالبة وسائل الإعلام والجمهور بضرورة استدعائه لحاجة المنتخب النيجيري إلى صانع العاب، خصوصاً بعد خسارة المباراة الأولى أمام ساحل العاج. وتدخل رئيس الاتحاد النيجيري وقتها وفرض على المدرب ضم اوكوتشا وكان عند حسن ظنه، لان الأخير سجل هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة بعد 10 دقائق فقط من افتتاح الجزائر للتسجيل في الدقيقة الخامسة. ولم يتوقف اوكوتشا عند هذا الحد، بل كان وراء هدفين آخريين من تمريرتين حاسمتين ففازت نيجيريا 3-1.