أرجأ القائم بأعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت أمس البت في توصيات قادة المؤسسة العسكرية في شأن اتخاذ خطوات عقابية ضد الفلسطينيين لانتخابهم"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية الشهر الماضي. وقرر أولمرت في ختام اجتماع عقده مع قادة الجيش والاستخبارات ومستشاريه الأمنيين والسياسيين وفي حضور أربعة من كبار وزرائه، أن تبت الحكومة في جلستها الأسبوعية غداً الأحد في التوصيات. ويبدو أن أولمرت آثر انتظار ما ستسفر عنه الجلسة الافتتاحية للمجلس التشريعي الفلسطيني الجديد اليوم، ليسهّل على اسرائيل تبرير خطواتها العقابية التي تندرج تحت عنوان"محاصرة السلطة الفلسطينية اقتصادياً"، سعياً منه الى استمالة الرأي العام الدولي وعدم حصول مزيد من التصدع في"الجبهة الدولية"التي تشكلت ضد"حماس"وتبنت الشروط الاسرائيلية للتفاوض معها، غداة فوزها في الانتخابات. وكشف مصدر ديبلوماسي أن منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ضغط على مسؤولين إسرائيليين في اجتماعات عقدت أمس، للانتظار حتى تتسلم"حماس"البرلمان قبل أن يقرر التحرك. كما حذر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تل أبيب من أن عليها أن تأخذ في الاعتبار"عواقب أي تحرك، وأن تراعي خصوصاً تجنب زيادة مصاعب الفلسطينيين". واعتبر مسؤول اسرائيلي أن ليس لإسرائيل مصلحة في استباق أداء المجلس التشريعي اليمين الدستورية واتخاذ قرارات قد تصب في نهاية المطاف في مصلحة"حماس"، وتؤدي الى نجاحها في استعطاف العالم. وتشمل توصيات قادة الأجهزة الأمنية التي صادق عليها أول من امس وزير الدفاع شاؤول موفاز، وقف تحويل المستحقات المالية الى الفلسطينيين وحجب التبرعات الدولية عنهم، وعدم السماح لعمال فلسطينيين بدخول إسرائيل بدءاً من غد، علاوة على تحويل معبري إيرز وكارني بين قطاع غزة واسرائيل الى معبرين دوليين ومنع لم شمل العائلات الفلسطينية بين شطري أراضي السلطة القطاع والضفة الغربية. ورأى موفاز في قسم المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد اليوم جرس إنذار ببدء مباراة الملاكمة يؤشر الى الخطوة العملية الأولى لقيام"حماستان". وأضاف أن على اسرائيل أن تختار سلة واسعة من الضغوط الموجهة ضد سلطة"حماس"وممارستها بدقة وبجرعات مناسبة. وأعلن تشكيل فريق خاص بقيادة الميجور جنرال يوسف مشلب لمتابعة التطورات في الأراضي الفلسطينية، وتقديم تلخيص أسبوعي تُتخذ بموجبه خطوات تراها اسرائيل مناسبة. وقال موفاز ان"حماس"تبذل هذه الأيام جهوداً كبيرة للحصول على تمويل من إيران وعلى ارشادات حول كيفية ادارة شؤون السلطة، وحض سولانا الذي التقاه في مكتبه على وجوب عدم تراجع المجتمع الدولي عن قراره عدم التفاوض مع"حماس"قبل أن تعترف باسرائيل وتنبذ الارهاب. وقال القطب الثاني في حزب"كديما"الحاكم شمعون بيريز إنه"يجب ضرب حماس... فهي تشكل كارثة للفلسطينيين ولعملية السلام، ويحظر أن ندع الفلسطينيين يتماثلون معها". وأضاف أن"نهجنا واضح ولدينا خطة سلام لمن يريده. أما الذين يريدون توجيه الضربات إلينا، فسنرد عليهم بالضرب". من جهته، نفى وزير النقل مئير شيتريت أن تكون الحكومة تنوي قطع الكهرباء أو المياه عن الأراضي الفلسطينية. وقال للاذاعة العبرية إن اسرائيل لن تعترف بحكومة برئاسة"حماس"ولن تحول إليها أموالاً لكن لن يمس بالبنى التحتية أو بالمعونات الانسانية. وهاجم بشدة دعوة حكومتي موسكووأنقرة قيادة"حماس"الى زيارتهما، واصفاً اياها بأنها"طعنة في الظهر"، ولافتاً الى أن اسرائيل لن تسمح لرجال الحركة بالتحرك في حرية"فهؤلاء مطلوبون". وعلى صلة، أفادت مصادر سياسية أن اسرائيل"لن تسمح بأي شكل من الأشكال"لنواب"حماس"من قطاع غزة بالوصول الى رام الله اليوم أو في المستقبل، فيما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية أن بطاقات"في آي بي"الدرجة الأولى الممنوحة الى شخصيات فلسطينية، ستلغى فور تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. الى ذلك، لم تخف أوساط سياسية قلقها من"الاشارات الأولية"لقبول"حماس"كتنظيم شرعي في المجتمع الدولي، مشيرة الى زيارة قادتها الى أنقرة وقرار عمان دعوتهم الى زيارتها، معتبرين ذلك"انقلاباً في الموقف الأردني". وذكرت"يديعوت أحرونوت"أن وفداً أميركياً غير رسمي يعتزم زيارة رام الله ولقاء قادة"حماس"، مشيرة الى أن المدير العام للمؤتمر اليهودي - الأميركي هنري سيغمان سيرأس الوفد ممثلاً"مجلس العلاقات الخارجية"لنيويورك، وزادت أن عدداً من أعضائه قريب من الادارة الأميركية. ونقلت عن ديبلوماسيين في نيويورك أن هذه الزيارة قد تكون بمثابة"بالون اختبار"تريد واشنطن من خلاله فتح قناة غير رسمية مع الحركة.